حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم بيع المحرمات من الخمر والخنزير والميتة والأصنام والدم؛ لأنها نجس عين

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يخطب بالمدينة قال: «يا
أيها الناس، إن اللَّه تعالى يُعَرِّض بالخمر، ولعل اللَّه سينزل فيها أمرا، فمن كان عنده منها شيء فليبعه، ولينتفع به». قال: فما لبثنا إِلَّا يسيرا حتى قال النبي ﷺ: «إن اللَّه تعالى حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية، وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبع». قال: فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طريق المدينة، فسفكوها.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٨) عن عبيد اللَّه بن عمر القواريري، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو همام، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يخطب بالمدينة قال: «يا
أيها الناس، إن اللَّه تعالى يُعَرِّض بالخمر، ولعل اللَّه سينزل فيها أمرا، فمن كان عنده منها شيء فليبعه، ولينتفع به». قال: فما لبثنا إِلَّا يسيرا حتى قال النبي ﷺ: «إن اللَّه تعالى حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية، وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبع». قال: فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طريق المدينة، فسفكوها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه يخبرنا أن رسول الله ﷺ كان يخطب على المنبر في المدينة المنورة فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْرًا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَبِعْهُ، وَلِيَنْتَفِعْ بِهِ». ثم بعد فترة قصيرة جداً، نزل التحريم القاطع، فقال النبي ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ، فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ، وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلَا يَشْرَبْ وَلَا يَبِعْ». فما كان من المسلمين إلا أن استقبلوا هذا الأمر بالطاعة المطلقة، فأخرجوا ما عندهم من الخمر وسكبوها في شوارع المدينة.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ: أي يلمح ويشير إلى ذمها ويتهيأ لتحريمها، من غير أن يصرح بالتحريم بعد. وهو أسلوب تربوي رفيع من الله تعالى لتهيئة النفوس للتغيير الكبير.
* لَعَلَّ اللَّهَ سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْرًا: "لعل" هنا للترجي والتحقيق، أي أن الله سيُنزّل حكماً قطعياً فيها، وهو التحريم.
* فَلْيَبِعْهُ، وَلِيَنْتَفِعْ بِهِ: الإذن لهم ببيعها والانتفاع بثمنها قبل نزول حكم التحريم النهائي.
* حَرَّمَ الْخَمْرَ: أي جعلها محرمةً تحريماً قاطعاً لا شك فيه.
* فَلَا يَشْرَبْ وَلَا يَبِعْ: النهي عن شربها وعن بيعها بعد التحريم، لأن بيعها هو بيع للمحرّم، وهو غير جائز.
* فَسَفَكُوهَا: أي صبُّوها وأراقوها على الأرض تطييباً لقلوبهم وامتثالاً لأمر الله ورسوله.

# 2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث العظيم مرحلتين من مراحل تشريع تحريم الخمر، والتي كانت من الأمور المتأصلة في حياة الجاهلية:
* المرحلة الأولى (التمهيد والتهيئة): فيها يخبر النبي ﷺ الناس أن الله تعالى يلمح بذم الخمر ويشير إلى قبحها، ويُنبئهم بأن تحريماً سيأتي قريباً. وفي هذه الفترة، أذن لهم ببيع ما عندهم منها ليتخلصوا منها بطريقة مادية مفيدة (أي بأخذ ثمنها) قبل أن يحرمها الله تحريماً باتاً. هذه المرحلة تدل على حكمة التشريع الإسلامي ومراعاته للنفوس البشرية، حيث لم يُحرّمها فجأة، بل هيأ الأمة نفسياً واقتصادياً لهذا التحول الجذري.
* المرحلة الثانية (التحريم القاطع): بعد مدة قصيرة، نزل الوحي بالتحريم النهائي للخمر، فأعلن النبي ﷺ أن الله قد حرمها، وأصدر التوجيه النهائي: "فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبع". أي أن حكمها قد تغير تماماً، فأصبحت عينها نجسة محرمة، لا يجوز شربها ولا الاتجار بها ولا الانتفاع بثمنها.
* الاستجابة الفورية: كان رد فعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم مضرب المثل في الطاعة والانقياد. لم يتلكأوا أو يتساءلوا عن الخسارة المادية، بل اندفعوا إلى شوارع المدينة وأراقوا كل ما لديهم من الخمر امتثالاً لأمر الله ورسوله. هذه الصورة تجسد حقيقة الإيمان الذي يستولي على القلب فيجعله يقدم رضا الله على كل غالٍ ونفيس.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة التشريع الإسلامي ومرحليته: الإسلام يراعي طبيعة الإنسان الاجتماعية والنفسية، فيأتي بالتغيير بشكل تدريجي حتى يسهل قبوله ويثبت في النفوس.
2- طاعة الله ورسوله مقدمة على الهوى والمنفعة: موقف الصحابة هو النموذج العملي للطاعة المطلقة دون تردد أو تأفف، حتى لو كان الأمر يعني خسارة أموال طائلة.
3- تحريم الخمر وتحريم الاتجار بها: الحديث يضع قاعدة مهمة وهي أن كل ما حرم الله تعالى الانتفاع به (كشربه) فإن بيعه وشراءه محرم كذلك، لأن البيع وسيلة للوصول إلى المحرم.
4- التأدب مع أوامر الله ونواهيه: حيث كان الخطاب الأول تهيئة وتلطيفاً، فلما نزل التحريم كان القطع والمنع.
5- وجوب التخلص من المحرمات وإتلافها: طريقة الصحابة في إراقتها تدل على وجوب إتلاف المحرمات والتخلص منها بشكل يقطع أسباب العودة إليها.

# 4. معلومات إضافية:


* نزل تحريم الخمر بشكل قاطع في قوله تعالى: **{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٨) عن عبيد اللَّه بن عمر القواريري، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى أبو همام، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال فذكره.
قوله: «يعرض بالخمر» أي بحرمتها، والتعريض هو خلاف التصريح من القول، وهو قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾ [سورة البقرة: ٢١٩].
وقوله: «فمن أدركته هذه الآية» هي قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [سورة المائدة: ٩٠].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 383 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

  • 📜 حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله تعالى حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية فلا يشرب ولا يبع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب