حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كفارة من ظلم غلامه أن يعتقه

عن زاذان أبي عمر قال: أتيت ابن عمر، وقد أعتق مملوكا. قال: فأخذ من الأرض عودا أو شيئًا، فقال: ما فيه من الأجر ما يسوى هذا إلا أني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من لطم مملوكه، أو ضربه فكفارته أن يعتقه».

صحيح: رواه مسلم في النذر (١٦٥٧) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن ذكوان أبي صالح، عن زاذان فذكره.

عن زاذان أبي عمر قال: أتيت ابن عمر، وقد أعتق مملوكا. قال: فأخذ من الأرض عودا أو شيئًا، فقال: ما فيه من الأجر ما يسوى هذا إلا أني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من لطم مملوكه، أو ضربه فكفارته أن يعتقه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث في صحيح مسلم، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظمة التشريع الإسلامي في الدعوة إلى الإحسان إلى الخدم والرقيق، ورفع الظلم عنهم.

شرح الحديث:


الراوي: زاذان أبو عمر، وهو تابعي ثقة، أتى إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
المناسبة: وجد زاذان ابنَ عمر وقد أعتق مملوكًا (عبدًا) له.
الفعل: أخذ ابن عمر من الأرض عودًا (غصن شجرة صغيرًا) أو شيئًا شبيهًا به.
القول: قال ابن عمر عن عتقه لذلك المملوك: "ما فيه من الأجر ما يسوى هذا" أي أن الأجر الذي سأحصل عليه من عتقي لهذا العبد لا يساوي حتى هذا العود الصغير الذي لا قيمة له – وهذا من تواضعه وورعه رضي الله عنه، حيث يستقل عمله الصالح.
السبب: ثم بين سبب عتقه فقال: "إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ»".

شرح المفردات:


* لَطَمَ: الضرب على الوجه بباطن الكف.
* مَمْلُوكَهُ: عبده أو خادمه الذي يملكه.
* فَكَفَّارَتُهُ: الفدية والجزاء الذي يُكفّر به عن ذنبه ويمحو إثمه.
* أَنْ يُعْتِقَهُ: أن يحرره من الرق ويجعله حرًا.

معنى الحديث الشريف:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمعاملة الحسنة للخدم والعبيد، وينهى عن إيذائهم أو ظلمهم. فمن تجاوز الحد في عقوبته – بغير حق – فضرب عبده أو لطمه، فقد أذنبه وأخطأ. وجعل الشارع الحكيم كفارة لهذا الذنب أن يعتق ذلك العبد، أي يحرره. وهذا يدل على عظم حق المملوك، وأن الاعتداء عليه أمرٌ كبيرٌ يحتاج إلى كفارة جليلة.

الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة بالخدم والضعفاء: يُرسّخ الحديث مبدأ الرحمة والعدل في معاملة الخدم والعبيد، ويحرم الاعتداء عليهم أو إهانتهم.
2- كفارة الظلم: شرع الإسلام كفاراتٍ تُغفر بها الذنوب وتُجبر بها الأخطاء، مما يدل على رحمة الله تعالى بعباده وسعة مغفرته.
3- تقدير الحرية: جعل الإسلام عتق الرقبة كفارة للعديد من الذنوب، مما يُظهر المكانة السامية للحرية في التشريع الإسلامي، ويحث على تحرير البشر من العبودية لغير الله.
4- ورع الصحابة: يستفاد من قول ابن عمر "ما فيه من الأجر ما يسوى هذا" شدة ورع الصحابة رضي الله عنهم، واستقلالهم لأعمالهم الصالحة، وخوفهم من ألا تُقبل منهم، وهذا من كمال إيمانهم.
5- الحرص على تطبيق السنة: يبين فعل ابن عمر حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فور العلم بها، ولو كلفهم ذلك مالاً أو جهداً.

معلومات إضافية:


* هذا الحديث يدخل في باب "الكفارات"، وهو دليل على مشروعية كفارة لطم العبد أو ضربه.
* الفقهاء – رحمهم الله – اختلفوا في حكم هذا الحديث: فمنهم من رأى أن العتق واجب كفارةً، ومنهم من رأى أنه مستحبٌ تأديبًا لصاحبه وتكفيرًا لذنبه، والراجح – والله أعلم – هو الوجوب؛ لأن الأصل في الأمر الوجوب، ولأنه جاء بصيغة التخيير بين العتق والاستمرار في الإثم.
* هذا التشريع كان سببًا عظيمًا في تقليل ظلم العبيد وفي تحرير عدد كبير منهم، لأنه جعل ظلمهم مكلفًا جدًا لسيدهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النذر (١٦٥٧) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن ذكوان أبي صالح، عن زاذان فذكره. ورواه شعبة عن فراس، وقال فيه:
«من ضرب غلاما له حدا لم يأته».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

  • 📜 حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب