حديث: يترك للمكاتب الربع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله تعالى: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾

روى عبد الرزاق (٨/ ٣٧٥) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء بن السائب أن عبد اللَّه بن حبيب أخبره عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ: ﴿وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [النور: ٣٣]. قال: «يترك للمكاتب الربع». قال ابن جريج: وأخبرني غير واحد عن عطاء بن السائب أنه كان يحدث بهذا الحديث، لا يذكر فيه النبي ﷺ. انتهى.
هذا هو الصحيح أنه موقوف على علي، كذلك رواه روح بن عبادة، وهشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب.

حسن: رواه البيهقي (١٠/ ٣٢٩)، وقال: الصواب أنه موقوف، وكان ابن عمر كاتب عبدا له بخمسة وثلاثين ألفا، فوضع عنه خمسة آلاف من آخر نجومه.

روى عبد الرزاق (٨/ ٣٧٥) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء بن السائب أن عبد اللَّه بن حبيب أخبره عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ: ﴿وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [النور: ٣٣]. قال: «يترك للمكاتب الربع». قال ابن جريج: وأخبرني غير واحد عن عطاء بن السائب أنه كان يحدث بهذا الحديث، لا يذكر فيه النبي ﷺ. انتهى.
هذا هو الصحيح أنه موقوف على علي، كذلك رواه روح بن عبادة، وهشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث الذي ذكر يتعلق بمسألة فقهية مهمة في باب المكاتبة، وهي معاملة العبد الذي يعقد مع سيده عقداً (مكاتبة) ليعتق نفسه مقابل مبلغ من المال يؤديه على أقساط. وسأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ: يطلبون عقد المكاتبة، أي أن العبد يطلب من سيده أن يكاتبه على نفسه ليعتقه.
● فَكَاتِبُوهُمْ: فاعقدوا معهم عقد المكاتبة.
● إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا: إذا علمتم فيهم أمانة وقدرة على العمل وكسب المال لأداء ما التزموا به.
● وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ: وأعطوهم من المال الذي رزقكم الله إياه مساعدة لهم على أداء المبلغ.
● يترك للمكاتب الربع: أي أن السيد يترك أو يتنازل للمكاتب عن ربع المبلغ المتفق عليه في العقد مساعدة له.

2. شرح الحديث:


هذا الأثر – كما بينت في سؤالك وأنه موقوف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم – يفسر قوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}.
- المعنى: أن السيد عندما يكاتب عبده، يُستحب له بل قد يُؤمر أن يعينه بتنازله عن جزء من المبلغ المتفق عليه، وجاء في هذا الأثر تحديد هذا الجزء بالربع. أي إذا كان المبلغ الإجمالي للمكاتبة مثلاً أربعة آلاف درهم، يتنازل السيد عن ألف درهم (الربع) ويبقى على العبد أن يؤدي ثلاثة آلاف درهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحث على المساعدة والعون: الإسلام يحث على التيسير على الناس ومساعدتهم، حتى في العلاقات التي تبدو قائمة على التملك (كعلاقة السيد بعبده).
● التشجيع على العتق: المقصد النهائي من المكاتبة هو تحرير الرقاب، وهذا الأثر يدل على الحض على تسهيل هذا السبيل.
● التفسير العملي للقرآن: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفهمون القرآن ويعملون به، وهذا الأثر من علي رضي الله عنه يبين التطبيق العملي لأمر الله تعالى بإيتاء المكاتب من المال.
● مراعاة الظروف: الحكم مشروط بعلم السيد بأن في عبده "خيراً"، أي أهلاً للأمانة والقدرة على السداد، فلا يُكاتب من لا يُؤمل منه ذلك.

4. أي معلومات إضافية مفيدة:


● الخلاف في حكمه: هذا القول (ترك الربع) هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رواية عن الإمام مالك. بينما ذهب آخرون (كأبي حنيفة والشافعي) إلى أن الأمر في الآية للندب والإرشاد وليس للتقدير بمقدار معين، فيترك له ما يتيسر.
● درجة الأثر: كما أشرت، الأثر موقوف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو صحيح عنه، وهو حجة في المذهب الحنبلي وغيره.
● الحكمة من ذلك: المساعدة على التحرر والانعتاق، وتشجيع العبد على العمل الجاد لتحرير نفسه، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل بأفراد أحرار.
● الربط المعاصر: يمكن تطبيق هذه الروح في المعاملات المالية contemporary، كالتنازل عن جزء من الدين للمدين المعسر تشجيعاً له على السداد وإعانة له على الخلاص من الدين.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (١٠/ ٣٢٩)، وقال: الصواب أنه موقوف، وكان ابن عمر كاتب عبدا له بخمسة وثلاثين ألفا، فوضع عنه خمسة آلاف من آخر نجومه.
وقد ذهب إلى وجوب الوضع الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهب ابن عباس.
وقال أبو حنيفة، ومالك: ليس بواجب؛ لأنه عقد معاوضة، فلا يجب فيه الإيتاء كسائر العقود، ولكن من الندب وضع جزء منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يترك للمكاتب الربع

  • 📜 حديث: يترك للمكاتب الربع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يترك للمكاتب الربع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يترك للمكاتب الربع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يترك للمكاتب الربع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب