حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب جواز تقديم بعض أعمال الحجّ على بعض يوم النّحر
وفي رواية: كان النبيّ ﷺ يُسأل يوم النّحر بمنى فيقول: «لا حرج». فسأله رجلٌ، فقال: حلقتُ
قبل أن أذبح، قال: «اذبحُ ولا حرج». وقال: رميتُ بعد ما أمسيت، فقال: «لا حرج».
وفي رواية: قال رجل للنبيّ ﷺ: زُرْت قبل أن أرمي، قال: «لا حرج». قال: «حلقتُ قبل أن أذبح؟». قال: «لا حرج». قال: ذبحتُ قبل أن أرمي، قال: «لا حرج».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٣٤)، ومسلم في الحج (١٣٠٧) كلاهما من طريق وهيب، حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، به، ولفظهما سواء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ييسر على الأمة ويُزيل عنها الحرج والمشقة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بما يتناسب مع توجيهاتكم.
1. شرح المفردات:
● الذَّبْح: نحر الهدي أو الأضاحي في منى يوم النحر.
● الحَلْق: حلق شعر الرأس أو تقصيره في مناسك الحج والعمرة.
● الرَّمْي: رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر.
● التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير: فعل شيء قبل الآخر أو العكس.
● لا حَرَج: لا إثم ولا حرمان ولا فساد للنسك.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الترتيب بين مناسك الحج يوم النحر (الذبح، الحلق، الرمي، الطواف) إن قدَّم أحدها على الآخر، فأجاب بأنه "لا حرج"، أي لا إثم في ذلك ولا بأس.
وفي الرواية الثانية: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وقال:
- "حلقت قبل أن أذبح" → فقال له: اذبح ولا حرج.
- "رميت بعد ما أمسيت" (أي بعد غروب الشمس) → فقال: لا حرج.
- وفي رواية أخرى: "زرت قبل أن أرمي" (أي طفت بالبيت قبل الرمي) → فقال: لا حرج.
فالحديث يدل على جواز تقديم وتأخير هذه الأعمال يوم النحر، وأن الترتيب بينها ليس شرطًا لصحة النسك عند الجمهور، خلافًا لبعض المذاهب التي تشترط الترتيب.
3. الدروس المستفادة:
1- يُسْر الشريعة الإسلامية ورفع الحرج: فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّمنا أن الدين مبني على التيسير وعدم التشديد.
2- مراعاة أحوال الناس: فقد يختلف الحجاج في قدرتهم على الترتيب بسبب الزحام أو المرض أو غير ذلك.
3- التيسير في العبادات: لا ينبغي للمسلم أن يشق على نفسه أو على غيره في أمورٍ وسعها الشرع.
4- السنة في الفتوى: ينبغي للعالم والداعية أن يكون متيسرًا غير متشدد، متبعًا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالأمة.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل في باب "رفع الحرج" في الفقه الإسلامي، وهو من القواعد الكبرى.
- الجمهور (الحنفية والمالكية والحنابلة) على جواز التقديم والتأخير بين الذبح والحلق والرمي يوم النحر.
- الاستثناء: ذهب الشافعية إلى وجوب الترتيب (الرمي ثم الذبح ثم الحلق) على سبيل الاستحباب لا الإيجاب.
- ينبغي للحاج أن يحاول الالتزام بالترتيب الوارد في السنة (رمي الجمرة ثم الذبح ثم الحلق) إن تيسر له، فإن عجز أو أخطأ فلا حرج عليه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- هذا الحديث أصل في باب "رفع الحرج" في الفقه الإسلامي، وهو من القواعد الكبرى.
- الجمهور (الحنفية والمالكية والحنابلة) على جواز التقديم والتأخير بين الذبح والحلق والرمي يوم النحر.
- الاستثناء: ذهب الشافعية إلى وجوب الترتيب (الرمي ثم الذبح ثم الحلق) على سبيل الاستحباب لا الإيجاب.
- ينبغي للحاج أن يحاول الالتزام بالترتيب الوارد في السنة (رمي الجمرة ثم الذبح ثم الحلق) إن تيسر له، فإن عجز أو أخطأ فلا حرج عليه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يوفقنا لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
والرواية الثانية عند البخاريّ في الحج (١٧٣٥) من طريق خالد بن مهران الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس.
والرواية الثالثة عند البخاري أيضًا في الحج (١٧٢٢) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
قوله: «زُرت» أي طواف الزيارة، وهو طواف الإفاضة.
ورواه البيهقيّ (٥/ ١٤٢ - ١٤٣) من حديث إبراهيم بن طهمان، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه قال (فذكر الحديث).
وزاد فيه: «فما علمته سئل عن شيء يومئذ إلا قال: «لا حرج«ولم يأمر بشيء من الكفارة» قال: هذا إسناد صحيح«انتهي.
قال الأعظمي: هذا الحديث أخرجه أيضًا البخاريّ (١٧٢٣)، وأبو داود (١٩٨٣)، والإمام أحمد (١٨٥٨) كلّهم من أوجه أخر، عن خالد الحذاء، ولم يذكروا فيه: «ولم يأمر بشيء من الكفارة».
ولذا قال ابن التركمانيّ: «هذه الزيادة غريبة جدًا! لم أجدها في شيء من الكتب المتداولة بين أهل العلم، وشيخ البيهقيّ وشيخ شيخه لم أعرف حالهما بعد الكشف والتتبع، وأيضًا إبراهيم بن طهمان وإن خُرِّج له في الصحيح فقد تكلّموا فيه«وأطال الكلام فيه.
قال الأعظمي: هذه الزيادة من حيث الفقه صحيحة، ولكن كثيرًا ما يتصرّف البيهقي ﵀ في الصناعة الحديثية التي هي موضع النقد من أهل العلم، كما في هذه المسألة فقد قال جماعة من أهل العلم: إنّ التمسّك بظاهر هذه الأحاديث مخالف لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: ١٩٦].
ولذا قال ابن التركمانيّ: «وقد ترك أكثر الفقهاء العمل بعموم هذه الأحاديث، ونقل عن مالك أن من حلق قبل أن يرمي فعليه دم». وأطال الكلام فيه.
وقد توسّعت في بيان مذاهب العلماء في: المنة الكبرى (٤/ ٢٦٧ - ٢٧٥)، وخلاصته أن من قدَّم نُسكًا على نسك سواء في ذلك كان ناسيًا، أو جاهلًا، أو عامدًا فلا شيء عليه؛ لأنّ وجوب الفدية يحتاج إلى دليل ولو كانت واجبة لبيّنها رسول الله ﷺ لأنّ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما قرّره الأصوليّون.
هذا رأي جمهور أهل العلم منهم: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وداود الظاهريّ، وفقهاء أهل
الحديث في الشّرق والغرب.
قال ابن حزم في: المحلي (٧/ ٢٦٤ - ٢٦٥) بعد ذكر أقوال الفقهاء في إيجاب الدّم على من قدَّم شيئًا أو أخّر شيئًا: «كلّ هذه الأقوال في غاية الفساد؛ لأنّها كلّها دعاوية بلا دليل، لا من قرآن، ولا من سنة، ولا من قياس، ولا من رأي سديد».
وأمّا ما روي عن ابن عباس: من قدّم شيئًا من حجّه أو أخره فليهرق بذلك دمًا». فهو ضعيف كما قال ابن حزم في «المحلي» وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ٢٧٧)، وابن حجر في الفتح (٣/ ٥٧٣). انظر للمزيد: «المنة الكبرى» ففيه كثير من التفاصيل.
وفي الباب عن أبي سعيد قال: سئل رسول الله ﷺ وهو بين الجمرتين عن رجل حلق قبل أن يرمي، فقال: «لا حرج». وعن رجل ذبح قبل أن يرمي، قال: «لا حرج». ثم قال: «عباد الله، وضع الله عز وجل الحرج والضيق، وتعلموا مناسككم فإنّها من دينكم».
رواه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٣٧) من طريق الحجاج، عن عبادة بن نسي، قال: حدثني أبو زبيد، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، قال (فذكره). لم أستطع تعيين الحجّاج من هو؟
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 487 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 462 رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء
- 463 رمي الجمار ذاهبًا وراجعًا.
- 464 يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ويكبر على إثر كل حصاة
- 465 رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة
- 466 رمل رسول الله ﷺ بالبيت وليس بسنة
- 467 إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات
- 468 أول من أخذ من شعر النبي عند حلق رأسه
- 469 حلق رسول الله ﷺ رأسه في حجة الوداع
- 470 رمي جمرة العقبة ونحر البدن وحلق الرأس في الحج
- 471 أمكنك رسول الله من شحمة أذنه وفي يدك الموسى
- 472 فأخذ شعره، فجاء به إلى أم سليم، فكانت تدوفه في...
- 473 الحلّاق يحلق رسول الله وأصحابه يلتقطون الشعر
- 474 شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم
- 475 اللهم ارحم المحلِّقين والمقصِّرين
- 476 حلق النبي وطائفة من الصحابة وقصر البعض
- 477 اللهم اغفر للمحلقين والمقصرين
- 478 اللهم اغفر للمحلقين وللمقصِّرين
- 479 دعا النبي للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة
- 480 يرحم الله المحلقين والمقصرين
- 481 دعاء النبي للمحلقين والمقصرين في الحج
- 482 على النساء التقصير وليس الحلق
- 483 أعطى النبي شعره لأبي طلحة ليوزعه على الناس
- 484 افعل ولا حرج
- 485 ارم ولا حرج اذبح ولا حرج
- 486 لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض مسلم...
- 487 «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
- 488 لا أحلّ حتى أنحر
- 489 ابن عمر يوجب الحج والعمرة معًا ويقول: كذلك فعل رسول...
- 490 كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل...
- 491 طيب رسول الله عند الإحرام وعند الحل
- 492 كنت أطيب النبي بعد ما يرمي الجمرة قبل أن يفيض...
- 493 لم يحلل من شيء حرم منه حتى فضي حجه ونحر...
- 494 من سنَّة الحجِّ أن يصلي الإمام الظّهر والعصر والمغرب والعشاء...
- 495 أفضلنا يوم النحر مع النبي ﷺ في الحج.
- 496 الإفاضة يوم النحر ثم الصلاة بمنى
- 497 ركب رسول الله فأفاض إلى البيت فصلّى بمكة الظهر
- 498 أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
- 499 لم يرمل النبي ﷺ في السبع الذي أفاض فيه
- 500 إنها مباركة إنها طعام طعم
- 501 انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم...
- 502 شرب النبي من زمزم وصب على رأسه
- 503 ماء زمزم لما شرب له
- 504 شرب النبي قائمًا من زمزم
- 505 اسقني ثم قال: اعملوا فإنكم على عمل صالح
- 506 أبردوا الحمى بماء زمزم
- 507 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم
- 508 من علامات المنافقين أنهم لا يتضلّعون من زمزم
- 509 فضل ماء زمزم
- 510 شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف
- 511 أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا
معلومات عن حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
📜 حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








