حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتل الكلاب

عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أمر بقتل الكلاب إِلَّا كلب صيد، أو كلب غنم، أو ماشية.
فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: «أو كلب زرع».
فقال ابن عمر: «إن لأبي هريرة زرعا».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٧١) عن يحيى بن يحيى (هو النيسابوري)، أخبرنا حماد ابن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أمر بقتل الكلاب إِلَّا كلب صيد، أو كلب غنم، أو ماشية.
فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: «أو كلب زرع».
فقال ابن عمر: «إن لأبي هريرة زرعا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن ابن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أمر بقتل الكلاب إِلَّا كلب صيد، أو كلب غنم، أو ماشية.
فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: «أو كلب زرع».
فقال ابن عمر: «إن لأبي هريرة زرعا».


1. شرح المفردات:


● أمر بقتل الكلاب: طلب النبي ﷺ وأرشد إلى إزهاق هذه الكلاب.
● إِلَّا: استثنى من هذا الأمر العام.
● كلب صيد: الكلب المُعلَّم المُدرَّب على الصيد.
● كلب غنم، أو ماشية: الكلب الذي يُستخدم لحماية قطعان الأغنام أو الإبل أو البقر من الذئاب والسباع واللصوص.
● كلب زرع: الكلب الذي يحرس المزارع والمحاصيل الزراعية.
● إن لأبي هريرة زرعا: أي أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يملك أرضاً زراعية، فلذلك خصَّ الاستثناء بما ينفعه.


2. شرح الحديث:


● الأصل في الأمر: الأصل في الحديث أن النبي ﷺ أمر بقتل الكلاب بشكل عام، وذلك لأسباب متعددة، منها:
- أنها كانت منتشرة في المدينة وتؤذي الناس.
- أنها نجسة، خاصة لعابها، وقد ورد أن ملائكة الرحمة لا تدخل بيتاً فيه كلب.
- وقاية من الأمراض التي قد تنقلها.
- منع الأذى الذي تسببه من عَضٍّ أو تخويف.
● الاستثناء: استثنى النبي ﷺ ثلاثة أنواع من الكلاب لِما فيها من منفعة راجحة:
1- كلب الصيد: لما فيه من مصلحة في تحصيل القوت والطعام المباح.
2- كلب الغنم أو الماشية: لحماية الحيوانات التي هي من الأموال والثروات.
3- كلب الزرع (في رواية أبي هريرة): لحماية المحاصيل الزراعية من الطيور والحيوانات الضارة.
● الخلاف بين ابن عمر وأبي هريرة: ليس خلافاً في أصل الحكم، بل هو خلاف في التوسعة في الاستثناء. فابن عمر رضي الله عنهما يرى أن الاستثناء محصور في الثلاثة المذكورة في الحديث الذي سمعه من النبي ﷺ. أما أبو هريرة رضي الله عنه، فقد سمع من النبي ﷺ توسعة في الاستثناء ليشمل كلب الزرع أيضاً، وذلك لحاجة الناس إليه.
● قولة ابن عمر: عندما قيل له إن أبا هريرة يزيد "أو كلب زرع"، فهم ابن عمر أن هذا الاستثناء خاص بأبي هريرة لأنه يملك زرعاً، أي أنه فهم أن الحكم قد يختلف باختلاف الحاجة. وهذا من فقه ابن عمر ودقته في فهم النصوص، حيث رأى أن الاستثناء عام للكلاب النافعة، وليس خاصاً بأبي هريرة فقط، لكنه أراد أن يبين أن الاستثناء يكون حيث تكون الحاجة.


3. الدروس المستفادة:


1- مراعاة المصالح والمفاسد: الشريعة الإسلامية تزن بين المصالح والمفاسد، فإذا كانت المصلحة في قتل الكلب راجحةً أُمِرَ بقتله، وإذا كانت المصلحة في إبقائه راجحةً استُثني من القتل.
2- اختلاف الفقهاء رحمة: الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في الفروع هو خلاف رحمة وسعة، وكلٌ اجتهد وفق ما فهمه من النص.
3- مراعاة حال الناس وحاجاتهم: الحكم قد يختلف باختلاف الزمان والمكان والحاجة، فما دعت الحاجة إليه جاز إبقاؤه.
4- الأخذ بالرخصة عند الحاجة: أبيح إبقاء الكلاب للضرورة أو الحاجة الملحة، كالصيد والحراسة.
5- احترام آراء الصحابة: كان الصحابة يتناقشون في الفقه بأدب واحترام، كما في رد ابن عمر على قول أبي هريرة بردٍّ لطيفٍ يدل على الفهم والاحترام.


4. معلومات إضافية:


● حكم تربية الكلاب اليوم: ذهب جمهور العلماء إلى كراهة تربية الكلاب لغير حاجة، وأجازوها للحاجة كالصيد والحراسة والزرع.
● طهارة الكلب: الكلب نجس، ويجب غسل الإناء سبع مرات إحداهن بالتراب إذا ولغ فيه الكلب.
● الفرق بين الروايات: قد يكون النبي ﷺ ذكر الاستثناء في مناسبات مختلفة، فسمع ابن عمر رواية، وسمع أبو هريرة رواية أخرى، وكلها صحيحة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٧١) عن يحيى بن يحيى (هو النيسابوري)، أخبرنا حماد ابن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 407 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

  • 📜 حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو غنم أو ماشية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب