حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم بيع المحرمات من الخمر والخنزير والميتة والأصنام والدم؛ لأنها نجس عين

عن عبد الرحمن بن شريح الخولاني: أنه كان له عم يبيع الخمر، وكان يتصدق بثمنه، فنهيته عنها، فلم ينتهِ، فقدمت المدينة، فلقيت ابن عباس، فسألته عن الخمر وثمنها، فقال: هي حرام، وثمنها حرام. ثم قال: يا معشر أمة محمد ﷺ، إنه لو كان كتاب بعد كتابكم، أو نبي بعد نبيكم لأنزل فيكم، كما أنزل فيمن كان قبلكم، ولكن أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة، ولعمري لهو أشد عليكم.
قال: ثم لقيت عبد اللَّه بن عمر، فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر: أني كنت عند رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فبينما هو محتب حل حبوته، ثم قال: «من كان عنده من الخمر شيء فليؤذني به». فجعل الناس يأتونه، فيقول
أحدهم: عندي راوية خمر، ويقول الآخر: عندي راوية، ويقول الآخر عندي زق، أو ما شاء اللَّه أن يكون عنده، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اجمعوه ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني»، ففعلوا، ثم آذنوه. قال: فقمت، فمشيت -وهو متكئ علي-، فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه، فأخذني رسول اللَّه ﷺ، فجعلني عن يساره، وجعل أبا بكر مكاني، ثم لحقنا عمر، فأخذني، وجعلني عن يساره، فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر قال للناس: «أتعرفون هذه؟» قالوا: نعم يا رسول اللَّه، هذه الخمر. قال: «صدقتم». ثم قال: «إنّ اللَّه تعالى لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها». ثم دعا بسكين، فقال: «اشحذوها». ففعلوا، ثم أخذها رسول اللَّه ﷺ يخرق بها الزقاق. فقال الناس: إن في هذه الزقاق لمنفعة، فقال: «أجل، ولكن إنما أفعل غضبا للَّه لما فيها من سخطه». فقال عمر: أنا أكفيك يا رسول اللَّه. قال: «لا». وبعضهم يزيد على بعض في الحديث.

صحيح: رواه الحاكم (٤/ ١٤٤ - ١٤٥) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أبا محمد بن عبد اللَّه ابن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن شريح الخولاني فذكره.

عن عبد الرحمن بن شريح الخولاني: أنه كان له عم يبيع الخمر، وكان يتصدق بثمنه، فنهيته عنها، فلم ينتهِ، فقدمت المدينة، فلقيت ابن عباس، فسألته عن الخمر وثمنها، فقال: هي حرام، وثمنها حرام. ثم قال: يا معشر أمة محمد ﷺ، إنه لو كان كتاب بعد كتابكم، أو نبي بعد نبيكم لأنزل فيكم، كما أنزل فيمن كان قبلكم، ولكن أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة، ولعمري لهو أشد عليكم.
قال: ثم لقيت عبد اللَّه بن عمر، فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر: أني كنت عند رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فبينما هو محتب حل حبوته، ثم قال: «من كان عنده من الخمر شيء فليؤذني به». فجعل الناس يأتونه، فيقول
أحدهم: عندي راوية خمر، ويقول الآخر: عندي راوية، ويقول الآخر عندي زق، أو ما شاء اللَّه أن يكون عنده، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اجمعوه ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني»، ففعلوا، ثم آذنوه. قال: فقمت، فمشيت -وهو متكئ علي-، فلحقنا أبو بكر ﵁، فأخذني رسول اللَّه ﷺ، فجعلني عن يساره، وجعل أبا بكر مكاني، ثم لحقنا عمر، فأخذني، وجعلني عن يساره، فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر قال للناس: «أتعرفون هذه؟» قالوا: نعم يا رسول اللَّه، هذه الخمر. قال: «صدقتم». ثم قال: «إنّ اللَّه تعالى لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها». ثم دعا بسكين، فقال: «اشحذوها». ففعلوا، ثم أخذها رسول اللَّه ﷺ يخرق بها الزقاق. فقال الناس: إن في هذه الزقاق لمنفعة، فقال: «أجل، ولكن إنما أفعل غضبا للَّه لما فيها من سخطه». فقال عمر: أنا أكفيك يا رسول اللَّه. قال: «لا». وبعضهم يزيد على بعض في الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث بطوله:


عن عبد الرحمن بن شريح الخولاني: أنه كان له عم يبيع الخمر، وكان يتصدق بثمنه، فنهيته عنها، فلم ينتهِ، فقدمت المدينة، فلقيت ابن عباس، فسألته عن الخمر وثمنها، فقال: هي حرام، وثمنها حرام. ثم قال: يا معشر أمة محمد ﷺ، إنه لو كان كتاب بعد كتابكم، أو نبي بعد نبيكم لأنزل فيكم، كما أنزل فيمن كان قبلكم، ولكن أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة، ولعمري لهو أشد عليكم. قال: ثم لقيت عبد اللَّه بن عمر، فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر: أني كنت عند رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فبينما هو محتب حل حبوته، ثم قال: «من كان عنده من الخمر شيء فليؤذني به». فجعل الناس يأتونه، فيقول أحدهم: عندي راوية خمر، ويقول الآخر: عندي راوية، ويقول الآخر عندي زق، أو ما شاء اللَّه أن يكون عنده، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اجمعوه ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني»، ففعلوا، ثم آذنوه. قال: فقمت، فمشيت -وهو متكئ علي-، فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه، فأخذني رسول اللَّه ﷺ، فجعلني عن يساره، وجعل أبا بكر مكاني، ثم لحقنا عمر، فأخذني، وجعلني عن يساره، فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر قال للناس: «أتعرفون هذه؟» قالوا: نعم يا رسول اللَّه، هذه الخمر. قال: «صدقتم». ثم قال: «إنّ اللَّه تعالى لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها». ثم دعا بسكين، فقال: «اشحذوها». ففعلوا، ثم أخذها رسول اللَّه ﷺ يخرق بها الزقاق. فقال الناس: إن في هذه الزقاق لمنفعة، فقال: «أجل، ولكن إنما أفعل غضبا للَّه لما فيها من سخطه». فقال عمر: أنا أكفيك يا رسول اللَّه. قال: «لا». وبعضهم يزيد على بعض في الحديث.


1. شرح المفردات:


● محتب: أي متكئ على وسادة أو متكئة، وهو جلوس يكون فيه الشخص معتمدًا على شيء.
● حل حبوته: أي فك رباط إزاره أو ردائه الذي كان مربوطًا به.
● راوية: وعاء صغير للخمر.
● زق: وعاء كبير من الجلد يُخزن فيه الخمر.
● اشحذوها: أي أَحدُّوها وجدِّدوا شفرتها.
● يخرق بها الزقاق: أي يقطع بها الأوعية (الزقاق) ليفسد الخمر.
● آكل ثمنها: من يأخذ ثمن بيع الخمر وينتفع به.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بقصة عبد الرحمن بن شريح الخولاني، الذي كان له عم يبيع الخمر ويتصدق بثمنها، فنهاه عن ذلك فلم ينتهِ. فسأل ابن عباس عن حكم بيع الخمر والتصدق بثمنها، فأجابه بأن الخمر وثمنها حرام، ثم نبه ابن عباس الأمة بأنه لو كان نبي أو كتاب بعد محمد ﷺ لكان العذاب ينزل مباشرة كما حدث مع الأمم السابقة، ولكن الله أخر عقاب هذه الأمة إلى يوم القيامة، وهذا أشد عليهم لأن المسؤولية أكبر.
ثم سأل عبد الله بن عمر عن ثمن الخمر، فحكى قصة من أيام النبي ﷺ حيث أمر النبي من عنده خمر أن يأتيه بها، فجمعوها في مكان معين (البقيع)، ثم ذهب النبي ﷺ مع بعض الصحابة – ومنهم ابن عمر وأبو بكر وعمر – إلى المكان. وقف النبي على الخمر وسأل الناس عنها، فأخبروه أنها خمر، فصدقهم ثم بين أن الله لعن الخمر وعاصرها (من يعصر العنب لصنع الخمر) ومعتصرها (من يطلب عصرها) وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها. ثم أمر بشحذ سكين وقطع الأوعية بنفسه، رغم أن الناس ذكروا أن فيها منفعة (أي يمكن الاستفادة من الأوعية)، فأخبرهم أنه يفعل ذلك غضبًا لله. وعرض عليه عمر أن يكفيه الأمر، فرفض النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الخمر بجميع صورها: الخمر محرمة شرعًا، وكذلك ثمنها حرام، ولا يجوز الانتفاع به حتى في الصدقة.
2- اللعن على كل من شارك في تعاطي الخمر أو المتاجرة بها: اللعنة تشمل كل من له علاقة بالخمر، من عاصرها إلى شاربها إلى بائعها ومشتريها وآكل ثمنها.
3- وجوب إنكار المنكر: يجب على المسلم أن ينكر المنكر ويأمر بالمعروف، كما فعل عبد الرحمن بن شريح عندما نَهى عمه عن بيع الخمر.
4- غضب الله على المعاصي: فعل النبي ﷺ بقطع الأوعية بنفسه يدل على شدة غضب الله على الخمر وعلى أهمية إتلافها.
5- مسؤولية الأمة: تأخير العقاب إلى يوم القيامة لا يعني التساهل، بل هو اختبار ومسؤولية أكبر على الأمة في الالتزام بالشرع.
6- قدوة النبي ﷺ: النبي شارك بنفسه في إتلاف
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٤/ ١٤٤ - ١٤٥) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، أبا محمد بن عبد اللَّه ابن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن شريح الخولاني فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وفي الباب أيضًا عن ابن مسعود، ذكره ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٧)، وفي معناه أحاديث أخرى، انظر كتاب الأشربة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 389 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

  • 📜 حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حكم بيع الخمر وثمنها في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب