حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع التمر بالتمر أو الطعام بالطعام متفاضلا

عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ استعمل رجلا
على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أكل تمر خيبر هكذا؟» فقال: لا، واللَّه يا رسول اللَّه، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تفعل، بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا».

متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٢١) عن عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة.

عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ استعمل رجلا
على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أكل تمر خيبر هكذا؟» فقال: لا، واللَّه يا رسول اللَّه، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تفعل، بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب بَيْعِ الْجَمْعِ بِالدَّرَاهِمِ ثُمَّ ابْتِيَاعِ الْجَنِيبِ بِالدَّرَاهِمِ) والإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابيين الجليلين أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما.

1. شرح المفردات:


● استعمل رجلاً: عينه عاملاً أو واليًا على منطقة خيبر لجمع الزكاة أو الجزية أو إدارة شؤونها.
● خيبر: منطقة معروفة بالزراعة وإنتاج التمر، كانت من أراضي اليهود التي فتحها المسلمون.
● تمر جنيب: هو التمر الجيد العالي الجودة. والجنيب في اللغة: المختار أو الجيد.
● الصاع: مكيال معروف عند العرب، يساوي aproximadamente أربعة أمداد، والمده هو ملء الكفين.
● الجمع: هنا يعني التمر الرديء أو المتوسط الجودة، أو الخليط من أنواع مختلفة ليست من الجودة العالية.

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف عملي وعبرة عظيمة في المعاملات المالية. فقد عين النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً عاملاً على خيبر، فجاء هذا العامل بهدية أو بما جمعه من تمر من نوع فاخر (جنيب). فسأله النبي صلى الله عليه وسلم استفهامًا إنكاريًا وتوجيهيًا: «أكل تمر خيبر هكذا؟»، أي: هل كل تمر خيبر بهذه الجودة؟ implying أن هذا ليس المعتاد، بل هو الأفضل والنادر.
فأجاب الرجل بصدق وأمانة، وبيّن الطريقة التي اتبعها للحصول على هذا التمر الجيد، حيث قال: «لا، والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا (أي من الجنيب الفاخر) بالصاعين (من التمر الرديء أو المتوسط)، والصاعين بالثلاثة».
أي: كانوا يبادلون صاعًا واحدًا من التمر الجيد بصاعين من التمر الرديء، أو صاعين من الجيد بثلاثة من الرديء. هذه المعاملة هي صورة من صور "بيع الطعام بالطعام متفاضلاً".
هنا جاء التوجيه النبوي الحكيم الذي يقطع طريق الاحتيال والربا، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تفعل، بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا».
أي: لا تقم بهذه المبادلة مباشرة (تمر رديء بتمر جيد مع زيادة في الكمية)، لأن هذا من الربا الذي حرمه الله ورسوله. بل البيع الصحيح أن تبيع التمر الرديء (الجمع) بالنقود (الدراهم)، ثم تستخدم هذه النقود لشراء التمر الجيد (الجنيب) من السوق بمعاملة منفصلة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم ربا الفضل: الحديث أصل من أصول تحريم ربا الفضل في الأطعمة، وهو بيع المثل من جنس واحد بمثل منه مع زيادة (كبيع تمر بتمر أكثر). وقد جاء النهي عنه في أحاديث أخرى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ». فإذا كان البدلان من جنس واحد (كتمر بتمر) فيجب التماثل في المقدار والتقابض في المجلس.
2- الحكمة من التحريم: منع الاستغلال والظلم، وحماية أموال الناس من أن تذهب بالباطل، وإغلاق كل باب يؤدي إلى الربا.
3- الحل الشرعي البديل: الشرع لم يغلق باب المعاملات بل فتح أبوابًا مشروعة. فبدل المبادلة المباشرة التي فيها ربا، يبيع السلعة الرديئة بنقود، ثم يشتري بالنقود السلعة الجيدة. وهذا يضمن معرفة القيمة الحقيقية للسوق ويبعد عن الغرر والجهالة.
4- الأمانة والصدق في العمل العام: النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب عماله ويسألهم عن مصادر أموالهم، وهذا درس عظيم في مسائلة الولاة والعاملين على أموال المسلمين.
5- التوجيه النبوي الرقيق: لاحظ كيف كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم، لم يعنف الرجل بعنف، بل نبهه بسؤال استنكاري، ثم بين له الطريقة الصحيحة برفق وتوجيه إيجابي. وهذا من أدبه العظيم صلى الله عليه وسلم في التعليم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن "الصرف" (بيع الذهب بالفضة أو العملات المختلفة) يجب أن يكون يدًا بيد (في نفس المجلس) دون زيادة.
- الحديث يندرج تحت القاعدة الفقهية العظيمة: "إذَا اخْتَلَفَ الْجِنْسُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ".
- الفقهاء يذكر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (٢١) عن عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة. ورواه البخاريّ في البيوع (٢٢٠١)، ومسلم في المساقاة (١٥٩٣: ٩٥) كلاهما عن مالك به.
وقوله: «الجمع» وهو تمر رديء، وفُسِّر بالخلط كما في الحديث الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 310 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

  • 📜 حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب