حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترغيب الشباب في الزواج وكراهية التبتل والخصاء

عن عائشة قالت: كانت امرأة عثمان بن مظعون تختضب وتطَيَّب، فتركته، فدخلت عليّ، فقلت لها: أمُشهد أم مُغيب؟ فقالت: مُشهد كمغيب. قلت لها: مالك؟ قالت: عثمان لا يريد الدنيا، ولا يريد النساء. قالت عائشة: فدخل عليّ رسول اللَّه ﷺ فأخبرتُه بذلك. فلقي عثمان فقال: «يا عثمان، أتؤمن بما نؤمن به؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه، قال: «فاصنعْ كما نصنعُ».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٧٥٤) عن مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا إسحاق بن سويد، عن أبي فاختة، عن عائشة فذكرت.

عن عائشة قالت: كانت امرأة عثمان بن مظعون تختضب وتطَيَّب، فتركته، فدخلت عليّ، فقلت لها: أمُشهد أم مُغيب؟ فقالت: مُشهد كمغيب. قلت لها: مالك؟ قالت: عثمان لا يريد الدنيا، ولا يريد النساء. قالت عائشة: فدخل عليّ رسول اللَّه ﷺ فأخبرتُه بذلك. فلقي عثمان فقال: «يا عثمان، أتؤمن بما نؤمن به؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه، قال: «فاصنعْ كما نصنعُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت امرأة عثمان بن مظعون تختضب وتطَيَّب، فتركته، فدخلت عليّ، فقلت لها: أمُشهد أم مُغيب؟ فقالت: مُشهد كمغيب. قلت لها: مالك؟ قالت: عثمان لا يريد الدنيا، ولا يريد النساء. قالت عائشة: فدخل عليّ رسول اللَّه ﷺ فأخبرتُه بذلك. فلقي عثمان فقال: «يا عثمان، أتؤمن بما نؤمن به؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه، قال: «فاصنعْ كما نصنعُ».


1. شرح المفردات:


● تَخْتَضِبُ: تضع الحناء أو غيره من الصبغات على يديها وقدميها للزينة.
● تَطَيَّبُ: تتعطر وتتطيب بالطيب.
● أمُشْهَدٌ أَم مُغِيبٌ؟: سؤال عن زوجها: هل هو حاضر في البيت أم غائب؟ (لأنها كانت متزينة وكأن زوجها حاضر).
● مُشْهَدٌ كَمُغِيبٍ: أي أن زوجها حاضر في البيت ولكنه يتعامل معها كما لو كان غائبًا (لا يلتفت إليها ولا يقربها).
● لا يُرِيدُ الدُّنْيَا: ترك زينة الدنيا وملذاتها.
● لا يُرِيدُ النِّسَاءَ: أعرض عن زوجته وترك معاشرتها.


2. شرح الحديث:


السياق والقصة:
كان عثمان بن مظعون رضي الله عنه -وهو من السابقين إلى الإسلام- قد اشتد عليه الزهد والرغبة في الآخرة، فقرر أن يعتزل زوجته ويترك معاشرتها، وترك زينة الدنيا، ظنًا منه أن هذا يقربه إلى الله تعالى. فلما فعل ذلك، تألمت زوجته وشعرت بالإهمال، فذهبت إلى عائشة رضي الله عنها تشكو حالها.
موقف عائشة رضي الله عنها:
عندما رأت عائشة المرأة متزينة متعطرة، سألتها: هل زوجك حاضر أم غائب؟ لأنها تتزين كما تتزين المرأة لزوجها إذا كان حاضرًا. فأجابتها: هو حاضر لكنه يعاملني كما لو كان غائبًا (لا يهتم بي). فسألتها عن السبب، فأخبرتها أن عثمانًا قد ترك الدنيا وملذاتها،包括 ترك معاشرة النساء.
تدخل النبي ﷺ:
نقلت عائشة رضي الله عنها الخبر إلى رسول الله ﷺ، فقابل النبي عثمانًا وسأله سؤالًا حكيمًا يلفت نظره إلى الخطأ في فهمه للزهد: «يا عثمان، أتؤمن بما نؤمن به؟». أي: هل إيمانك مثل إيماننا؟ فأجاب عثمان: نعم.
فأمره النبي ﷺ: «فاصنع كما نصنع». أي:既然 إيمانك مثل إيماننا، فلماذا تبتدع في الدين ما لم نفعله؟ لماذا تترك ما أباحه الله لك من زوجتك ونعيم الدنيا الحلال، ونحن -أنا وأصحابي- لا نفعل ذلك؟ فليكن فعلك مثل فعلنا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الوسطية في الدين والزهد: الإسلام لا يدعو إلى الرهبانية أو تعذيب النفس بترك المباحات. بل ينهى عن الغلو والتشدد في الدين. فالزهد الحقيقي هو عدم التعلق بالدنيا مع الانتفاع بما أحل الله من الطيبات.
2- حقوق الزوجة: للزوجة حق على زوجها في المعاشرة بالمعروف والإنفاق عليها وإشباع رغباتها النفسية والجسدية. فتركها دون سبب شرعي إضرار بها وإهمال لحقها.
3- الاقتداء بالنبي ﷺ وأصحابه: الطريق الصحيح هو اتباع هدي النبي ﷺ وصحابته الكرام، وعدم الابتداع في العبادة أو الزهد بما يخالف سنتهم. فهم القدوة في كل شيء.
4- حكمة النبي ﷺ في التوجيه: استعمل النبي ﷺ أسلوبًا حكيمًا في نصح عثمان، لم يوبخه مباشرة، بل ناقشه بطريقة عقلانية تذكره بأصل الإيمان وتوجهه إلى اتباع السنة.
5- تحذير من الغلو: الحديث تحذير واضح من الغلو في الدين، الذي قد يؤدي إلى مخالفة السنة وإيذاء النفس أو الآخرين.


4. معلومات إضافية:


● عثمان بن مظعون: هو أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المهاجرين، وكان من خيار الصحابة. توفي في المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه.
● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: "إسناده صحيح".
● الاستنباط الفقهي: يستدل الفقهاء بهذا الحديث على وجوب حقوق الزوجة وعدم جواز هجرها في الفراش إلا ضمن الضوابط الشرعية (كالإيلاء).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٧٥٤) عن مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا إسحاق بن سويد، عن أبي فاختة، عن عائشة فذكرت.
ومؤمل هذا، هو ابن إسماعيل سيء الحفظ إلا أنه توبع. فرواه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٢٥٧) من وجه آخر عن هشام بن عبد الملك، ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، حدثني أبو فاختة، عن عائشة أن رسول اللَّه ﷺ قال لعثمان بن مظعون: فذكر نحوه.
وإسناده حسن من أجل أبي فاختة وهو سعيد بن علاقة الكوفي فإنه حسن الحديث وإن كان ابن حجر قال فيه «ثقة» بناء على توثيق الدارقطني.
واللفظ الذي سقتُه ذكره أحمد (٢٤٧٥٣) وأحال إليه إلا أن فيه «فأسوةٌ مالَكَ بنا».
وللحديث طرق أخرى ذكرتُها في صلاة الليل.
وأما ما روي عن أبي ذر قال: دخل على رسول اللَّه ﷺ رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمي، فقال له النبي ﷺ: «يا عكاف، هل لك من زوجة؟» قال: لا. قال: «ولا جارية؟» قال: ولا جارية. قال: «وأنت موسر بخير؟» قال: وأنا موسر بخير. قال: «أنت إذًا من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم، إنّ سنَّتنا النكاح، شراركم عزّابكم، وأراذل موتاكم عزّابكم، أبِالشيطان تمرّسون! ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون، أولئك
المطهرون المبرَّؤون من الخَنا، ويحك يا عكّاف، إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكُرسُف».
فقال له بشر بن عطيّة: ومن كُرسُف يا رسول اللَّه؟ قال: «رجل كان يعبد اللَّه بساحل من سواحل البحر ثلاث مئة عام، يصوم النّهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر باللَّه العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة اللَّه. ثم استدرك اللَّه ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكّاف تزوج، وإلا فأنت من المذبذبين»، قال: زوّجني يا رسول اللَّه. قال: «قد زوّجتك كَريمة بنت كلثوم الحميري» فهو ضعيف.
رواه عبد الرزاق (١٠٣٨٧) حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول، عن رجل، عن أبي ذر فذكره. ومن هذا الطريق رواه الإمام أحمد (٢١٤٥٠). وفيه رجل لم يُسم.
وله إسناد آخر وهو ما رواه العقلي في الضعفاء (٣/ ٣٥٦) وأبو يعلى (٦٨٥٦) والطبراني في الكبير (١٨/ ٨٥ رقم ١٥٨) وابن حبان في المجروحين (١٠٢٢) كلهم من طرق عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بُسر المازني قال: جاء عكاف بن وداعة فذكر الحديث. وعطية بن بُسر لا يتابع عليه كما قال العقيلي.
وقال ابن حبان: معاوية بن يحيى وهو الصرفي منكر الحديث جدًا كان يشتري الكتب ويحدث بها. . .
وقال ابن حجر في «الإصابة» (٢/ ٤٩٦) في ترجمة عكاف بن وداعة بعد أن ساق للحديث طرقا أخرى: «الطرق المذكورة لا تخلو من ضعف واضطراب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

  • 📜 حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب