من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

عن سفيان بن أبي زهير -وهو رجل من أزد شنوءة من أصحاب رسول اللَّه ﷺ وهو يحدث ناسا معه عند باب المسجد، فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا، ولا ضرعا، نقص من عمله كل يوم قيراط».
قال: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه ﷺ؟ فقال: إي ورب هذا المسجد.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (١٢) عن يزيد بن خصيفة، أن السائب بن يزيد أخبره، أنه سمع سفيان بن أبي زهير فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
أولاً: تخريج الحديث ومصدره:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساقاة، باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وتحريم اقتنائها إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية. وهو حديث صحيح متفق على صحته.
ثانياً: شرح المفردات:
● اقتنى كلباً: امتلكه وأبقاه عنده.
● لا يغني عنه زرعاً: لا يحفظ له مزروعاته أو حقله.
● ولا ضرعاً: لا يحفظ له مواشيه (كالغنم والبقر التي تُحلب).
● قيراط: القيراط جزء من أجزاء الأجر، واختلف العلماء في مقداره، فقيل: مثل أحد، وقيل: جزء من أربعة وعشرين جزءاً من الأجر، والمراد به النقص الكثير في الأجر.
ثالثاً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكم شرعي مهم، وهو أن من يقتني كلباً في بيته أو معه دون حاجة مشروعة، فإن هذا الفعل يترتب عليه نقص في أجره كل يوم بمقدار قيراط.
والحكمة من هذا الوعيد الشديد:
1- التشديد في أمر النجاسة: لأن الكلب نجس، ولعابه خاصة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الإناء سبع مرات إحداهن بالتراب إذا ولغ فيه الكلب.
2- منع الأذى: فوجود الكلب في البيت قد يؤذي الجيران والزوار برائحته أو نباحه أو مخافته.
3- منع تقليد غير المسلمين: الذين يجعلون الكلاب كأفراد في الأسرة.
4- الحفاظ على الطهارة والعبادة: لأن ملازمة النجاسة قد تلهي عن العبادة أو تمنعها.
الاستثناء في الحديث:
استثنى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع من الكلاب لا يدخل صاحبها في هذا الوعيد:
1- كلب الصيد: الذي يُستخدم في اصطياد الطرائد المباحة.
2- كلب الزرع: الذي يحرس المزارع والمحاصيل من الحيوانات واللصوص.
3- كلب الضرع (الماشية): الذي يحرس قطعان الغنم أو البقر من الذئاب وغيرها.
فمن اقتنى كلباً لهذه الحاجات المشروعة، فلا إثم عليه ولا نقص في أجره.
رابعاً: الدروس المستفادة:
1- تحريم اقتناء الكلاب بغير حاجة: فهو من الكبائر لما يترتب عليه من النقص العظيم في الأجر.
2- مراعاة الحكمة من التشريع: فالشريعة جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد.
3- التثبت في الرواية: كما رأينا في رد الرجل على من استفهم منه بتأكيد سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إي ورب هذا المسجد".
4- التقليل من وجود النجاسات: في بيوت المسلمين والحفاظ على طهارتها.
خامساً: تنبيه مهم:
بعض الناس في زماننا يستخدمون الكلاب للحراسة دون حاجة حقيقية، مع وجود وسائل حديثة كالكاميرات والإنذارات، فينبغي التنبه لهذا والحذر من الإثم.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (١٢) عن يزيد بن خصيفة، أن السائب بن يزيد أخبره، أنه سمع سفيان بن أبي زهير فذكره.
ورواه البخاري في المزارعة (٢٣٢٣)، ومسلم في المساقاة (١٥٧٦) كلاهما من حديث مالك به مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 415 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

📜 حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية