حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الولاء، وهبته

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الولاء لحمة كلحمة النسب، لا يباع، ولا يوهب».

صحيح: رواه ابن حبان (٤٩٥٠) عن أبي يعلى قال: قرئ على بشر بن الوليد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر فذكره، وإسناده صحيح.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الولاء لحمة كلحمة النسب، لا يباع، ولا يوهب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوَلَاءُ لَحْمَةٌ كَلَحْمَةِ النَّسَبِ، لَا يُبَاعُ، وَلَا يُوهَبُ».


1. شرح المفردات:


● الولاء: هو نوع من أنواع التوارث، وهو ارتباط وثيق ينشأ بين المعتَق (السيد الذي أعتق عبده) والمعتَق (العبد الذي حصل على حريته). فيصبح المعتَق وليًّا للمعتق، يرثه إذا مات ولا وارث له من أصله (أي من أصول نسبه).
● لحمة: اللحمة في اللغة تعني "اللحم"، ويُقصد بها هنا الرابطة القوية والصلبة التي لا تنفصم، كالرابطة التي تجمع بين أجزاء اللحم في الجسد الواحد. فشبه النبي صلى الله عليه وسلم رابطة الولاء برابطة النسب في قوتها ومتانتها.
● كلحمة النسب: أي مثل الرابطة التي ينشئها النسب، التي توجب الميراث والتوارث بين الأقارب.
● لا يباع ولا يوهب: أي أن هذا الحق (حق الولاء) لا يجوز بيعه بأي ثمن، ولا يجوز التبرع به أو هبته لأحد.


2. شرح الحديث:


يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على حقيقة شرعية عظيمة، وهي أن رابطة الولاء التي تنشأ بسبب العتق هي رابطة شرعية قوية ومحترمة، لها أحكامها الخاصة.
● «الولاء لحمة كلحمة النسب»: يشبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرابطة برابطة النسب، فكما أن النسب يخلق علاقة توارث بين الأقارب، فإن عتق الرقيق يخلق علاقة توارث بين المعتق والمعتق. فإذا مات المعتَق (الحر السابق) وليس له ورثة من أصله، فإن ميراثه يذهب إلى معتقه (سيده السابق) بسبب هذه الرابطة. فهي ليست رابطة مادية قابلة للزوال، بل هي حق ثابت شرعًا، كحق النسب تمامًا.
● «لا يباع ولا يوهب»: لأن هذا الحق ليس مالًا مملوكًا يمكن التصرف فيه بالبيع أو الهبة، بل هو حق شرعي قائم على سبب شرعي (وهو الإحسان بالعتق). فليس من العدل ولا من المنطق الشرعي أن يُعتق الإنسان عبدَه فيعتقه، ثم يبيعه هذا الحق أو يتنازل عنه، فهذا يناقض معنى الإحسان والمنة التي هي أساس العلاقة. وهو تشريع حكيم يحفظ كرامة المعتَق، ويحفظ حق المعتق، ويجعل العلاقة بينهما قائمة على البر والإحسان، لا على المعاوضة المادية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة التشريع الإسلامي: يظهر من هذا الحديث دقة وعدالة التشريع الإسلامي، حيث نظم العلاقة بين السيد وعتيقه تنظيمًا يحفظ الحقوق ويؤكد على المعاني الإنسانية والأخوية.
2- إبطال عادة جاهلية: في الجاهلية، كان بعض الناس يبيعون الولاء أو يهبونه، فجاء الإسلام ليبطل هذه العادة ويؤكد أن الولاء حق ثابت لا يتغير.
3- الحث على العتق والإحسان: الحديث يشير بشكل غير مباشر إلى فضل عتق الرقاب، فهو ليس مجرد تحرير من العبودية، بل هو إنشاء لرابطة جديدة قائمة على المودة والبر.
4- تقدير الحقوق المعنوية: الإسلام يقدس الروابط المعنوية (كالنسب والولاء) ويجعل لها أحكامًا ثابتة، فلا يجوز العبث بها أو المتاجرة بها كالمال.
5- المرونة في نظام الميراث: نظام الميراث في الإسلام ليس محصورًا في قرابة النسب فقط، بل extends ليشمل روابط أخرى شرعية كرابطة الولاء، مما يضمن عدم ضي أموال المسلمين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الولاء اليوم: مع انتهاء era الرق تقريبًا في العالم المعاصر، فإن أحكام الولاء أصبحت قليلة التطبيق عمليًا، ولكن يبقى حكمها ثابتًا في الشريعة لأي حالة قد تنشأ.
● الفرق بين ولاء العتق وولاء الإسلام: ولاء العتق هو المذكور في الحديث. أما ولاء الإسلام فهو ارتباط الشخص بدين الإسلام وولائه لأهله، وهو معنى أعم وأشمل.
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو أعلى كتب الحديث وأصحها، مما يؤكد على صحة هذا الحكم وثبوته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٤٩٥٠) عن أبي يعلى قال: قرئ على بشر بن الوليد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر فذكره، وإسناده صحيح. ويعقوب بن إبراهيم هو أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة.
وقد روي مرسلا من وجه آخر إلا أن هذا المرسل لا يُعل الموصول لاختلاف مخارجها، كما أنه روي موقوفا على سعيد بن المسيب، رواه عبد الرزاق (١٦١٤٩)، فالمرسل والموقوف يقويان الموصول، انظر تخريجه المفصل في الفرائض.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

  • 📜 حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الولاء كالنسب لا يجوز بيعه ولا هبته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب