حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم بيع المحرمات من الخمر والخنزير والميتة والأصنام والدم؛ لأنها نجس عين

عن عبد الرحمن بن غنم أن الداري كان يُهدي لرسول اللَّه ﷺ كل عام راوية خمر، فلما كان عام حرمت جاء براوية، فلما نظر إليه نبي اللَّه ﷺ ضحك، قال: «هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟». قال: يا رسول اللَّه، أفلا أبيعها فأنتفع بثمنها؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «لعن اللَّه اليهود، انطلقوا إلى ما حرم عليهم من شحوم البقر والغنم، فأذابوه، فجعلوه ثمنا له، فباعوا به ما يأكلون، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام».

حسن: رواه أحمد (١٧٩٩٥) عن روح، حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غَنْم فذكره.

عن عبد الرحمن بن غنم أن الداري كان يُهدي لرسول اللَّه ﷺ كل عام راوية خمر، فلما كان عام حرمت جاء براوية، فلما نظر إليه نبي اللَّه ﷺ ضحك، قال: «هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟». قال: يا رسول اللَّه، أفلا أبيعها فأنتفع بثمنها؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «لعن اللَّه اليهود، انطلقوا إلى ما حرم عليهم من شحوم البقر والغنم، فأذابوه، فجعلوه ثمنا له، فباعوا به ما يأكلون، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عبد الرحمن بن غنم عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● راوية خمر: الراوية هي القربة أو الوعاء الكبير الذي يُحفظ فيه السائل، والخمر هو كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات.
● حرمت: أي حُرِّمَت الخمر تحريماً قاطعاً في ذلك العام.
● لعن الله اليهود: اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، واليهود هم قوم موسى عليه السلام الذين حُرِّمت عليهم أشياء معينة.
● شحوم البقر والغنم: الدهون التي حُرِّمت عليهم في شريعتهم.
● أذابوه: أي أذابوا هذه الشحوم المحرمة وصهروها.
● ثمناً له: أي جعلوا ثمن هذه الشحوم المحرمة ثمناً لأشياء أخرى يبتاعونها.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة أبي الدرداء رضي الله عنه، الذي كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم كل عام راوية (وعاء كبير) من الخمر، وذلك قبل تحريم الخمر. فلما جاء العام الذي حُرِّمت فيه الخمر، جاء أبو الدرداء بالهدية المعتادة دون أن يعلم بالتحريم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ضحك تعجباً من هذه المصادفة، وقال له: «هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟» أي هل علمت أن الخمر قد حُرِّمت بعد أن أتيت بها؟
فاستدرك أبو الدرداء رضي الله عنه بسؤال ذكي: «يا رسول الله، أفلا أبيعها فأنتفع بثمنها؟» أي: بما أن الخمر قد حُرِّمت، فهل يجوز لي أن أبيعها وأستفيد من ثمنها في شيء مباح؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ببيان حكم شرعي مهم، حيث قال: «لعن الله اليهود، انطلقوا إلى ما حرم عليهم من شحوم البقر والغنم، فأذابوه، فجعلوه ثمناً له، فباعوا به ما يأكلون». وهذا إشارة إلى حيلة كان اليهود يستعملونها للالتفاف على التحريم؛ حيث كانوا يأخذون الشحوم المحرمة عليهم في التوراة، فيذيبونها ويبيعونها، ثم يشترون بثمنها طعاماً مباحاً، فكأنهم استحلوا المحرم بطريقة غير مباشرة.
ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بقوله: «وإن الخمر حرام، وثمنها حرام»، وكررها ثلاثاً للتأكيد على عظم الأمر وخطورة بيعه والاتجار به.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم الخمر وتحريم ثمنها: وهذا من قواعد الشريعة المهمة، حيث أن ما حرم الله تعالى الانتفاع به، حرم أيضاً بيعه واتخاذه سلعة للتجارة، لأن في ذلك إعانة على الإثم والعدوان.
2- تحريم الحيل للالتفاف على المحرمات: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهة اليهود في حيلهم للتحايل على الشرائع، فالمسلم مأمور بالصدق والصراحة في التعامل مع النصوص الشرعية، لا بالتحايل والمراوغة.
3- التأكيد على طهارة المال: يجب على المسلم أن يتحرى الحلال في مكاسبه، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله من بيوع وأموال.
4- رفق النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: حيث ضحك صلى الله عليه وسلم عندما رأى أبا الدرداء جاء بالخمر بعد تحريمها، ولم يعنفه، بل بين له الحكم برفق وحكمة.
5- التكرار لأجل التأكيد: كرر النبي صلى الله عليه وسلم تحريم ثمن الخمر ثلاثاً لبيان أهمية الموضوع وتثبيته في الأذهان.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الخمر حُرِّمت تدريجياً في الإسلام، وكان آخر ما نزل في تحريمها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:90].
- هذا الحديث يدخل في باب "سد الذرائع" في الفقه الإسلامي، حيث سد النبي صلى الله عليه وسلم الذريعة التي تؤدي إلى الانتفاع بالخمر بطريقة غير مباشرة.
- من الأحكام المترتبة على هذا الحديث: تحريم بيع الخمر وتحريم أكل ثمنها، وتحريم العمل في مصانع الخمر أو توزيعها أو الإعلان عنها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يباعد بيننا وبين معاصيه، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٩٩٥) عن روح، حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غَنْم فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب، فقال الإمام أحمد: «ما أحسن حديثه». ووثّقه، وقال أيضًا: «ليس به بأس». وقال البخاري: «حسن الحديث»، وقوى أمره. وقال ابن معين: «ثقة». وقال أيضًا: «ثبت».
وضعفه شعبة وغيره، لكن قال ابن القطان: «لم أسمع لمن ضَعَّفَه حجة».
فمثله يحسن حديثه إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه. ورواه عنه عبد الحميد بن بهرام، فإنه كان من أثبت أصحابه.
وحديثه هذا يشهد له ما سبق إِلَّا أن قوله: «أن الداري كان يهدي لرسول اللَّه ﷺ كل عام راوية خمر» إنْ هو صديق رسول اللَّه ﷺ، كما في الحديث السابق، مع أنه ليس بثقفي ولا دوسي، كان نصرانيا، فجاء إلى المدينة، فأسلم، وذكر النبي ﷺ قصة الجساسة والدجال، وكل هذا يحتاج
إلى التأمل.
قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٨٨): «رواه أحمد هكذا عن ابن غنم أن الداري. . . .، وفيه شهر، وحديثه حسن، وفيه كلام، ورواه الطبراني في الكبير عن عبد الرحمن بن غنم، عن تميم الداري أنه كان يهدي، فذكر نحوه باختصار، إِلَّا أنه قال: «حرام شراؤها وثمنها». وإسناده متصل حسن». انتهى.
وهذا الحديث له أسانيد أخرى غير أن الذي ذكرته هو أصحها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 384 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: إن الخمر حرام وثمنها حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب