حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد للعالم الذي لا يعمل بعلمه، وإن كان علمه ينتفع به غيره

عن أسامة بن زيد، قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: «يؤتى بالرّجل الذي كان يطاع في معصية اللَّه، فيُقْذف في النّار، فتندلِقُ به أقتابه، فيستدير فيها كما يستديرُ الحمار في الرَّحى، فيأتي عليه أهلُ طاعته من النّاس فيقولون: أيْ فُلُ! أين ما كنتَ تأمرُنا به؟ فيقول: إنّي كنتُ آمرُكم بأمر وأخالفُكم إلى غيره».

حسن: رواه أحمد (٢١٧٩٤) عن عبد الصمد، ثنا حمّاد، عن عاصم، عن أبي وائل، قال: قيل لأسامة بن زيد، فذكره.

عن أسامة بن زيد، قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: «يؤتى بالرّجل الذي كان يطاع في معصية اللَّه، فيُقْذف في النّار، فتندلِقُ به أقتابه، فيستدير فيها كما يستديرُ الحمار في الرَّحى، فيأتي عليه أهلُ طاعته من النّاس فيقولون: أيْ فُلُ! أين ما كنتَ تأمرُنا به؟ فيقول: إنّي كنتُ آمرُكم بأمر وأخالفُكم إلى غيره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني. وهو يحمل تحذيراً شديداً للذين يتصدرون للدعوة والأمر بالمعروف وهم لا يلتزمون به، أو للقادة والرؤساء الذين يأمرون الناس بالمعصية أو يطاعون فيها.

أولاً. شرح المفردات:


● يُؤْتَى بِالرَّجُلِ: يُحضر هذا الرجل يوم القيامة.
● كَانَ يُطَاعُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ: كان له أتباع وطاعة من الناس، لكن في أمور تخالف شرع الله.
● فَيُقْذَفُ فِي النَّارِ: يُرمى بقوة وعنف في نار جهنم.
● فَتَنْدَلِقُ بِهِ أَقْتَابُهُ: تتدحرج أمعاؤه (أقتابه: جمع قِتب، وهو الكرش أو الأمعاء).
● يَسْتَدِيرُ فِيهَا كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَى: يدور في النار دوراناً شديداً ومؤلماً، كما يدور الحمار في آلة الطاحونة (الرحى).
● أَهْلُ طَاعَتِهِ: أتباعه الذين كانوا يطيعونه في الدنيا في معصية الله.
● أَيْ فُلُ: كلمة نداء، مثل "يا فلان".
● كُنْتُ آمُرُكُمْ بِأَمْرٍ وَأُخَالِفُكُمْ إِلَى غَيْرِهِ: كنت آمركم بشيء (من الخير أو البر ظاهرا) وأفعل أنا عكسه (أي أنا منافق).

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور هذا الحديث مشهداً من مشاهد يوم القيامة، حيث يُحضر رجل كان ذا منزلة وسلطان في الدنيا، يطيعه الناس في معاصي الله (كحاكم ظالم يأمر بالمنكر، أو داعية منافق، أو زعيم ضال). فيُعذب بأن يلقى في نار جهنم، فتتساقط أمعاؤه من شدة العذاب ويدور فيها دوراناً مُهيناً ومؤلماً.
ثم يأتي أتباعه الذين ضلوا بسببه واتبعوه في معصية الله، فيعترضون عليه ويتساءلون باستنكار: لماذا لم تكن صادقاً معنا؟ لماذا أمرتنا بشيء وأنت تخالفه؟ فيعترف لهم بحقيقة حاله وهو في النار: أنه كان يناقض نفسه، يأمرهم بالمعروف ولا يفعله، أو يزين لهم المنكر ويرتكبه سراً، فهو قد خان الأمانة وغَرَّهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر الرياسة والزعامة على غير هدى: الحديث تحذير شديد للقادة والزعماء والدعاة وأصحاب الرأي، فمسؤوليتهم عظيمة، وسيحاسبون على تضليلهم للناس.
2- الوعيد الشديد على الأمر بالمعصية أو الطاعة فيها: سواء كان آمراً بالمعصية مباشرة، أو مطاعاً فيها بسكوته أو رضاه.
3- ذم النفاق العملي: وهو أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن، ويأمر الناس بالبر وهو يتخلف عنه. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3].
4- الحث على التواضع والصدق: على الداعية والقائد أن يكون قدوة صالحة، فأفعاله أبلغ من أقواله.
5- تحذير للأمة من اتباع كل من هب ودب: يجب على المسلمين التثبت والاتباع بناء على الدليل وموافقة الشرع، لا مجرد اتباع الأشخاص. قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف: 3].
6- إثبات عذاب القبر وحقيقة النار: الحديث من الأدلة على حقيقة العذاب في النار بما فيه من المشاهد التفصيلية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يندرج تحت "الوعيد" الذي يُراد به التحذير والزجر، ليتوب من هو واقع في هذه الصفة.
- ليس كل من أمر بمعروف وتركه يُوعَد بهذا الوعيد، إنما الذي كان ديدنه ذلك، وكان يطاع في معصية، فيضل الناس بمنصبه وزهوه.
- فيه بيان عاقبة الخيانة في الولايات العامة، كالقضاء والإمارة والدعوة.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، ولا تجعلنا فتنة للضالين، وثبتنا على الصدق والإخلاص في القول والعمل.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٧٩٤) عن عبد الصمد، ثنا حمّاد، عن عاصم، عن أبي وائل، قال: قيل لأسامة بن زيد، فذكره. وإسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النّجود- فإنّه صدوق، وباقي رجاله ثقات. ورواه الحاكم (٤/ ٨٩) من هذا الوجه، وصحّحه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

  • 📜 حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب