حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتل الكلاب

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أمر بقتل الكلاب.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (١٤) عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ أمر بقتل الكلاب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب.
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)


1. شرح المفردات:


● أمر: طلب الفعل على وجه الوجوب أو الاستحباب.
● قتل: إزالة الروح وإهلاك الحياة.
● الكلاب: جمع كلب، وهو الحيوان المعروف.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ أمر بقتل الكلاب في وقت من الأوقات، ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه، بل مقيد بقيود وردت في أحاديث أخرى تبين المقصود منه.
ففي روايات أخرى للحديث نفسها وفي أحاديث أخرى، بين النبي ﷺ أن هذا الأمر خاص بكلاب معينة، أو في ظروف معينة. فقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ أمر بقتل الكلاب ثم قال: "ما بالهم وبال الكلاب؟" ثم رخص في كلب الصيد وكلب الماشية. (رواه مسلم)
وفي رواية أخرى: "من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان." (متفق عليه)
فالحكم النهائي الذي استقر عليه الأمر هو:
● تحريم اقتناء الكلاب إلا لثلاثة أسباب: للصيد، أو حراسة الماشية، أو حراسة الزرع.
● أما أمر القتل فكان في بداية الإسلام لعلة معينة، ثم نسخ هذا الحكم العام بالتقيد بالكلاب الضارة أو التي لا فائدة منها.
أسباب الأمر بقتل الكلاب في البداية:
- كانت الكلاب في ذلك الوقت كثيرة وتسبب أذى للناس، وتنقل الأمراض، وتلوث الطرقات والبيوت.
- بعضها كان ضارًا أو مسعورًا.
- للتخفيف من انتشارها دون فائدة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مرونة التشريع الإسلامي: حيث نسخ الحكم الأول (قتل جميع الكلاب) بالحكم الثاني (قتل بعضها والإبقاء على النافع).
2- التدرج في التشريع: يراعي الإسلام ظروف الناس ويشرع بما يناسبهم تدريجيًا.
3- تحريم اقتناء الكلاب لغير حاجة: لأن في ذلك تقليدًا لأعداء الله، وإيذاء للملائكة التي لا تدخل بيتًا فيه كلب، ونقصًا في الأجر.
4- الرحمة بالحيوان: فلم يأمر بقتل جميع الكلاب، بل أباح النافع منها ورحمه.
5- النظر في مقاصد الشريعة: فالحكم مرتبط بالمصلحة ودفع الضرر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- يجوز قتل الكلاب الضارة أو التي تؤذي الناس، بل قد يجب إذا كانت خطرًا.
- إذا كان الكلب مؤذيًا أو مسعورًا، فيجب قتله دفاعًا عن النفس والمجتمع.
- يجب على من يقتني كلبًا للضرورة أن يراعي حقوقه، من إطعامه وسقايته وعدم تعذيبه.
- ذهاب الأجر (القيراطان) في الحديث يدل على أن اقتناء الكلب لغير حاجة معصية، لكنه ليس بكبيرة إذا لم يؤذِ الآخرين.

الخلاصة:
الأمر بقتل الكلاب كان في أول الإسلام لعلة انتشارها وأذيتها، ثم نسخ بالإباحة للضرورة (الصيد والحراسة)، وتحريم الاقتناء لغير حاجة. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (١٤) عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٢٣)، ومسلم في المساقاة (١٥٧٠: ٤٣) كلاهما من طريق مالك، به مثله.
ورواه مسلم من وجه آخر عن نافع به قال: «كان رسول اللَّه ﷺ يأمر بقتل الكلاب، فتنبعث في المدينة وأطرافها، فلا ندع كلبا إِلَّا قتلناه، حتى إنا لنقتل كلب المرية من أهل البادية يتبعها».
والمرية: تصغير المرأة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 405 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

  • 📜 حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امر النبي بقتل الكلاب في المدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب