ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».

متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (٢٢٢٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما عن قتيبة بن
سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أحاديث أشراط الساعة وعلاماتها الكبرى، المتعلقة بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان.

أولاً. شرح المفردات:

● "ليوشكن": من الوشك، وهو السرعة والقرب، أي: ليَقْرُبَنَّ وقت نزوله.
● "حَكَمًا مُقْسِطًا": حاكماً عادلاً، يَقْسِم بالقسط (العدل) ولا يَجور.
● "يَكْسِرُ الصَّلِيبَ": يحطم تماثيل الصلبان ويُبطل عبادة الصليب، وينهي الاعتقاد بأن المسيح صُلِب.
● "يَقْتُلُ الخِنْزِيرَ": يَذبح الخنازير ويُحَرِّم أكلها، ويمنع تربيتها.
● "يَضَعُ الجِزْيَةَ": يَرفع ويُبطل فرض الجزية (الضريبة التي يدفعها غير المسلمين في الدولة الإسلامية مقابل حمايتهم وعدم الخدمة العسكرية).
● "حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ": حتى يَزْدَهِد الناس في المال لكثرته، فلا يجدون من يأخذه منهم.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يقيناً – مقسماً بالله الذي بيده حياته – أن عيسى ابن مريم عليه السلام سينزل من السماء قريباً (في آخر الزمان) حاكماً بين الناس بالعدل والإسلام.
وسيكون من أهم مهامه:
1- "فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ": سيدمر رموز الشرك والضلال، وأعظمها آنذاك الصليب، الذي اتخذه النصارى شعاراً ورمزاً لمعتقدهم الفاسد في صلب المسيح وألوهيته. فيكسر عيسى هذه الرموز جسدياً، ويُبطل هذه المعتقدات روحياً، مُعلناً للعالم أنه عبد الله ورسوله، لم يُصلب ولم يُقتل.
2- "وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ": سيُحرم ما حرّم الله، وأكله من المحرمات في شريعة الإسلام. فقتل الخنزير وإبادته رمزٌ لتطبيق شريعة الله وتحليل الحلال وتحريم الحرام.
3- "وَيَضَعُ الجِزْيَةَ": سيُلغى نظام الجزية، لأن سبب وجودها هو قبول غير المسلمين العيش في دولة الإسلام مع الاحتفاظ بدينهم. ولكن عند نزول عيسى، لن يبقى أحدٌ على دينه غير الإسلام، إما بدخوله في الإسلام طوعاً، أو بقتاله إذا أبى (كما في أحاديث أخرى)، فتصبح الأرض كلها لدولة الإسلام، ولا حاجة للجزية.
4- "وَيُفِيضُ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ": ستكثر الخيرات والبركات في زمنه عليه السلام حتى يفيض المال ويعم الرخاء، فلا يجد الإنسان محتاجاً يأخذ منه صدقته، لاستغناء الناس جميعاً. وهذا من بركات حكمه وعدله واتباع شريعة الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- تصديق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث من معجزاته الباهرة، إذ أخبر عن أمر غيبي سيقع، وهو نزول عيسى عليه السلام، وقد اتفق على الاعتقاده جميع المسلمين.
2- عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام: نؤمن بنزوله حاكماً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، لا بشريعة جديدة، مصداقاً لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]. وهو دليل على كذب ادعاءات النصارى بألوهيته أو صلبه.
3- العدل أساس الملك: وصفه النبي ﷺ بـ "حَكَمًا مُقْسِطًا" ليؤكد أن العدل هو أساس حكمه، وهو المنهج الذي يجب أن يتبعه كل حاكم.
4- انتصار الإسلام: الحديث يبشر بنصر الله لدينه وانتشار الإسلام في الأرض كلها، وانتصار الحق على الباطل.
5- تحقيق التوحيد: الهدف الأسمى من نزوله هو إزالة الشرك والضلالات وتحقيق العبودية الخالصة لله وحده.

رابعاً. معلومات إضافية:

- نزول عيسى عليه السلام من العلامات الكبرى للساعة، يخرج بعده الدجال، فيقتله عيسى عند باب لُدّ في فلسطين.
- يحكم الأرض بشرع محمد صلى الله عليه وسلم، لا بالإنجيل، لأنه ناسخ للشرائع قبله.
- dies ويدفنه المسلمون، كما جاء في الأحاديث.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في البيوع (٢٢٢٢)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما عن قتيبة بن
سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول فذكره.
فائدة: الحديث ترجم له البخاري بقوله: «باب قتل الخنزير». قال الحافظ في الفتح (٤/ ٤١٤): «ووجه دخوله في أبواب البيع الإشارة إلى أن ما أمر بقتله لا يجوز بيعه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 418 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

📜 حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية