حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن التكني بأبي القاسم في حياة النبي ﷺ -

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وُلِدَ لرجل منا غلامٌ فسماه القاسم، فقالت
الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! ولد لي غلامٌ، فسميته القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فقال النبي ﷺ: «أحسنت الأنصار، سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم».
وزاد في لفظ: أقسم بينكم.

متفق عليه: رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٥) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: فذكره.

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وُلِدَ لرجل منا غلامٌ فسماه القاسم، فقالت
الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! ولد لي غلامٌ، فسميته القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فقال النبي ﷺ: «أحسنت الأنصار، سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم».
وزاد في لفظ: أقسم بينكم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وُلِدَ لرجل منا غلامٌ فسماه القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! ولد لي غلامٌ، فسميته القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فقال النبي ﷺ: «أحسنت الأنصار، سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم». وزاد في لفظ: أقسم بينكم.

1. شرح المفردات:


● وُلِدَ لرجل منا غلام: أي وُلد لرجل من الأنصار مولود ذكر.
● فسماه القاسم: أطلق عليه اسم "القاسم".
● لا نكنيك أبا القاسم: لا نناديك بهذه الكنية (أي لا نلقبك بأبي القاسم).
● ولا ننعمك عينا: لا نُسعدك أو نُبهجك بهذا الاسم (تعني أنهم لن يعترفوا بهذه الكنية).
● أحسنت الأنصار: مدح النبي ﷺ موقف الأنصار وقال: أحسنتم.
● سموا باسمي: يجوز لكم أن تطلقوا اسم "محمد" أو "أحمد" على أبنائكم.
● ولا تكنوا بكنيتي: لا تتخذوا كُنيتي (أبو القاسم) كنية لكم.
● فإنما أنا قاسم: فأنا الذي أقسم بينكم (أي أُوزع الأرزاق والأمور بين الناس).

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أدب التعامل مع النبي ﷺ وتوقيره. فقد رُوي أن رجلاً من الأنصار سمى ابنه "القاسم"، فأراد أن يكنى بـ"أبي القاسم"، فاعترض الأنصار على ذلك، لأن النبي ﷺ كان يكنى بهذه الكنية (أبو القاسم)، فكرهوا أن يشاركه أحد في كنيته تشريفًا وتعظيمًا له.
فلما ذهب الرجل إلى النبي ﷺ وأخبره بقول الأنصار، أقرَّ النبي ﷺ فعل الأنصار، وقال: «أحسنت الأنصار»، ثم بين أن التسمية باسمه جائزة، لكن لا يجوز لأحد أن يتكنى بكنيته (أي أن يُلقَّب بأبي القاسم)؛ لأنه هو الذي يقسم بين الناس في الدنيا والآخرة، فهو القاسم الحقيقي الذي يوزع الأرزاق والخيرات بين العباد.

3. الدروس المستفادة:


● توقير النبي ﷺ وتعظيمه: كان الصحابة يحرصون على عدم مشاركة النبي ﷺ في شيء يخصه، حتى في الكنى، وهذا من كمال أدبهم معه.
● جواز التسمية بمحمد وأحمد: دل الحديث على أنه يجوز التسمية بأسماء النبي ﷺ، مثل محمد وأحمد، وهذا ما عليه جمهور العلماء.
● تحريم التكني بكنيته ﷺ: ذهب جمهور العلماء إلى حرمة التكني بكنية النبي ﷺ (أبو القاسم)، وهذا من خصائصه التي لا يجوز لأحد مشاركته فيها.
● الأدب في التعامل مع السنة: الحديث يدل على أهمية التأدب مع سنة النبي ﷺ وعدم مجاراة الآخرين في الأمور التي تخصه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- اختلف العلماء في حكم التكني بأبي القاسم بعد وفاة النبي ﷺ، والراجح عند الجمهور أنه لا يجوز مطلقًا، سواء في حياته أو بعد مماته.
- من الأدب مع النبي ﷺ أن لا يُنادى أحد باسمه الكريم (محمد) مجردًا دون أن يضاف إليه ما يميزه، مثل أن يقال: "محمد بن عبد الله" أو يشير إلى نسبه حتى لا يوهم أنه النبي نفسه.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المحبين لرسوله والمتبعين لهديه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٥) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: فذكره.
ورواه مسلم في الآداب (٢١٣٣: ٥) من طريق وكيع عن الأعمش به مقتصرا على المرفوع فقط، والزيادة له.
وأكثر مسلم (٢١٣٣: ٣ - ٧) من تخريج طرقه وألفاظه، وفي بعضها اقتصر على المرفوع، وفي بعضها ذكر القصة، ووقع في بعضها أن الأنصاري سمى ولده محمدا.
ورواه البخاري (٣١١٤) من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، وبيّن الاختلاف هل أراد الأنصاري أن يسمي ابنه محمدا أو القاسم.
قال ابن حجر: «وأشار (يعني البخاري) إلى ترجيح أنه أراد أن يسميه القاسم برواية سفيان - هو الثوري - له، عن الأعمش فسماه القاسم، ويترجح أنه أيضا من حيث المعنى لأنه لم يقع الإنكار من الأنصار عليه إلا حيث لزم من تسمية ولده أن يصير يكنى أبا القاسم» اهـ. فتح الباري شرح حديث (٣١١٤، ٣١١٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 600 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

  • 📜 حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب