عمرة متقبلة وحج مبرور

حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

عن نصر بن عمران أبي جمرة الضُّبعي، قال: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَنِي بِهَا.
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَنِمْتُ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ! اللَّهُ أَكْبَرُ! سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٦٧)، ومسلم في الحج (١٢٤٢) كلاهما من طريق شعبة، قال: سمعت أبا جمرة الضبعيّ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:

● تَمَتَّعْتُ: أي أدخلت العمرة على الحج بأن أحرمت بالعمرة في أشهر الحج ثم حللت منها وأقمت حلالاً حتى أحرمت بالحج يوم التروية.
● فَنَهَانِي نَاسٌ: أي منعني بعض الناس من ذلك.
● عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ: العمرة المقبولة التي رضي الله عنها.
● حَجٌّ مَبْرُورٌ: الحج الذي لا يشوبه إثم ولا رياء.
● سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ ﷺ: أي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو القاسم كنيته.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحكي الصحابي نصر بن عمران أنه تمتع بالعمرة إلى الحج، فأنكر عليه بعض الناس ذلك، فذهب إلى ابن عباس رضي الله عنهما - وهو حبر الأمة وترجمان القرآن - فسأله عن حكم التمتع، فأمره به وأفتاه بجوازه.
ثم يذكر الراوي أنه نام فرأى في منامه رؤيا فيها بشرى بأن عمرته مقبولة وحجه مبرور، فلما أخبر ابن عباس بهذه الرؤيا، فرح بها واستبشر، وكبر الله تعالى شكرًا لهذه البشارة، وأكد أن التمتع هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- مشروعية التمتع في الحج: فالحديث دليل واضح على جواز الإحرام بالتمتع، وهو أحد أنواع النسك الثلاثة (تمتع، إفراد، قران).
2- الرجوع إلى العلماء: أن الجاهل بالحكم يجب عليه الرجوع إلى العلماء المعتبرين، وعدم الاكتفاء بآراء العامة أو غير المتخصصين.
3- الرؤيا الصالحة: أن الرؤيا الصالحة قد تكون بشرى من الله تعالى لعبده، خاصة إذا كانت موافقة للحق.
4- اتباع السنة: تأكيد ابن عباس على أن التمتع هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على وجوب اتباع السنة وترك ما خالفها.
5- التكبير عند الفرح بنعمة الله: استحباب التكبير عند الفرح ببشارة الخير، كما فعل ابن عباس رضي الله عنه.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- التمتع هو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج في عامه ذلك.
- ابن عباس رضي الله عنهما كان من أكثر الصحابة دفاعًا عن مشروعية التمتع، ورد على من أنكره من بعض الصحابة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٦٧)، ومسلم في الحج (١٢٤٢) كلاهما من طريق شعبة، قال: سمعت أبا جمرة الضبعيّ، فذكره.
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه وزاد: فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهما من مالي. قال شعبة: فقلتُ لِمَ؟ فقال: للرؤيا التي رأيتُ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 220 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

📜 حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عمرة متقبلة وحج مبرور

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية