حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أعتق في الجاهلية، ثم أسلم

عن حكيم بن حزام أنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير، وأعتق مائة رقبة. قال: فسألت رسول اللَّه ﷺ، فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها، يعني أتبرر بها. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «أسلمت على ما سلف لك من خير».

متفق عليه: رواه البخاري في العتق (٢٥٣٨)، ومسلم في الإيمان (١٢٣: ١٩٥) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم بن حزام فذكره، والسياق للبخاري.

عن حكيم بن حزام أنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير، وأعتق مائة رقبة. قال: فسألت رسول اللَّه ﷺ، فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها، يعني أتبرر بها. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «أسلمت على ما سلف لك من خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير، وأعتق مائة رقبة. قال: فسألت رسول اللَّه ﷺ، فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها، يعني أتبرر بها. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «أسلمت على ما سلف لك من خير».


1. شرح المفردات:


● أعتق: أطلق سراح العبيد وأعتقهم من الرق.
● رقبة: المقصود بها عبد أو أمة، أي إنسان مُستَعبَد.
● حمل على مائة بعير: أي أوقف مائة بعير محملة بالطعام أو المتاع ليعطيها للمحتاجين ويتصدق بها.
● الجاهلية: refers to the time period before Islam in Arabia, characterized by ignorance of divine guidance.
● أتحنث بها: من "التحنث"، وهو التعبد والتقرب إلى الله بطاعة ما، وكانوا في الجاهلية يتحنثون في غار حراء وغيره.
● أتبرر بها: من "البر"، أي أتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة طلبًا للثواب.
● أسلمت على ما سلف لك من خير: أي أن إسلامك جاء مصدقًا ومقرًا لما سبق من الخير الذي عملته.


2. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه قصته، حيث كان في الجاهلية (قبل الإسلام) متصفًا بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة، فكان يعتق العبيد ويُحسن إلى الفقراء، فأعتق مائة عبد، وتصدق بمائة بعير محملة بالطعام والمال على المحتاجين.
وبعد أن أسلم وحسن إسلامه، كرر هذه الأعمال العظيمة مرة أخرى؛ فأعتق مائة عبد آخر، وتصدق بمائة بعير محملة، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك الأعمال التي فعلها في الجاهلية، والتي كان يقصد بها التقرب إلى الله -وإن كان على دين قومه-، فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بأن إسلامه يغطي ويقر تلك الأعمال الصالحة التي عملها قبل الإسلام، وأنها مقبولة ومكتوبة له في ميزان حسناته.


3. الدروس المستفادة منه:


● قبول أعمال الخير من غير المسلمين إذا قصدوا بها وجه الله: فإن حكيمًا كان يعمل هذه الأعمال يريد بها وجه الله والتقرب إليه، فقبلها الله منه بعد إسلامه.
● فضل الإحسان إلى الخلق: سواء بالعتق أو الصدقة أو غيرها من وجوه البر.
● أن الإسلام يجُبُّ ما قبله: أي أن الإنسان إذا أسلم، فإن الله يتقبل منه ما سبق من أعمال خير كان يعملها بنية صالحة.
● السؤال عن أمور الدين والحرص على الفهم: كما فعل حكيم رضي الله عنه عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ليطمئن على عمله.
● الاستمرار في عمل الخير بعد الإسلام: فحكيم لم يقتصر على ما فعله في الجاهلية، بل كرره بعد إسلامه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكيم بن حزام رضي الله عنه: هو صحابي جليل، ابن أخي السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان من سادات قريش في الجاهلية والإسلام.
● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، وصححه الألباني.
● من فوائد الحديث: أنه يُعطي الأمل لغير المسلمين أن أعمالهم الخيرة لن تضيع إذا أسلموا، بل سيجدونها في ميزان حسناتهم.
● الفرق بين الأعمال في الجاهلية والإسلام: أن الأعمال في الإسلام تكون مقبولة بشروطها (الإيمان، الإخلاص، المتابعة)، أما في الجاهلية فإذا قصد بها وجه الله قبلت بفضل الله ورحمته.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفهم في الدين والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العتق (٢٥٣٨)، ومسلم في الإيمان (١٢٣: ١٩٥) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم بن حزام فذكره، والسياق للبخاري.
وأوضحت رواية مسلم أن قائل: «يعني أتبرر بها» هو هشام بن عروة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

  • 📜 حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أسلمت على ما سلف لك من خير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب