البُسر وحده يكرهه ابن عباس

حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

عن جابر بن زيد وعكرمة: أنهما كانا يكرهان البُسر وحده، ويأخذان ذلك عن ابن عباس.
وقال ابن عباس: أخشى أن يكون المزّاء الذي نُهيتْ عنه عبد القيس». فقلت لقتادة: «ما المزّاء؟ قال: النبيذ في الحنتم والمزفّت».

حسن: رواه أبو داود (٣٧٠٩) عن محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن جابر بن زيد وعكرمة، به.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث المطلوب شرحه:
عن جابر بن زيد وعكرمة: أنهما كانا يكرهان البُسر وحده، ويأخذان ذلك عن ابن عباس.
وقال ابن عباس: أخشى أن يكون المزّاء الذي نُهيتْ عنه عبد القيس». فقلت لقتادة: «ما المزّاء؟ قال: النبيذ في الحنتم والمزفّت».

1. شرح المفردات:

● البُسر: هو التمر الذي لم ينضج تمامًا، وهو نصف ناضج (بين البلح والتمر).
● المزّاء: هو نبيذ التمر أو ما يشابهه من المشروبات المسكرة إذا ترك حتى يشتد.
● الحنتم: جرار خضراء كانت تصنع من الفخار أو الخزف.
● المزفّت: القِرب أو الأوعية المصنوعة من الجلد والتي تُدبغ بقار أو مادة أخرى لتحفظ السوائل.
● عبد القيس: قبيلة من القبائل العربية التي وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم وسألته عن أشربة كانت تتناولها.

2. شرح الحديث:

هذا الأثر ينقل لنا رأي ابن عباس رضي الله عنهما وتلميذيه (جابر بن زيد وعكرمة) في مسألة شرب نبيذ البُسر (التمر غير الناضج) بمفرده دون غيره.
- ابن عباس رضي الله عنهما كان يَكره شرب نبيذ البُسر وحده (أي منفردًا دون غيره من التمور أو الأشربة)، لأنه خشي أن يكون هذا النوع من النبيذ هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم قبيلة عبد القيس عندما سألوه عن الأشربة التي كانوا يتعاطونها.
- وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد القيس: «انتبذوا في كل وعاء غير المزفت والحنتم» (أي اصنعوا النبيذ في أي وعاء غير هذه الأوعية المذكورة)، وذلك لأن هذه الأوعية (الحنتم والمزفت) كانت تساعد في تسريع تخمر الشراب وتحوله إلى مسكر.
- وسأل الراوي قتادة (وهو تابعي جليل ومفسر) عن معنى "المزّاء"، فأجابه بأنه النبيذ الذي يصنع في الحنتم والمزفت، أي أنه النبيذ الذي يتخمر بسرعة فيصير مسكرًا.

3. الدروس المستفادة:

1- الورع والاحتياط في الدين: ابن عباس رضي الله عنهما مع علمه الواسع، كان متورعًا وحريصًا على تجنب ما قد يكون محرمًا، حتى لو كان الأمر فيه شبهة. وهذا من هدي السلف الصالح.
2- تحريم كل مسكر: الحديث يؤكد على تحريم كل شراب يسكر، سواء كان من البُسر أو غيره، إذا وصل إلى درجة الإسكار.
3- أهمية اختيار الوعاء المناسب: النهي عن الانتباذ (صنع النبيذ) في الحنتم والمزفت يدل على أن بعض الأوعية تساعد على تخمر الشراب وتحوله إلى خمر، فيجب تجنبها.
4- فقه الصحابة والتابعين: الصحابة والتابعون كانوا يفقهون النصوص ويطبقونها بدقة، ويحرصون على سؤال أهل العلم لمعرفة ما خفي عليهم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" معلقًا، وهو يدخل في باب النهي عن الانتباذ في الحنتم والمزفت.
- المقصود بالنبيذ هنا هو ما كان غير مسكر، فإن وصل إلى درجة الإسكار فهو حرام بالإجماع.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الأثر أن بعض الأوعية تساعد على تخمر الشراب، فيجب تجنبها لمنع الوصول إلى الإسكار.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٠٩) عن محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن جابر بن زيد وعكرمة، به.
وإسناده حسن من أجل الكلام في معاذ بن هشام هو ابن عبد الله الدستوائي إلا أنه حسن الحديث ما لم يخالف.
وقيل في تفسير «المزاء» أيضا إنها من خلْط البسر والتمر كما في النهاية.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

📜 حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: البُسر وحده يكرهه ابن عباس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية