حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الاستدامة على التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر

عن ابن سخبرة قال: غدوتُ مع عبد الله بن مسعود من مني إلى عرفات، فكان يُلبِّي، قال: وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفران عليه مِسحةُ أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاءُ من غوغاء الناس، قالوا: يا أعرابي!، إن هذا ليس يوم تلبية، وإنما هو يومُ تكبير، قال: فعند ذلك التفتَ إليّ فقال: أجهل الناسُ أم نسوا، والذي بعث محمدًا ﷺ بالحق لقد خرج مع رسول الله ﷺ فما ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة، إلا أن يخلطها بتكبير، أو تهليل.

حسن: رواه الإمام أحمد (٣٩٦١) وابنُ خزيمة (٢٨٠٦) والحاكم (١/ ٤٦١، ٤٦٢) وعنه البيهقي (٥/ ١٣٨) كلهم من حديث صفوان بن عيسى، أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة، فذكره.

عن ابن سخبرة قال: غدوتُ مع عبد الله بن مسعود من مني إلى عرفات، فكان يُلبِّي، قال: وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفران عليه مِسحةُ أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاءُ من غوغاء الناس، قالوا: يا أعرابي!، إن هذا ليس يوم تلبية، وإنما هو يومُ تكبير، قال: فعند ذلك التفتَ إليّ فقال: أجهل الناسُ أم نسوا، والذي بعث محمدًا ﷺ بالحق لقد خرج مع رسول الله ﷺ فما ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة، إلا أن يخلطها بتكبير، أو تهليل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن سخبرة، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● غدوتُ: خرجت في وقت الغداة (أول النهار).
● يُلبِّي: يقول "لبيك اللهم لبيك" في الحج.
● آدم: أسمر البشرة.
● ضفران: ضفيرتان من الشعر.
● مِسحةُ أهل البادية: هيئة وسمتهم تشبه أهل البادية في خشونتهم وبساطتهم.
● غوغاءُ: جماعة من الناس غير الراسخين في العلم، يكثر ضجيجهم وقيلولهم.
● أعرابي: منسوب إلى الأعراب (سكان البادية).
● يخلطها: يضم إليها ويجمع بينها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الراوي عبد الله بن سخبرة أنه خرج في الصباح مع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من منى إلى عرفات يوم عرفة، وكان ابن مسعود يلبي في طريقه (أي يقول: لبيك اللهم لبيك)، وكان رضي الله عنه على هيئة أهل البادية في مظهره المتواضع.
فاجتمعت عليه مجموعة من عامة الناس الذين لا فقه لهم، وقالوا له منكرين عليه: "يا أعرابي! إن هذا ليس يوم تلبية، وإنما هو يوم تكبير"، أي أنهم اعتقدوا خطأً أن التلبية تنقطع بعد دخول يوم عرفة، وأنه لا يشرع إلا التكبير.
فالتفت ابن مسعود إلى الراوي مستنكرًا جهلهم، وقال متعجبًا: "أجهل الناس أم نسوا؟"، ثم أقسم بالله تعالى - الذي بعث النبي محمدًا ﷺ بالحق - قائلاً: "لقد خرجت مع رسول الله ﷺ (في حجة الوداع) فما ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة"، أي أن النبي ﷺ استمر في التلبية طوال أيام الحج حتى شرع في رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر، إلا أنه كان يخلط التلبية أحيانًا بالتكبير أو التهليل.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- استمرار التلبية إلى رمي الجمرة: الحديث دليل على مشروعية الاستمرار في التلبية خلال أيام الحج حتى يبدأ الحاج برمي جمرة العقبة يوم العيد، وهذا مذهب جمهور العلماء.
2- الرد على الجهلة بأدب وحكمة: موقف ابن مسعود يعلمنا كيف نرد على الخطأ بالحكمة والموعظة الحسنة، مع الاستدلال بالسنة النبوية.
3- عدم التسرع في الإنكار: الذين أنكروا على ابن مسعود لم يتثبتوا ولم يسألوا أهل العلم، فوقعوا في الخطأ، وهذا تحذير من التسرع في إنكار ما لا نعلمه.
4- التواضع في المظهر: ابن مسعود كان من كبار الصحابة وعلمائهم، لكنه كان متواضعًا في هيئته، مما يدل على أن قيمة المرء بعلمه وتقواه لا بمظهره.
5- العبرة بالدليل لا بكثرة القائلين: الجماعة أنكروا على ابن مسعود فرد عليهم بالدليل الصحيح، فالحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- التلبية شعار الحج، وتبدأ من الإحرام وتستمر حتى رمي جمرة العقبة يوم النحر.
- يجوز للحاج أن يخلط التلبية بالتكبير والتهليل كما كان يفعل النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٣٩٦١) وابنُ خزيمة (٢٨٠٦) والحاكم (١/ ٤٦١، ٤٦٢) وعنه البيهقي (٥/ ١٣٨) كلهم من حديث صفوان بن عيسى، أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
وإسناده حسن من أجل الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
والنكارةُ في حديثه ما رواه عنه الدراوردي، كما قال أبو حاتم، وهذا ليس منها.
ورواه الطحاوي في «شرح المشكل» (٣٩٢٩، ٣٩٣٠) من وجهين آخرين: عبد الله بن المبارك، والدراوردي، كلاهما عن الحارث بن أبي ذُباب به نحوه. فلم ينفرد الدراوردي، بل تابعه عبد الله ابن المبارك، وقبله صفوان بن عيسي. ففي حديث عبد الله بن مسعود الجمعُ بين التكبير، والتهليل.
قال ابنُ عبد البر في «التمهيد» (١٣/ ٨١): «وقال أحمد، وإسحاقُ، وطائفة من أهل النظر والأثر: لا يقطع التلبية حتى يرمي جمرة العقبة بأسرها» قالوا: وهو ظاهر الحديث: أن رسول الله ﷺ لم يزل يلبِّي حتى رَمي جمرة العقبة، ولم يقل أحدٌ من رواة هذا الحديث: حتى رمَي بعضَها،
حتى قال بعضُهم في حديث عائشة: «ثم قطع التلبيةَ في آخر حصاةٍ».
قال: «وقال الثوري، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابهم، وأبو ثور: يقطعُها في أول حصاةٍ يرمي بها من جمرة العقبة» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 195 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

  • 📜 حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك التلبية حتى رمي جمرة العقبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب