حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم بيع المحرمات من الخمر والخنزير والميتة والأصنام والدم؛ لأنها نجس عين

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ اللَّه حرم الخمر وثمنها، وحرم الميتة وثمنها، وحرم الخنزير وثمنه».

حسن: رواه أبو داود (٣٤٨٥) عن أحمد بن صالح، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ اللَّه حرم الخمر وثمنها، وحرم الميتة وثمنها، وحرم الخنزير وثمنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وغيرهما، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهَا»، حديث عظيم، يحمل أحكامًا مهمة في المعاملات المالية، ويؤصل لقاعدة شرعية كبرى.
وفيما يلي شرحه مفصلاً:
### أولاً. شرح المفردات
● حَرَّمَ: أي منعَ ونهى عن التعامل بها، وجعلها محظورة شرعًا.
● الْخَمْرَ: كل شراب أسكر عقل الإنسان، سواء كان من العنب أو غيره.
● ثَمَنَهَا: القيمة المالية التي تُباع بها، أي المال الذي يُأخذ مقابل بيعها.
● الْمَيْتَةَ: كل حيوان مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية.
● الْخِنْزِيرَ: الحيوان المعروف، وهو نجس العين بجميع أجزائه.
### ثانيًا. شرح الحديث
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى لم يحرم هذه الأشياء القذرة والضارة في ذاتها فقط، بل حرم أيضًا التكسب ببيعها والتجارة فيها، وذلك بتحريم أخذ ثمنها.
فالحديث يقرر قاعدة شرعية عظيمة وهي: أن ما حرم الله الانتفاع به لذاته، حرم أيضًا بيعه وشراؤه والتكسب من ورائه. فالثمن الذي يُأخذ مقابل بيع هذه المحرمات هو مال خبيث غير حلال، لأنه عوض عن شيء محرم.
وذلك لأن بيعها يؤدي إلى انتشارها وتيسير الحصول عليها، وهو وسيلة إلى الوقوع في المحرم، والشارع الحكيم إذا حرم شيئًا حرم وسائله وذرائعه.
### ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر
1- تحريم بيع كل ما حرم الله تعالى: ليس فقط الخمر والميتة والخنزير، بل يمتد هذا الحكم إلى كل ما حرم الله تعالى من الأشياء الضارة والخبيثة، كالمخدرات، والأصنام، وآلات اللهو المحرمة، وغيرها. فبيعها وشراؤها والتجارة فيها حرام، ومالها خبيث.
2- سد الذرائع: من حكمة الشريعة الإسلامية أنها تسد كل باب يؤدي إلى الحرام، فتحريم بيع هذه الأشياء سدٌ لذرائع الشر والفساد.
3- طهارة المال: يجب على المسلم أن يتحرى الحلال في مكاسبه وأمواله، وأن يبتعد عن كل مصدر خبيث أو مشبوه. فالمال الخبيث له أثر سيء على نفسية الإنسان ودعائه وعاقبته.
4- المقصد التشريعي: يظهر في هذا الحديث حرص الإسلام على صحة الإنسان وعقله ودينه، وحماية المجتمع من الأضرار المادية والمعنوية.
5- النهي عن التعاون على الإثم والعدوان: فالتاجر الذي يبيع هذه المحرمات يعين على المعصية والإضرار بالناس، وهذا حرام بنص القرآن: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
### رابعًا. معلومات إضافية
- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في باب "بيوع الآثام" أو " البيوع المحرمة".
- أجمع العلماء على تحريم بيع الخمر والخنزير للمسلمين. واختلفوا في بيعه لغير المسلمين، والراجح المنع أيضًا، لأنه لا يجوز للمسلم أن يكون وسيلة في نشر الشر والضرر بين الناس جميعًا.
- من باع شيئًا من هذه المحرمات ثم تاب إلى الله، فإن عليه التوبة النصوح، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، وأما المال الذي اكتسبه من هذا البيع المحرم فيجب التخلص منه بإخراجه في وجوه البر العامة (كالتبرع به لبناء طريق أو مستشفى) دون نيابة الأجر له، لأنه مال خبيث لا يبني له عند الله شيئًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٨٥) عن أحمد بن صالح، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البيهقي (٦/ ١٢) من طريق أبي داود.
وإسناده حسن من أجل الكلام في معاوية بن صالح، وهو ابن حدير الحضرمي، غير أنه حسن الحديث.
وأما شيخه عبد الوهاب بن بخت فتكلم فيه ابن حبان بكلام شديد، فقال: «كان صدوقًا في الرواية إِلَّا أنه كان يخطئ كثيرًا، ويهم شديدًا، حتى كثر في روايته الأشياء المقلوبة، فبطل الاحتجاج به».
وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، ووثّقه أبو زرعة، والنسائي، وقال أبو حاتم: لا بأس به». فأين لابن حبان يقول فيه ما قال.
ثم حديثه هذا له شواهد كثيرة، فالصحيح أنه أصاب فيه، ولم يخطئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 380 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

  • 📜 حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرم الله الخمر وثمنها والميتة وثمنها والخنزير وثمنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب