حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشروعية الرهن وجوازه في السفر والحضر

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من لكعب بن الأشرف؛ فإنه
قد آذى اللَّه ورسوله ﷺ؟» قال محمد بن مسلمة: أنا. فأتاه، فقال: أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين. فقال: ارهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم. قالوا: كيف نرهن أبناءنا؛ فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة. -قال سفيان: يعني السلاح- فوعده أن يأتيه، فقتلوه، ثم أتوا النبي ﷺ، فأخبروه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرهن (٢٥١٠)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو (هو ابن دينار) قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من لكعب بن الأشرف؛ فإنه
قد آذى اللَّه ورسوله ﷺ؟» قال محمد بن مسلمة: أنا. فأتاه، فقال: أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين. فقال: ارهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم. قالوا: كيف نرهن أبناءنا؛ فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة. -قال سفيان: يعني السلاح- فوعده أن يأتيه، فقتلوه، ثم أتوا النبي ﷺ، فأخبروه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه قصة قتل كعب بن الأشرف، الذي كان من أشد اليهود عداوة للإسلام والمسلمين، وإيذاءً لرسول الله ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:


● من لكعب بن الأشرف: أي من يتولى أمر قتله ويتكفل به.
● آذى الله ورسوله: أي أساء إلى الله تعالى بالكفر به وبرسله، وإلى رسوله ﷺ بشتمه والاستهزاء به.
● تسلفنا: تقرضنا وتديننا.
● وسقا أو وسقين: الوسق مكيال يساوي ستين صاعاً.
● ارهنوني: أعطوني رهناً وضماناً.
● اللأمة: بفتح اللام وتشديد الميم، وهي السلاح والدروع وما شابهها من أدوات القتال.


ثانياً. شرح الحديث:


1- السياق التاريخي: كان كعب بن الأشرف شاعراً يهودياً من بني النضير، وكان ذا مكانة وسلطان. بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر، حقد على الإسلام وأهله، فذهب إلى مكة يحرض قريشاً على حرب النبي ﷺ، وهجا المسلمين بشعره، وآذى رسول الله ﷺ بشتمه والتطاول عليه.
2- نداء النبي ﷺ: لم يكن إيذاء كعب مجرد شتم عابر، بل كان تحريضاً على الحرب واستباحة للدماء، وهو نوع من المحاربة لله ورسوله. فقام النبي ﷺ في المسجد وسأل الصحابة: «من لكعب بن الأشرف؛ فإنه قد آذى الله ورسوله؟». هذا السؤال كان استنفاراً واستشعاراً لخطورة الموقف، وليس أمراً صريحاً بالقتل، لكنه بيان لخطورة هذا الرجل وجريمته.
3. تطوع محمد بن مسلمة: كان محمد بن مسلمة رضي الله عنه من الأنصار، وكان صديقاً قديماً لكعب بن الأشرف في الجاهلية. تطوع لهذه المهمة الصعبة، لعلمه أنه الأقدر على الاقتراب منه وخداعه بسبب تلك الصداقة القديمة.
4. خدعة الاستقراض: ذهب محمد بن مسلمة ومعه مجموعة من الصحابة إلى كعب، وتظاهروا بأنهم يمرون بأزمة مالية ويريدون أن يقرضهم مالاً (وسقاً من طعام) ووعدوه بردّه. كان الهدف من هذه الحيلة الاقتراب منه وإخراجه من حصنه.
5. طلب الرهن المرفوض: طلب كعب رهناً (ضماناً) للسلفة، فاقترح أن يرهنه نساءهم، فرفضوا لأن ذلك عارٌ كبير. ثم اقترح أن يرهن أبناءهم، فرفضوا أيضاً لأن سَبّ الولد بسبب دين أبيه عار. أخيراً، قبلوا أن يرهنوه سلاحهم (اللأمة)، وهو طلب مقبول لأنه لا عار فيه، وكان هذا جزءاً من الخطة لجعله يطمئن لهم.
6. الموعد والقتل: وعدوه بالعودة في ليلة مظلمة بعد أن يجهزوا السلاح كرهن. وفي الليلة الموعودة، خرج إليهم كعب مطمئناً، فما كان منهم إلا أن انقضوا عليه وقتلوه شر قتلة، ثم أتوا النبي ﷺ وأخبروه، فسلم عليهم ودعا لهم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب رد الاعتداء على الدين والرسول: قتل كعب كان عقوبة على جريمته العظيمة، وهي المحاربة لله ورسوله والتحريض على قتال المسلمين. وهذا يدل على أن حرمة الدين ورسوله أعظم من حرمة النفس، وأن من تطاول عليهما فقد استباح دمه.
2- الحكمة والتدبير في تنفيذ المهمات: لم يذهب الصحابة لقتله مباشرة، بل استخدموا الحيلة والتدبير لتجنب سفك الدماء في معركة قد تكلف المسلمين خسائر، ولضمان نجاح المهمة. وهذا من الحكمة التي أمر الله بها في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.
3. جواز استخدام الخدعة في الحرب: الخدعة الحربية (أو ما يسمى اليوم "الحرب النفسية" أو "التمويه") جائزة في حالات الحرب والدفاع عن النفس والدين، كما قال النبي ﷺ: «الحرب خدعة». ولكن يشترط أن لا تنقض عهداً أو ذمة، وكان كعب محارباً معاهداًنقض عهده بتحريضه على القتال.
4. التضحية والفداء في سبيل الله: تضحية محمد بن مسلمة وصحبه بأنفسهم في مهمة خطرة، وذهابهم إلى عدو لدود مطمئنين إلى الله، يدل على أعلى درجات الإيمان والتضحية.
5. رفض ما فيه إذلال للمسلمين أو عار عليهم: رفض الصحابة رهن النساء والأبناء لأنه عار وذل، وقبلوا رهن السلاح لأنه لا عار فيه. وهذا يدل على حرص المسلم على كرامته وعزته، ورفض كل ما يمسها.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم قتل المعاهد المحارب: كعب كان معاهداً ثم نقض عهده بمحاربة المسلمين والتحريض عليهم، فسقطت حرمة عهده وأصبح حلال الدم.
● لا تعارض مع الآداب العامة: قد يستشكل البعض استخدام
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرهن (٢٥١٠)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو (هو ابن دينار) قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه فذكره. والسياق للبخاريّ، ومسلم ذكره بتمامه، وهو بتمامه عند البخاري في المغازي (٤٠٣٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 251 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

  • 📜 حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب