حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم اقتناء الكلب إِلَّا كلب ماشية أو صيد أو زرع

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية، أو صيد، أو زرع، انتقص من أجره كل يوم قيراط».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٥: ٥٨) عن عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية، أو صيد، أو زرع، انتقص من أجره كل يوم قيراط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تحدد ضوابط التعامل مع الكلاب في الإسلام، وهو وارد في الصحيحين وغيرهما. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● اتخذ كلباً: أي اقتنى كلباً واتخذه في بيته أو معه دون حاجة مشروعة.
● كلب ماشية: الكلب الذي يُستخدم لحماية المواشي (كالأغنام والأبقار والإبل) من الذئاب واللصوص.
● كلب صيد: الكلب المُعلَّم الذي يُستخدم في صيد الطيور والحيوانات المباحة.
● كلب زرع: الكلب الذي يُستخدم لحماية المزارع والمحاصيل من الحيوانات والآفات.
● قيراط: القيراط جزء من أجزاء الأجر والثواب، واختلف العلماء في مقداره، فقيل: مثل أحدٍ، وقيل: جزء من أربعة وعشرين جزءاً، والأمر فيه سعة، والمقصود النقصان المؤكد في الأجر.

ثانياً. شرح الحديث:


يُبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن اقتناء الكلب وتربيته في البيت دون حاجة مشروعة مُحرم، ويترتب على ذلك نقصان في أجر صاحبه كل يوم قيراط من حسناته.
ويستثني النبي صلى الله عليه وسلم من هذا التحريم ثلاثة أنواع من الكلاب التي يكون فيها منفعة وحاجة مشروعة للإنسان، وهي:
1- كلب الماشية: لحماية المواشي من الأخطار.
2- كلب الصيد: للمساعدة في صيد الحيوانات المباحة للطعام.
3- كلب الزرع: لحماية المحاصيل الزراعية من الضياع.
فمن اتخذ كلباً لهذه الأسباب المشروعة فلا إثم عليه، ولا ينقص أجره. أما من اتخذه للزينة أو للهو أو للحراسة دون حاجة حقيقية (كمن يعيش في مدينة آمنة)، فإنه يأثم وينقص أجره يومياً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم اقتناء الكلب بغير حاجة: يدل الحديث على تحريم تربية الكلاب في البيوت لغير غرض مشروع، وهذا من محاسن الإسلام التي تحفظ البيوت من النجاسات والأمراض التي قد تنقلها الكلاب.
2- الحكمة من التشريع: لم يأتِ التحريم من فراغ، بل لحكم عظيمة، منها:
* الحفاظ على الطهارة والنظافة، فالكلب نجس ويُكثر اللعاب الذي هو وسخ.
* منع الأذى، فربما يعض الكلب أو ينبح ويزعج الجيران.
* توجيه المسلم لاستثمار وقته وماله فيما ينفعه في دنياه وآخرته،而不是 في العناية بحيوان لا حاجة به فيه.
3- مراعاة المصالح والمفاسد: الإسلام لا يحرم المنافع، بل يبيحها عند الحاجة. فإذا كانت هناك منفعة حقيقية من اقتناء الكلب (كحراسة مزرعة نائية) أبيح ذلك.
4- الحث على حفظ الأجر والثواب: ينبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن المعاصي لا تؤدي فقط إلى الحرمان من الثواب، بل إلى نقصان الحسنات الموجودة، وهذا وعيد شديد يحث المسلم على تجنب كل ما يضر دينه وأجره.
5- سعة رحمة الله: رغم أن النقصان يومي، إلا أن فضل الله واسع، والتوبة تجب ما قبلها، فمن كان عنده كلب بغير حق فعليه التخلص منه بالتزامن مع التوبة النصوح.

رابعاً. معلومات إضافية مهمة:


* هذا الحديث أحاد أهل العلم على صحته والعمل بمقتضاه.
* من كان مضطراً لاتخاذ كلب للغايات المشروعة، فيجب عليه أن يتعلم آداب الإسلام في التعامل معه، مثل منعه من دخول أماكن المعيشة والأكل والشرب، والحرص على تنظيف المكان إذا ولغ فيه الكلب، كما في الحديث الآخر (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب).
* لا تعارض بين هذا الحديث وبين الأحاديث التي تمدح الإحسان إلى الحيوان عامة، فالإحسان إلى الحيوان مطلوب، ولكن ضمن الضوابط الشرعية. فمنع اقتناء الكلب بغير حاجة هو في الحقيقة إحسان إلى الإنسان بحماية صحته ودينه.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، والحرص على طاعته، والبعد عن كل ما يغضبه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٥: ٥٨) عن عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
قال الزهري: فذكر لابن عمر قول أبي هريرة، فقال: «يرحم اللَّه أبا هريرة، كان صاحب زرع».
ومعناه أنه اعتنى بهذا الحديث، وحفظه، وإتقانه؛ لأنه صاحب الشأن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 410 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

  • 📜 حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب