ولاء الرقيق لمن أعتقهم

حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إنما الولاء لمن أعتق».

صحيح: رواه البخاري في الفرائض (٦٧٥٢) عن إسماعيل بن عبد اللَّه قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إنما الولاء لمن أعتق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يفتح علينا من فضله ويرزقنا الفهم في دينه.
هذا الحديث الذي تفضلت بالسؤال عنه حديث عظيم، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2156) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 1504) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».

أولاً. شرح المفردات:

● إِنَّمَا: أداة حصر، تفيد أن الحكم مقصور على ما بعدها دون غيره.
● الْوَلَاءُ: هو نوع من أنواع النسب والارتباط الشرعي، وهو حق خاص وعلاقة رحمية وولاء بين المعتَق (السيد الذي أعتق العبد) والمعتَق (العبد الذي حصل على حريته). وهذا الولاء يترتب عليه حقوق، أهمها الميراث، حيث يرث المعتَقُ معتَقَه إذا لم يكن له وارث من أصله.
● لِمَنْ أَعْتَقَ: أي للسيد الذي قام بعملية العتق وأعتق عبده.

ثانياً. شرح الحديث:

معنى الحديث النبوي الشريف أن حق الولاء، بجميع ما يترتب عليه من آثار شرعية (كالموالاة والنصرة والميراث)، يكون حكراً ومختصاً بمن أعتق العبد وأخرجه من رق العبودية إلى حرية الإسلام. فلا ينتقل هذا الحق إلى غيره، ولا يُباع ولا يُوهب ولا يُوهب.
فمثلاً: إذا أعتق رجلٌ عبده، ثم مات هذا العبد المعتَق ولم يترك وارثاً من أصله (كأب أو ابن أو أخ)، فإن ميراثه يعود إلى سيده الذي أعتقه، بسبب هذا الولاء، وليس لأحد آخر.
وهذا الحكم جاء ليقطع النزاع والخصام الذي كان يحدث في الجاهلية، حيث كانوا يتنازعون في الولاء، فينتقل من شخص لآخر بالبيع أو الهبة، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وحصره في المعتق فقط.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إبطال عادات الجاهلية: جاء الإسلام ليبطل العديد من العادات الباطلة، ومنها بيع الولاء أو هبته، وجعله حقاً ثابتاً للمعتق فقط.
2- تشجيع العتق: فيه حثٌ غير مباشر على عتق الرقاب وتحرير العبيد، حيث جعل للمعتق حقاً وامتيازاً (الولاء) يربطه بمن أعتقه، مما يشجعه على هذا العمل الصالح.
3- العدل والإنصاف: النظام الإسلامي دقيق وعادل، فقد جعل الحق لصاحبه الذي بذل المال (ثمن العبد) وأدى الفعل (العتق)، فاستحق ما ترتب على ذلك من حقوق.
4- الحكمة التشريعية: في هذا الحديث حكمة بالغة في تنظيم المجتمع وقطع دابر النزاعات حول حقوق الميراث الناتجة عن العتق.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحكم (أن الولاء لمن أعتق) هو مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- إذا أعتق شخصٌ عبداً مشتركاً بينه وبين آخرين، فإن الولاء يكون لهم جميعاً بقدر أنصبتهم في ملكية العبد.
- الولاء لا يثبت إلا بالعتق الصحيح، فلو أعتق شخص عبد غيره بغير إذنه، فلا ولاء له.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفرائض (٦٧٥٢) عن إسماعيل بن عبد اللَّه قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

📜 حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ولاء الرقيق لمن أعتقهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية