حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اتخاذ الرقيق من العرب

عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة، وأحببنا الفداء، فأردنا أن نعزل، فقلنا: نعزل ورسول اللَّه ﷺ بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال: «ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة».

متفق عليه: رواه مالك في الطلاق (٩٥) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن ابن مُحَيريز أنه قال: دخلت المسجد، فرأيت أبا سعيد الخدري، فجلست إليه، فسألته عن العزل، فقال أبو سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة، وأحببنا الفداء، فأردنا أن نعزل، فقلنا: نعزل ورسول اللَّه ﷺ بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال: «ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزبة، وأحببنا الفداء، فأردنا أن نعزل، فقلنا: نعزل ورسول اللَّه ﷺ بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال: «ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة».

1. شرح المفردات:


● بني المصطلق: قبيلة من خزاعة، وكانت غزوتهم في السنة السادسة للهجرة.
● سبي: الأسرى الذين يؤخذون في الحرب.
● اشتهينا النساء: رغبنا في الجماع مع الإماء الأسيرات.
● العزبة: العزوبة والانقطاع عن النساء، والمقصود هنا شدة الحاجة إلى النساء.
● الفداء: أن يفادي الرجل بمال ليطلق أسيرًا، وهنا أراد الصحابة أن يفادوا بالأسيرات ليتمتعوا بهن.
● نعزل: العزل هو أن يجامع الرجل امرأته أو أمته ثم ينزع قبل أن يقذف لئلا تحمل.
● نسمة: النفس أو الإنسان، والمراد هنا كل إنسان مقدور له أن يوجد.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن واقعة حدثت في غزوة بني المصطلق، حيث أسر المسلمون سبياً من النساء. وكان الصحابة رضي الله عنهم قد اشتدت عليهم فترة انقطاعهم عن نسائهم بسبب الغزو، فرغبوا في هذه الإماء الأسيرات، وأرادوا أن يفادوا بهن (أي يفدوهن بأنفسهن) ليتمتعوا بهن.
ولخشيتهم من أن تحمل هذه الإماء فتلد أولاداً يكونون رقيقاً (عبيداً) لأن أمهاتهم إماء، ففكروا في ممارسة العزل (أي القذف خارج الرحم) لتجنب الحمل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فاستحيوا أولاً من سؤاله، ثم سألوه عن حكم العزل.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما عليكم أن لا تفعلوا» أي لا حرج عليكم في ترك العزل وعدم ممارسته. ثم بين الحكمة من ذلك بقوله: «ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» أي أن كل إنسان مقدر له أن يوجد إلى يوم القيامة، فإنه سيوجد لا محالة، سواء بالعزل أو بدونه، لأن القدر لا يرد.

3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان حكم العزل: الحديث يدل على جواز العزل، ولكن الأفضل تركه، لأنه لو كان حراماً لنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه. وقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز العزل بشرط رضا المرأة إن كانت حرة، أو إذن سيدها إن كانت أمة.
2- التسليم بقضاء الله وقدره: الحديث يؤكد على الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن كل ما سيحدث قد قدره الله تعالى وكتبه في اللوح المحفوظ.
3- استحباب سؤال أهل العلم: فعل الصحابة رضي الله عنهم في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يدل على وجوب الرجوع إلى العلماء في المسائل الشرعية وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله.
4- الرفق بالصحابة وتهوين الأمور: قول النبي صلى الله عليه وسلم «ما عليكم أن لا تفعلوا» فيه تيسير على الأمة وعدم تحميلها ما يشق عليها.
5- جواز الاستمتاع بالإماء: الحديث يدل على جواز وطء الإماء ملك اليمين، وهو ما كان معمولاً به في الشريعة الإسلامية تحت ضوابط معينة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- رواه الإمام مسلم في صحيحه، والبخاري بمعناه.
- العزل ليس وسيلة لمنع الحمل بشكل دائم، وإنما هي طريقة قديمة، والأولى للمسلمين اليوم استخدام الوسائل الطبية المباحة بعد استشارة أهل العلم.
- الحديث لا يدعو إلى الإكثار من التسري (اتخاذ الإماء) بل يبين حكماً شرعياً في ظرف تاريخي معين.
- ينبغي للمسلم أن يتفهم أحكام الشريعة في إطارها الزماني والمكاني، وأن يستنبط الحكم الشرعي العام من النصوص الجزئية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم بالصواب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطلاق (٩٥) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن ابن مُحَيريز أنه قال: دخلت المسجد، فرأيت أبا سعيد الخدري، فجلست إليه، فسألته عن العزل، فقال أبو سعيد الخدري فذكره. ورواه البخاري في العتق (٢٥٤٢)، ومسلم في النكاح (١٤٣٨: ١٢٧) كلاهما من طريق مالك به.
وهو عند مسلم باختصار، وكلاهما لم يذكرا القصة في أوله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

  • 📜 حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عَنْ أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ بَنِي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب