حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن وأجر الحجام

وعن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن ثمن الكلب، وعسب الفحل.

صحيح: رواه ابن ماجه (٢١٦٠)، والنسائي (٤٦٧٥) كلاهما من حديث محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.

وعن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن ثمن الكلب، وعسب الفحل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله ﷺ عن ثمن الكلب، وعسب الفحل".

شرح المفردات:


● نهى: أي حرَّم وأمر بالترك.
● ثمن الكلب: ثمنه هو قيمته أو ماله الذي يُباع به.
● عسب الفحل: العُسْبُ هنا هو الأجر الذي يُؤخذ على تلقيح الفحل للأنثى، والفحل هو الذكر من الحيوانات كالإبل والبقر والغنم.

شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن أخذ مال في مقابل بيع الكلب، وعن أخذ أجر على تلقيح الفحل للأنثى. وهذا النهي يدل على تحريم كسب المال من هاتين المعاملتين، وأن المال المكتسب منهما غير طيب ولا يحل أخذه.

# أولا:

نهيه ﷺ عن ثمن الكلب:
● الحكمة من النهي: الكلب ليس من الحيوانات المباحة الانتفاع بها في الأمور المحللة شرعًا إلا لضرورة معينة كالصيد أو حراسة الماشية أو الزرع، فبيعه واتخاذه للتجارة ليس من الأمور المشروعة في الأصل، ولأنه لا فائدة مباحة فيه تعم الناس، فبيعه لا يحل.
● الاستثناء: إذا كان الكلب مُعدًا لمنفعة مباحة ككلب الصيد أو الحراسة، فذهب جمهور العلماء إلى جواز بيعه حينئذٍ، واستدلوا بحديث: "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ" (رواه الترمذي)، وفيه إشارة إلى أن كسب الإنسان من عمله المباح طيب.

# ثانيا:

نهيه ﷺ عن عسب الفحل:
● الحكمة من النهي: النهي عن أخذ الأجر على تلقيح الفحل؛ لأنه من باب أخذ المال على فعل لا يكاد يبذل فيه جهد، وشبهه بعض العلماء ببيع الماء والهواء، ولأنه يؤدي إلى الاحتكار والاستغلال، وكذلك لأنه لا يضمن نتيجة التلقيح، فقد لا تحمل الأنثى، فكأنه أخذ مال بغير مقابل متيقن.
● الرأي الفقهي: ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة أخذ الأجر على عسب الفحل، وبعضهم قال بالتحريم، والأولى تركه إلا إذا كان من باب المشاركة في النسل أو المعاوضة بغير نقد.

الدروس المستفادة:


1- تحريم الكسب الخبيث: نهى الإسلام عن أنواع من المعاملات التي فيها غش أو عدم منفعة حقيقية، أو فيها أكل للمال بالباطل.
2- التشجيع على الكسب الطيب: الحث على الكسب الحلال الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، ويبتعد عن الشبهات.
3- مراعاة المصلحة العامة: النهي عن عسب الفحل يحقق العدل ويمنع الاستغلال، ويشجع على التعاون دون طمع مالي.
4- الاهتمام بالنية: ينبغي للمسلم أن يتحرى الحلال في كسبه، وأن يبتعد عن كل ما نهى عنه الشرع حتى لو بدا له يسيرًا.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- بعض العلماء قيد النهي في بيع الكلب بما إذا لم يكن له منفعة مباحة، وإلا جاز بيعه.
- في مسألة عسب الفحل، إذا كان الأجر على حفظ الفحل ورعايته، لا على التلقيح نفسه، فذلك جائز عند بعض الفقهاء.
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجنبنا الحرام والشبهات. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢١٦٠)، والنسائي (٤٦٧٥) كلاهما من حديث محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.
وقد سقط ذكر أبي هريرة في نسخة النسائي، ونبه عليه المزي في التحفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 400 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

  • 📜 حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن ثمن الكلب وعسب الفحل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب