حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المسلمون شركاء في ثلاثة

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ثلاث لا يُمْنَعَنَّ: الماء، والكلأ، والنار».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٤٧٣) عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ثلاث لا يُمْنَعَنَّ: الماء، والكلأ، والنار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً. وها هو شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● لا يُمْنَعَنَّ: "لا" الناهية، و"يُمْنَعَنَّ" فعل مضارع مبني للمجهول من "مَنَعَ" مؤكد بنون التوكيد الثقيلة، أي لا يجوز منعها أو حبسها عن الناس.
● الماء: يشمل جميع أنواع المياه من أنهار، وآبار، وعيون، وغيرها.
● والكلأ: هو العشب والمراعي التي تأكلها الدواب، سواء كانت خضراء طازجة أو يابسة.
● والنار: المقصود بها هنا النار المستخدمة للانتفاع، كالوقود والحطب الذي يُشعل منه النار للتدفئة والطبخ وغيرها.

ثانياً. شرح الحديث:


يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعدم منع ثلاثة أشياء أساسية يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وهي:
1- الماء: فلا يجوز لأحد أن يحتكر الماء أو يمنعه عن الناس أو عن الحيوانات، لأن الماء أصل الحياة، قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" [الأنبياء: 30]. فمنع الماء يعتبر منعاً لحق مشاع للناس جميعاً.
2- والكلأ: وهو العشب والمراعي. فلا يجوز لمالك الأرض أن يمنع الناس من رعي دوابهم في المراعي الطبيعية التي لم يستصلحها أو يزرعها بنفسه، خاصة في الأماكن العامة أو الموارد المشتركة.
3- والنار: وهي هنا ترمز إلى الموارد التي تُشعل منها النار كالحطب والفحم وغيرها من وسائل الطاقة الأساسية. فلا يجوز احتكارها أو منع الناس من الانتفاع بها، خاصة في الأماكن العامة حيث تكون هذه الموارد متاحة للجميع.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الاحتكار للموارد الأساسية: ينهى الإسلام عن احتكار المواد الضرورية للحياة والتي يحتاجها عامة الناس، لأن في منعها ضرراً كبيراً على المجتمع.
2- التكافل الاجتماعي: يدعو الحديث إلى التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وعدم الأنانية أو الحرص على المصلحة الشخصية على حساب الآخرين.
3- الحفاظ على الحقوق العامة: يؤكد الإسلام على أن بعض الموارد هي حقوق مشتركة للناس جميعاً، ولا يجوز لأحد أن يستأثر بها أو يمنعها عن الغير.
4- الرحمة بالخلق:包括 الرحمة بالحيوان أيضاً، فمنع الكلأ والماء يؤثر على الحيوانات التي يعتمد عليها الناس في معيشتهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدخل في باب "تحريم منع الماء والكلأ والنار".
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على تحريم احتكار المواد الأساسية التي لا يستغني عنها الناس.
- يشمل الحديث أيضاً الموارد الطبيعية التي لم يبذل فيها الشخص جهداً خاصاً، كالمياه الجارية والمراعي الطبيعية في البراري.
- إذا كان الشخص قد بذل جهداً في استصلاح أرض أو حفر بئر، فله حق الأولوية والانتفاع، ولكن مع عدم المنع المطلق إذا كان هناك فائض وحاجة عامة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٤٧٣) عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح. وكذا صحّحه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وأما ما روي عن ابن عباس مرفوعًا: «المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء، والكلأ، والنار. وثمنه حرام» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٤٧٢) عن عبد اللَّه بن سعيد قال: حدثنا عبد اللَّه بن خراش بن حوشب الشيباني، عن العوَّام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل عبد اللَّه بن خراش، وهو الشيباني، أبو جعفر الكوفي، وهو مجمع على ضعفه، وقد أطلق عليه ابن عمار الكذاب. ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٣٤٠)، وهو دليل على تساهله، وبه أعله البوصيري في زوائد ابن ماجه.
قال الأعظمي: وفي قوله: «وثمنه حرام» نكارة.
وفي الباب ما روي عن بهيسة، عن أبيها قالت: استأذن أبي النبي ﷺ، فدخل بينه وبين قميصه، فجعل يقبل ويلتزم، ثم قال: يا نبي اللَّه، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: «الماء». قال: يا نبي اللَّه، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: «الملح». قال: يا نبي اللَّه، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: «أن تفعل الخير خير لك».
رواه أبو داود (٣٤٧٦)، والدارمي (٢٦٥٥)، وأحمد (١٥٩٤٥، ١٥٩٤٦، ١٥٩٤٧) كلهم من طريق كهمس بن الحسن، عن سيار بن منظور -رجل من بني فزارة-، عن أبيه، عن امرأة يقال لها بهيسة، عن أبيها فذكره. وإسناده ضعيف من أجل ثلاثة مجاهيل في الإسناد:
الأول: بهيسة، لم تعرف، ولم يرو عنها غير منظور.
والثاني: منظور، لم يرو عنه غير ابنه سيار.
والثالث: سيار، لم يرو عنه غير كهمس بن الحسن.
فالإسناد مسلسل بالمجاهيل.
وفي التلخيص (٣/ ٦٥): «وأعله عبد الحق، وابن القطان بأن بهيسة لا تعرف، ولكن ذكرها ابن حبان وغيره في الصحابة».
ولكن الحافظ نفسه رد على قول ابن حبان في التهذيب بقول عبد الحق وابن القطان بأنها مجهولة، وقال: وهي كذلك. فتنبه.
وكذلك لا يصح ما روي عن عائشة قالت: يا رسول اللَّه، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: «الماء، والملح، والنار». قالت: قلت: يا رسول اللَّه، هذا الماء قد عرفناه، فما بال الملح والنار؟ قال: «يا حميراء، من أعطى نارًا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النّار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها».
رواه ابن ماجه (٢٤٧٤) عن عمار بن خالد الواسطي قال: حدثنا علي بن غراب، عن زهير بن مرزوق، عن علي بن زيد بن جُدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة فذكرته.
وفيه سلسلة من الضعفاء:
علي بن غراب -وهو الفزاري مولاهم الكوفي- مختلف فيه، فضعفه أبو داود، والجوزجاني، وبالغ في تضعيفه ابن حبان، فقال: «حدث بالأشياء الموضوعة؛ فبطل الاحتجاج به». ومشَّاه الإمام أحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم إلا أنه مدلس، وقد عنعن. وشيخه زهير بن مرزوق مجهول.
وشيخه علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري مجمع على ضعفه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 428 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

  • 📜 حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب