حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تعجيل الكتابة

عن أبي سعيد المقبري قال: اشترتني امرأة من بني ليث بسوق ذي المجاز بسبعمائة درهم، ثم قدمت المدينة، فكاتبتني على أربعين ألف درهم، فأديت إليها عامة ذلك، ثم حملت ما بقي إليها، فقلت: هذا مالك فاقبضيه. قالت: لا واللَّه، حتى آخذه منك شهرا بشهر، وسنة بسنة، فخرجت به إلى عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فقال عمر: «ادفعه إلى بيت المال، ثم بعث إليها، فقال: هذا مالك في بيت المال، وقد عتق أبو سعيد، فإن شئت فخذي شهرا بشهر، وسنة بسنة. قال: فأرسلت، فأخذته».

ضعيف: رواه البيهقي (١٠/ ٣٣٤ - ٣٣٥) من حديث أبي بكر بن زياد النيسابوري، ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا يحيى بن بكير، حدثني عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه حدثه عن أبيه.

عن أبي سعيد المقبري قال: اشترتني امرأة من بني ليث بسوق ذي المجاز بسبعمائة درهم، ثم قدمت المدينة، فكاتبتني على أربعين ألف درهم، فأديت إليها عامة ذلك، ثم حملت ما بقي إليها، فقلت: هذا مالك فاقبضيه. قالت: لا واللَّه، حتى آخذه منك شهرا بشهر، وسنة بسنة، فخرجت به إلى عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فقال عمر: «ادفعه إلى بيت المال، ثم بعث إليها، فقال: هذا مالك في بيت المال، وقد عتق أبو سعيد، فإن شئت فخذي شهرا بشهر، وسنة بسنة. قال: فأرسلت، فأخذته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، يحمل في طياته دروسًا جليلة في العدل والإنصاف، وفيه بيان لعظمة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تطبيقه للشريعة الإسلامية بحكمة وعدل.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● اشترتني امرأة: أي ابتاعتني وجعلتني مملوكًا لها.
● بني ليث: قبيلة عربية معروفة.
● سوق ذي المجاز: أحد أسواق العرب الشهيرة في الجاهلية قرب مكة.
● كاتبتني: عقدت معي عقد كتابة، وهو عقد يعتق بموجبه العبد نفسه من سيده بدفع مال يتفق عليه.
● أربعين ألف درهم: مبلغ كبير جدًا في ذلك الزمان.
● شهرًا بشهر، وسنةً بسنة: أي تريد أن تنتظر حتى يأتيها المال على فترات طويلة، شهرًا بعد شهر، وسنة بعد سنة.
● بيت المال: هو الخزانة العامة للدولة الإسلامية التي تُجمع فيها أموال الزكاة والغنائم وغيرها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي أبو سعيد المقبري رضي الله عنه قصته مع المرأة التي اشترته بسبعمائة درهم، ثم جاءت به إلى المدينة، فكاتبته على مبلغ كبير هو أربعين ألف درهم ليعتق نفسه. فقام أبو سعيد بتأدية معظم المبلغ، ولم يتبق سوى القليل، فحمله إليها وطلب منها أن تقبضه لتتم المعاملة وتعتقه. لكنها رفضت أن تأخذه دفعة واحدة، وأرادت أن تأخذه على فترات طويلة (شهرًا بشهر، وسنةً بسنة)، مما يعني تأخير عتقه دون مبرر.
فلما رأى أبو سعيد هذا الموقف، ذهب إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشكى له الأمر. فحكم عمر رضي الله عليه بالعدل: أمر أبا سعيد أن يدفع ما بقي من المال إلى بيت المال، وأعلن أن أبا سعيد قد عتق، لأن الشرط الأساسي في عقد الكتابة هو دفع المال، وقد تم الدفع. ثم أرسل إلى المرأة وأخبرها أن مالها موجود في بيت المال، وأنها يمكن أن تأخذه على فترات كما تريد، ولكن بعد أن تم عتق العبد، لأن الحق قد استوفى.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- العدل والإنصاف في الإسلام: يظهر هذا الحديث حرص الإسلام على العدل حتى مع العبيد، ورفض الظلم أو التأخير دون حق.
2- حكمة عمر بن الخطاب: فقد استطاع بحنكته أن يحل المشكلة بطريقة توفي بين الحقوق، فأعطى المرأة حقها في التقسيط،但同时 أعتق العبد لأنه أدى ما عليه.
3- بيت المال كوسيط عادل: بيت المال في الإسلام ليس مجرد خزانة، بل هو مؤسسة تحقق العدل وتضمن الحقوق.
4- رفض الظلم والتحايل: المرأة حاولت أن تؤخر عتق العبد دون مبرر شرعي، فرفض عمر هذا التحايل وأبطلّه.
5- حق العبد في الحرية: الإسلام يشجع على عتق الرقاب، ويجعل وسائل متعددة للعتق، ومنها الكتابة.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من رواية أبي سعيد المقبري، وهو ثقة من التابعين، روى عنه الإمام مالك وغيره.
- الحديث يظهر مدى تمسك الصحابة بالحق والعدل، حتى في أصغر الأمور.
- فيه دليل على أن عقد الكتابة عقد ملزم، ومتى وفى العبد بما عليه، فإنه يعتق فورًا.
- يستفاد منه أن الحاكم المسلم يجب أن يكون حريصًا على حقوق الناس جميعًا، كبيرهم وصغيرهم، حرهم وعبدهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (١٠/ ٣٣٤ - ٣٣٥) من حديث أبي بكر بن زياد النيسابوري، ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا يحيى بن بكير، حدثني عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه حدثه عن أبيه.
قال أبو بكر النيسابوري: «هذا حديث حسن». أي إسناده، وهو موقوف.
وروى عبد الرزاق (٨/ ٤٠٤) عن إسرائيل بن يونس قال: أخبرني عبد العزيز بن رفيع، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كاتب رجل غلاما على أواق سماها، ونجمها عليه نجوما، فأتاه العبد بماله كله، فأبى أن يقبله إلا على نجومه رجاء أن يرثه، فأتى عمر بن الخطاب، فأخبره، فأرسل إلى سيده، فأبى أن يأخذها، فقال عمر: فإني أطرحها في بيت المال. وقال للمولى: خذها نجوما. وقال للمكاتب: اذهب حيث شئت.
ورواه البيهقي من طريق وكيع، عن إسرائيل.
وروي مثل هذا عن عثمان أيضًا.
بالحجاز، والشام، والعراق، وبه قال أحمد، وإسحاق. وذكر المزني عن الشافعي: ويجبر السيد على قبول النجم إذا عجله له المكاتب، واحتج في ذلك بحديث عمر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

  • 📜 حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ادفععه إلى بيت المال، فقد عتق أبو سعيد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب