حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السلم إلى من ليس عنده أصل

عن محمد بن أبي المجالد قال: بعثني عبد الله بن شداد، وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفي، فقالا: سله هل كان أصحاب النبي ﷺ في عهد النبي ﷺ يسلفون في الحنطة؟ قال عبد الله: كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم. قلت: إلى من كان أصله عنده؟ قال: ما كنا نسألهم عن ذلك، ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزي، فسألته، فقال: كان أصحاب النبي ﷺ يسلفون على عهد النبي ﷺ، ولم نسألهم ألهم حرث أم لا؟

صحيح: رواه البخاري في السلم (٢٢٤٤ - ٢٢٤٥) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الشيباني، حدثنا محمد بن أبي المجالد فذكره.

عن محمد بن أبي المجالد قال: بعثني عبد الله بن شداد، وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفي، فقالا: سله هل كان أصحاب النبي ﷺ في عهد النبي ﷺ يسلفون في الحنطة؟ قال عبد الله: كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم. قلت: إلى من كان أصله عنده؟ قال: ما كنا نسألهم عن ذلك، ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزي، فسألته، فقال: كان أصحاب النبي ﷺ يسلفون على عهد النبي ﷺ، ولم نسألهم ألهم حرث أم لا؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أورده السائل، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه، وذلك على النحو التالي:


الحديث:


عن محمد بن أبي المجالد قال: بعثني عبد الله بن شداد، وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفي، فقالا: سله هل كان أصحاب النبي ﷺ في عهد النبي ﷺ يسلفون في الحنطة؟ قال عبد الله: كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم. قلت: إلى من كان أصله عنده؟ قال: ما كنا نسألهم عن ذلك، ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزي، فسألته، فقال: كان أصحاب النبي ﷺ يسلفون على عهد النبي ﷺ، ولم نسألهم ألهم حرث أم لا؟


1. شرح المفردات:


● يسلفون: يبيعون بيع السلم، وهو دفع ثمن مقدم مقابل سلعة مؤجلة التسليم.
● الحنطة: القمح.
● نبيط أهل الشام: هم الفلاحون والزراع من أهل الشام، وكانوا معروفين بالزراعة.
● كيل معلوم: مقدار معروف ومحدد بالكيل.
● أجل معلوم: وقت محدد لتسليم السلعة.
● أصله: أرضه أو مزرعته التي يزرعها.
● حرث: أرض مزروعة أو محروثة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة سؤال عن حكم بيع السلم في الحنطة (القمح) في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث بعث عبد الله بن شداد وأبو بردة محمد بن أبي المجالد ليسأل عبد الله بن أبي أوفي عن هذه المسألة.
فأجاب عبد الله بن أبي أوفي بأن الصحابة كانوا يمارسون بيع السلم مع نبيط أهل الشام (الزراع هناك) في سلع مثل الحنطة والشعير والزيت، وكان ذلك بشروط واضحة، yaitu:
● كيل معلوم: أي كمية محددة ومعروفة.
● إلى أجل معلوم: أي وقت تسليم محدد.
ثم سأله محمد بن أبي المجالد: هل كانوا يتأكدون من أن لدى البائع أرض يزرعها (أصله)؟ فأجاب بأنهم لم يكونوا يسألون عن ذلك، أي لم يشترطوا أن يكون لدى البائع أرض زراعية أو محصول موجود بالفعل، بل كانوا يعتمدون على الثقة والقدرة على التسليم في المستقبل.
ثم ذهب إلى عبد الرحمن بن أبزي فسأله نفس السؤال، فأكد نفس المعنى، وأن الصحابة كانوا يسلفون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يسألوا هل للبائع حرث (أرض مزروعة) أم لا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز بيع السلم: الحديث دليل على مشروعية بيع السلم (البيع بثمن مؤجل مقابل سلعة مؤجلة التسليم)، وهو من البيوع الجائزة في الإسلام بشروطه.
2- شروط بيع السلم: يشترط في بيع السلم أن يكون:
- المُسَلَّم فيه (السلعة) معلوماً بنوعه وجنسه وصفته.
- مقداره معلوماً بالكيل أو الوزن.
- أجله معلوماً.
- الثمن معلوماً ومقدماً.
3- عدم اشتراط وجود الأصل (الحرث): لا يشترط في بيع السلم أن يكون لدى البائع أرض زراعية أو محصول موجود وقت العقد، بل يكفي أن يكون قادراً على تسليم السلعة في الأجل المحدد.
4- التيسير في المعاملات: هذا من تيسير الإسلام في المعاملات، حيث وسع دائرة البيوع الجائزة بما يحقق مصالح الناس دون حرج.
5- الاستدلال بعمل الصحابة: عمل الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حجة، لأنه لو كان هناك محذور لنبههم النبي صلى الله عليه وسلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- بيع السلم من البيوع التي حث عليها الإسلام لدورها في تنمية الاقتصاد وتيسير الأمور على الناس، خاصة للفلاحين والمنتجين الذين يحتاجون لتمويل مقدم.
- يشترط في السلعة أن تكون موصوفة ذمماً، أي قابلة للتوفر في المستقبل، ولا يجوز السلم في الأعيان الموجودة التي يمكن تسليمها فوراً.
- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي يعتمد عليها الفقهاء في استنباط أحكام البيوع.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في السلم (٢٢٤٤ - ٢٢٤٥) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الشيباني، حدثنا محمد بن أبي المجالد فذكره.
وفي رواية عنده: «على عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر».
وفي مسند أحمد (١٩١٢٢) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي المجالد: وما هو عندهم، أو ما نراه عندهم.
وقوله: «ما كنا نسألهم عن ذلك» يستفاد منه جواز بيع السلم في عموم التجارة من الزراعة والصناعة وغيرها بالشروط المذكورة من الوصف والنوع والمدة وغيرها قطعا للنزاع.
وبوّبتُ كما بوب البخاري -رحمه الله تعالى-: باب السلم إلى من ليس عنده أصل.
وقوله: «نبيط» ويقال لهم: النبط. وهم قوم من العرب دخلوا في العجم والروم، واختلطت أنسابهم، وفسدت ألسنتهم، فالذين اختلطوا بالروم نزلوا في بوادي الشام، وهم صاروا الزراع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 100 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

  • 📜 حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب