ثمن الكلب وكسب الزمارة

حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ نهى عن ثمن الكلب، وكسب الزمَّارة.

صحيح: رواه البغوي في شرح السنة (٢٠٣٨)، والبيهقي (٦/ ١٢٦) كلاهما من حديث هشام ابن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ نهى عن ثمن الكلب، وكسب الزمَّارة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ الزَّمَّارَةِ".

أولًا:

شرح المفردات:
● ثَمَنِ الكَلْبِ: أي ثمن بيعه أو قيمة ماله.
● كَسْبِ الزَّمَّارَةِ: الكسب هنا هو الأجرة أو المال المكتسب من عمل الزمارة، والزمارة هي العازف على الآلات الموسيقية المحرمة، أو البغيّ التي تغني للرجال.

ثانيًا. شرح الحديث:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أخذ ثمن الكلب، وعن الأجرة التي يأخذها العازف على الآلات الموسيقية أو المغنية التي تغني للرجال. والنهي هنا للتحريم، أي أن ثمن الكلب وكسب الزمارة حرامٌ لا يحل أخذه ولا الانتفاع به.
أما ثمن الكلب: فالكلام هنا عن الكلب غير المُباح اقتناؤه شرعًا، كالكلب الذي يُربى للزينة أو للصيد بغير الطريقة الشرعية. أما الكلب المُباح اقتناؤه -ككلب الصيد أو الحراسة أو الماشية- فجمهور العلماء على أن ثمنه حلال، والنهي هنا خاص بالكلب الذي لا فائدة مشروعة من اقتنائه.
وأما كسب الزمارة: فالمقصود به الأجرة التي يأخذها من يعزف على الآلات الموسيقية المحرمة، أو المغنية التي تغني بكلمات فاحشة أو تتغنى بالمعاصي، أو التي تغني للرجال الأجانب. وهذا الكسب حرام لأنه من التعاون على الإثم والعدوان.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- تحريم بيع الكلاب غير المُباح اقتناؤها: لأنها نجسة ولا فائدة مشروعة منها، فبيعها وثمنها حرام.
2- تحريم كسب المغنيين والعازفين على الآلات المحرمة: لأن هذا من كسب الخبيث الذي لا يرضاه الله تعالى.
3- التشديد في تحريم المكاسب الخبيثة: فالمسلم مأمور بالكسب الحلال الطيب، والبعد عن المكاسب المشبوهة.
4- أن المال الحرام لا بركة فيه: بل هو وبال على صاحبه في الدنيا والآخرة.
5- وجوب التحرّي في المكاسب: والتأكد من حلاليتها قبل الانتفاع بها.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "تحريم المكاسب المحرمة" في الفقه الإسلامي.
- بعض العلماء قاس على كسب الزمارة كل كسبٍ حرام، كأجرة الساحر والكاهن وبيت المال الذي يأخذه الحاكم ظلمًا.
- من باع كلبًا حرامٌ بيعه، فثمنه حرام، ويجب التخلص منه بالتصدق به دون نية الثواب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البغوي في شرح السنة (٢٠٣٨)، والبيهقي (٦/ ١٢٦) كلاهما من حديث هشام ابن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
وقوله: «نهى عن كسب الزمارة» هو مهر البغي، وهي المرأة الزانية، وقيل معناه المغنية بالمزمار.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 401 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

📜 حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثمن الكلب وكسب الزمارة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية