حديث: بيع التمر صاعين بصاع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع التمر بالتمر أو الطعام بالطعام متفاضلا

عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نرزق تمر الجمع -وهو الخلط من التمر-، وكنا نبيع صاعين بصاع، فقال النبي ﷺ: «لا صاعين بصاع، ولا درهمين بدرهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٨٠)، ومسلم في المساقاة (١٥٩٥) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نرزق تمر الجمع -وهو الخلط من التمر-، وكنا نبيع صاعين بصاع، فقال النبي ﷺ: «لا صاعين بصاع، ولا درهمين بدرهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس عظيمة في باب المعاملات المالية. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● نرزق تمر الجمع: أي كنا نحصل على رزقنا من نوع من التمر يسمى "الجمع".
● تمر الجمع (وهو الخلط من التمر): هو تمر مختلط الأصناف، يجمع من أنواع مختلفة، وليس صنفاً واحداً.
● كنا نبيع صاعين بصاع: أي كنا نبادل صاعين من هذا التمر المختلط بصاع واحد من تمر جيد من صنف واحد.
● لا صاعين بصاع، ولا درهمين بدرهم: النهي عن بيع صاعين بصاع، وعن بيع درهمين بدرهم.

ثانياً. شرح الحديث:


كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتعاملون ببيع التمر المختلط الأصناف (الجمع) بتمر من صنف واحد، فيأخذون صاعاً من التمر الجيد ويعطون في المقابل صاعين من التمر المختلط، ظناً منهم أن هذا جائز لأن التمر الجيد أفضل من المختلط.
فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم ونهاهم عن هذه المعاملة، وكذلك نهاهم عن بيع درهمين بدرهم واحد.
والحكمة من هذا النهي أن هذه المعاملة تدخل في صورة الربا الذي حرمه الإسلام، وهو من ربا الفضل الذي يكون في المطعومات والأموال الربوية.
فالتمر من الأصناف الربوية التي يجب فيها التماثل في المقدار عند التبادل، فلا يجوز بيع تمر بتمر إلا مثلاً بمثل، سواءً بسواء، يداً بيد.
وكذلك النقود (الدراهم والدنانير) من الأموال الربوية التي يجب فيها التماثل عند التبادل.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم ربا الفضل: وهو الزيادة في أحد البدلين من الجنس نفسه، كبيع صاعين من تمر بصاع واحد.
2- اشتراط التماثل في الأموال الربوية: يجب التماثل في المقدار عند بيع الطعام بالطعام من نفس الجنس، والنقود بالنقود من نفس الجنس.
3- اشتراط التقابض في المجلس: يجب أن يكون التقابض في مجلس العقد دون تأخير.
4- حكمة الشريعة في سد الذرائع: هذه المعاملة يبدو أنه مقايضة ولكنها تؤدي إلى الربا المحرم.
5- وجوب التعلم في المعاملات: حتى لا يقع المسلم في المحرمات عن جهل.
6- بيان أن العلة في تحريم الربا هي الطعم والقتال: فالأموال الربوية هي ما يقتات ويدخر.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الأصناف الربوية التي وردت في الحديث هي: الذهب بالذهب، الفضة بالفضة، البر بالبر، الشعير بالشعير، التمر بالتمر، الملح بالملح.
- يشترط في بيع هذه الأصناف إذا كانت من نفس الجنس: التماثل في المقدار، والتقابض في المجلس.
- إذا اختلفت الأصناف (كبيع ذهب بفضة) جاز التفاضل مع اشتراط التقابض.
- الحديث يدل على سد الذرائع الموصلة إلى المحرم، فالمعاملة وإن كانت تبدو مقايضة إلا أنها تؤدي إلى الربا.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٨٠)، ومسلم في المساقاة (١٥٩٥) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 311 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع التمر صاعين بصاع

  • 📜 حديث: بيع التمر صاعين بصاع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيع التمر صاعين بصاع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيع التمر صاعين بصاع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيع التمر صاعين بصاع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب