رهن النبي درعه بشعير

حديث: رهن النبي درعه بشعير

عن أنس قال: ولقد رهن رسول اللَّه ﷺ درعه بشعير، ومشيت إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سَنِحةٍ، ولقد سمعته يقول: «ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع، ولا أمسي، وإنهم لتسعة أبيات».

صحيح: رواه البخاريّ في الرهن (٢٥٠٨) عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشام حدّثنا قتادة عن أنس قال فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الصحيحين يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● رهن: الرهن هو أن يضع الشخص شيئًا عنده ضمانًا لدين عليه.
● درعه: الدرع هو لباس الحرب المصنوع من الحديد لحماية الجسم، وكان لرسول الله ﷺ درع يلبسه في المعارك.
● بشعير: الشعير نوع من الحبوب كان طعامًا أساسيًا في ذلك الوقت.
● إهالة سَنِحة: الإهالة هي الشحم أو الودك، والسَنِحة هي المتغيرة الريح (أي لها رائحة) لأنها قديمة.
● صاع: الصاع مكيال يساوي approximately 2.03 كيلوغرام في زماننا.
● تسعة أبيات: أي تسعة منازل أو أسر، يقصد بها أهل بيت النبي ﷺ.
2. شرح الحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر بضيق مادي، حتى أنه رهن درعه (وهو من أهم متاعه) عند يهودي مقابل شعير ليطعم أهله. وهذا يدل على شدة حاجة النبي ﷺ في تلك الفترة.
ثم يذكر أنس أنه مشى إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سنحة (شحم متغير الريح) ليطعمه، مما يدل على تواضع عيش النبي ﷺ وعدم ترفه.
ويخبرنا أنس أنه سمع النبي ﷺ يقول: "ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع، ولا أمسي" أي أن ما عندهم من الطعام لا يزيد عن صاع واحد في الصباح والمساء، مع أنهم تسعة بيوت (أي عدد كبير من الأفراد).
3. الدروس المستفادة:
- تواضع النبي ﷺ وعيشه في زهد رغم قدرته على أن يعيش في رغد لو شاء.
- جواز الرهن في الإسلام للحاجة، وهو من أبواب المعاملات الجائزة.
- الصبر على الشدة والفقر، وأن المؤمن قد يبتلى بالفقر ولا يعني ذلك هوانه عند الله.
- أهمية القناعة بما قسم الله، وعدم التذمر من القليل.
- بيان أن النبوة لا تعني الغنى الدنيوي، بل هي رسالة ربانية.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من أحاديث الزهد في الدنيا التي كان يعيشها النبي ﷺ.
- كان بإمكان النبي ﷺ أن يكون أغنى الناس لو أراد، لكنه اختار الحياة البسيطة تواضعًا لله وتأسياً بالفقراء.
- الحديث يدل على أن الفقر ليس عيبًا، والعيب هو السؤال من الناس والتذمر من قضاء الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرهن (٢٥٠٨) عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشام حدّثنا قتادة عن أنس قال فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 249 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رهن النبي درعه بشعير

📜 حديث: رهن النبي درعه بشعير

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رهن النبي درعه بشعير

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رهن النبي درعه بشعير

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رهن النبي درعه بشعير

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية