من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أعتق رقبة أعتق اللَّه بكل عضو منه عضوا».

صحيح: رواه الطحاوي في مشكله (٧١٦) عن أبي أمية، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن مرة، عن القاسم، عن عائشة، فذكره.

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «من أعتق رقبة أعتق اللَّه بكل عضو منه عضوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا».

1. شرح المفردات:

● أعتق: أطلق سراحه وأخرجه من حالة الرق والعبودية إلى الحرية.
● رقبة: كناية عن الإنسان نفسه، أي عبدًا أو أمة. وسُمي الإنسان كله رقبة؛ لأنها أعز أعضائه.
● عضوا: جزء من أجزاء الجسم، كاليد، الرجل، العين، الأذن، وغيرها.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن فضل عتق الرقاب وعظم أجره عند الله تعالى.
المعنى الإجمالي: أن من قام بفعل الخير العظيم وهو تحرير عبد مسلم وإطلاق سراحه من العبودية للبشر إلى عبودية الله وحده، فإن الجزاء من جنس العمل. فكما أنقذ المسلمُ جسدَ العبد كله من الرق، فإن الله تعالى سينقذ جسد المُعتِق نفسه من عذاب النار، عضوًا عضوًا.
فكل عضو من أعضاء العبد الذي أُعتق يقابله عضو من أعضاء المعتِق يُعتق ويُوقى من النار. فمن أعتق عبدًا كامل الأعضاء، كان الأجر أعظم وأكبر، وهو النجاة الكاملة من النار بحسب ما قَدَّم من خير.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظم أجر عتق الرقاب: يبيّن الحديث المكانة السامية لفك الرقاب في الإسلام، وأنه من أعظم القربات وأكثرها أجرًا، حتى جعل الله جزاءه النجاة من النار.
2- الجزاء من جنس العمل: هذه سنة إلهية، فمن فعل خيرًا جازاه الله بخير مثله. فمن أعتق عبدًا من نار الدنيا (العبودية) أعتقه الله من نار الآخرة.
3- الحث على المشاركة في فك الأسرى: يمكن أن يُقاس على هذا الحديث فضل المساهمة في فك أسرى المسلمين وإطلاق سراحهم في عصرنا الحاضر، فهو من أعظم أبواب الجهاد والصدقة.
4- سعة رحمة الله وكرمه: يظهر الحديث كرم الله تعالى وعظيم فضله، حيث يضاعف الأجر ويجزي على العمل الصغير بالكثير. فتحرير عبد واحد قد يكون سببًا في نجاة المُعتِق كامل الجسد من العذاب.
5- التيسير في فعل الخير: إذا عجز الشخص عن عتق رقبة كاملة، فإنه يمكنه المشاركة في ذلك، كما جاء في الأحاديث الأخرى التي تحث على الإعانة على عتق الرقاب ولو بشيء يسير.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● درجة الحديث: هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
● الرقيق في الإسلام: جاء الإسلام والرق منتشر في العالم، فلم يلغه إلغاءً مفاجئًا لما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية واقتصادية، بل سدَّ أبوابه (بمنع أسبابه إلا سبب واحد وهو الحرب في سبيل الله) وفتح أبواب العتق على مصراعيها، وجعله كفارة للعديد من الذنوب والآثام (ككفارة القتل الخطأ، وكفارة الظهار، وغيرها).
● العتق في العصر الحديث: انتهى نظام الرق تقريبًا في العالم، ولكن يبقى أجر هذا العمل موجودًا في أبواب أخرى من أبواب فك النفوس وإطلاق سراحها، مثل: سداد دين المعسرين، مساعدة المسجونين على الخلاص من سجن الديون، فك أسرى الحرب، ومساعدة المكرهين والمظلومين.
نسأل الله تعالى أن يعتق رقابنا من النار، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطحاوي في مشكله (٧١٦) عن أبي أمية، حدثنا أبو عاصم، عن عثمان بن مرة، عن القاسم، عن عائشة، فذكره. وإسناده صحيح.
وفي معناه ما روي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار».
رواه أحمد (١٧٣٢٦)، والطبراني في «الكبير» (١٧/ رقم ٩١٨) كلاهما من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: ذكر أن قيسا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر الجهني فذكره. وقيس الجذامي له صحبة.
وفيه قتادة مدلس، وقد عنعن، كما أنه لم يلق أحدا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ إلا أنسا وعبد اللَّه بن سرجس، كما نص عليه أبو حاتم في «المراسيل».
وقيس الجذامي -وله صحبة- رواه أيضًا عن معاذ بن جبل. رواه أحمد (٢٢١١٣)، عن محمد ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن قيس. وفيه أيضًا الانقطاع؛ فإن قتادة لم يلق قيسا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

📜 حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضوا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية