حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتل الكلاب

عن ابن المغفل قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بقتل الكلاب، ثم قال: «ما بالهم،
وبال الكلاب؟». ثم رخص في كلب الصيد والغنم.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٣) عن عبيد اللَّه بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، سمع مطرف بن عبد اللَّه، عن ابن المغفل فذكره.

عن ابن المغفل قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بقتل الكلاب، ثم قال: «ما بالهم،
وبال الكلاب؟». ثم رخص في كلب الصيد والغنم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسأشرحه لكم شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن ابن المغفل قال: أمر رسول اللَّه ﷺ بقتل الكلاب، ثم قال: «مَا بَالُهُمْ، وَبَالُ الكِلاَبِ؟». ثم رَخَّصَ في كَلْبِ الصَّيْدِ وَالْغَنَمِ.


1. شرح المفردات:


● أَمَرَ: طلب وأوصى بفعل شيء.
● وَبَالُهُمْ: مصيبتهم أو شؤمهم. والوبال هو الإثم والعقاب الشديد.
● رَخَّصَ: أباح وأجاز بعد المنع.
● كَلْبِ الصَّيْدِ: الكلب المُدرَّب لاصطياد الطرائد.
● كَلْبِ الغَنَمِ: الكلب الذي يحمي قطعان الماشية (كالغنم والبقر) من الذئاب والسباع.


2. شرح الحديث:


في بداية الأمر، نَهَى النبي ﷺ عن اقتناء الكلاب إلا لما يُحتاج إليه، بل وأمر بقتلها، وذلك لِما كان شائعًا في الجاهلية من تعظيمها واتخاذها دون فائدة، أو لِما قد تسببه من أذى ونقل للأمراض، أو لأنها قد تكون نجسةً كما ذهب إليه بعض العلماء.
ثم استفهم النبي ﷺ تعجبًا من حال أولئك الذين يتخذون الكلاب ويتركونها دون منفعة، فيصيبهم الوبال والشؤم بسببها، فقال: «مَا بَالُهُمْ وَبَالُ الكِلاَبِ؟» أي: لِمَ يصيبهم الشؤم والعقاب بسبب الكلاب؟!
وبعد ذلك، رخَّص النبي ﷺ في استثناء نوعين من الكلاب لما فيهما من منفعة ظاهرة:
● كَلْبُ الصَّيْدِ: لإعانة الإنسان في تحصيل قوته.
● كَلْبُ الغَنَمِ: لحماية الماشية من الضواري، مما يحفظ مال المسلم.
فالنهي عن اقتناء الكلاب ليس على إطلاقه، بل هو مُقيَّد بما إذا لم تكن هناك حاجة مشروعة.


3. الدروس المستفادة:


● التدرج في التشريع: حيث بدأ النبي ﷺ بالأمر العام بقتل الكلاب، ثم خصَّص بالإباحة للكلاب النافعة.
● تحريم اتخاذ الكلاب لغير فائدة: لأنه إضاعة للمال وتعريض للنفس للضرر.
● التعليل الشرعي: النهي عن اقتناء الكلاب لغير حاجة؛ لما فيه من إيذاء للجيران وتنجيس للمنزل (إذا قلنا بنجاسة الكلب)، وإضاعة للمال.
● مراعاة المصالح: أباح الإسلام ما فيه منفعة حقيقية، ككلب الصيد وكلب الماشية، بل قد يكون ذلك من القربات إذا قُصِد به حفظ المال أو تحصيل القوت.
● التساؤل الاستنكاري أسلوب تربوي: استخدمه النبي ﷺ لبيان خطورة الأمر.


4. معلومات إضافية:


- ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية) إلى نجاسة الكلب، وأنه يجب غسل الإناء سبع مرات إحداهن بالتراب إذا ولغ فيه.
- أجاز بعض العلماء (كابن حزم الظاهري) اتخاذ كلب الحرث أيضًا (لكلب الزرع الذي يحميه).
- الحديث يدل على أن الأصل في الكلاب المنع إلا ما استثني، فلا يجوز للمسلم تربية الكلاب للزينة أو للهو.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٣) عن عبيد اللَّه بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، سمع مطرف بن عبد اللَّه، عن ابن المغفل فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 409 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

  • 📜 حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر النبي بقتل الكلاب ثم رخص في كلب الصيد والغنم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب