حديث: ثمن الكلب والسنور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن ثمن السنور والكلب

عن أبي الزبير قال: سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور قال: زجر النبي ﷺ عن ذلك.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٦٩) عن سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير فذكره.

عن أبي الزبير قال: سألت جابرا عن ثمن الكلب والسنور قال: زجر النبي ﷺ عن ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي سألت عنه رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● ثمن الكلب: ثمنه أي قيمته أو ما يُباع به.
● والسنور: هو القط.
● زجر: أي نهى وزجر عنه، بمعنى منع منه تحريمًا أو كراهة.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يروي أبو الزبير أنه سأل الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن حكم بيع الكلب والقط (السنور)، فأجابه بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، أي عن أخذ ثمنهما أو بيعهما.
والنهي هنا يحمل معنى التحريم عند جمهور العلماء، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، بينما ذهب بعض العلماء إلى كراهة بيعهما وليس تحريمه، لكن الراجح هو التحريم لقوة النهي الوارد في الأحاديث.
وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد هذا النهي، مثل حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن" (رواه البخاري ومسلم).


3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم بيع الكلاب والقطط إذا كان المقصود اتخاذها للزينة أو اللهو، أما إذا كانت لها منفعة مباحة مثل كلب الصيد أو الحراسة أو الزرع، فقد أجاز بعض العلماء بيعه حينئذٍ.
- النهي عن بيعهما يدل على أن الإسلام يحرّم إضاعة المال في ما لا فائدة فيه، أو فيما قد يكون وسيلة للتفاخر أو اللهو المحرم.
- التأكيد على تطهير المعاملات المالية من كل ما هو خبيث أو غير نافع، والحث على الإنفاق في وجوه الخير والمباحات.
- هذا الحديث يدل على عظمة الشريعة الإسلامية في سد الذرائع إلى المحرمات، وعدم إضاعة الأموال في ما لا طائل منه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف العلماء في حكم بيع القطط (السنور)، فمنهم من قال بالتحريم مطلقًا، ومنهم من أجازه إذا كان له منفعة، كاصطياد الفئران أو الحراسة، والأحوط تركه.
- إذا مُنع بيع الكلب أو القط، فلا يجوز أيضًا تأجيره أو المتاجرة به بأي صورة من الصور التي تدخل في معنى البيع.
- من باع كلبًا أو قطةً مع علمه بالتحريم، فالثمن حرام عليه، ويجب عليه التخلص منه بالتصدق به دون نيابة عن البائع.
- يستثنى من ذلك الكلاب المُعدة للصيد أو الحراسة كما ذكرنا، فقد رخّص بعض العلماء في بيعها لوجود المنفعة المباحة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إليه ردًا جميلًا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٦٩) عن سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير فذكره.
وروي بمعناه أيضًا عن جابر، عن النبي ﷺ أنه نهى عن ثمن الكلب، وقال: «طعمة جاهلية».
رواه أحمد (١٤٨٠٢) عن حسين بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا شرحبيل، عن جابر، فذكره.
وأبو أويس هو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أوس الأصبحي المدني، قريب مالك وصهره، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت ما ينكر عليه.
وكذلك فيه أيضًا شرحبيل وهو ابن سعد أبو سعيد المدني مولى الأنصار، وهو أيضًا مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقد زادا في الحديث: «طعمة جاهلية». وهو شاذ، والمحفوظ هو النهي عن ثمن الكلب كما في رواية مسلم.
وأما ما روي عنه «نهى رسول اللَّه ﷺ عن ثمن الكلب والهر إلا الكلب المعلم أو كلب صيد» فهو ضعيف.
رواه أحمد (١٤٤١١)، وأبو يعلى (١٩١٩)، والدارقطني (٣/ ٧٣) كلهم من حديث عباد بن العوام، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه فذكره.
قال الدارقطني: «الحسن بن أبي جعفر ضعيف».
ورواه النسائي (٤١٦٩) من طريق حجاج بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه فذكره. قال النسائي: «هذا منكر».
وقال في موضع آخر (٤٢٩٥): «حديث حجاج، عن حماد بن سلمة ليس هو بصحيح».
وقال البيهقي (٦/ ٧): «والأحاديث الصحاح عن النبي ﷺ في النهي عن ثمن الكلب خالية عن هذا الاستثناء، وإنما الاستثناء في الأحاديث الصحاح في النهي عن الاقتناء، ولعله شبه على من ذكر في حديث النهي عن ثمنه من هؤلاء الرواة الذين هم دون الصحابة والتابعين».
وقد كره من الصحابة جابر ومن التابعين طاوس ومجاهد بيع السنور، ولكن ذهب جمهور أهل
العلم -منهم مالك والشافعي وأحمد وغيرهم- إلى جواز بيعها، وحملوا النهي على إن كانت وحشية يتعذر تسليمها، كما أن في بعض طرقها كلام من أهل العلم، كما قال الترمذي (١٢٧٩) بعد أن رواه من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر «نهى رسول اللَّه ﷺ عن ثمن الكلب والسنور». وهو عند أبي داود (٣٤٧٩) من طريق إبراهيم، عن الأعمش.
قال الترمذي: «هذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح في ثمن السنور. وقد روي هذا الحديث عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن جابر، واضطربوا على الأعمش في رواية هذا الحديث».
«وقد كره قوم من أهل العلم ثمن الهر، ورخص فيه بعضهم، وهو قول أحمد وإسحاق. وروى ابن فضيل، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ من غير هذا الوجه». انتهى.
قال الأعظمي: أعل كثير من أهل العلم حديث جابر هذا الاختلاف الرواة على الأعمش، ولزيادة بعض الرواة في بعض طرقه: «إلا كلب صيد»، كما رواه النسائي (٤٢٩٥، ٤٦٦٨) من طريق حجاج بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
قال النسائي: «حديث حجاج عن حماد بن سلمة ليس هو بصحيح». وقال مرة: «منكر».
إلا أن الطريق الذي ساقه مسلم طريق سليم لا مطعن فيه، أخرجه البيهقي (٦/ ١٠) من طريق سلمة بن شبيب، ولم يتكلم فيه بشيء، إنما تكلم على الطرق التي رويت عن الأعمش، وبعد أن نقل قول عطاء: «لا بأس بثمن الهرة» قال: «إذا ثبت الحديث، ولم يثبت نسخه لم يدخل عليه قول عطاء».
وقال أيضًا: «وقد حمله بعض أهل العلم على الهر إذا توحش، فلم يقدر على تسليمه. ومنهم من زعم أن ذلك كان في ابتداء الإسلام حين كان محكوما بنجاسته، ثم حين صار محكوما بطهارة سؤره حل ثمنه، وليس على واحد من هذين القولين دلالة بينة». انتهى.
وقال في السنن الصغرى (٥/ ٢١٤) بتحقيقي باسم «المنة الكبرى»: «ولو سمع الشافعي بالخبر الوارد فيه لقال به إن شاء اللَّه، وإنما لا يقول به من توقف في تثبيت روايات أبي الزبير، وقد تابعه أبو سفيان، عن جابر على هذه الرواية من جهة عيسى بن يونس وحفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 417 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثمن الكلب والسنور

  • 📜 حديث: ثمن الكلب والسنور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثمن الكلب والسنور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثمن الكلب والسنور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثمن الكلب والسنور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب