من يحلب الناقة وما اسمك

حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

عن يعيش الغفاري قال: دعا رسول الله ﷺ بناقة يوما فقال: من يحلبها؟ فقال رجل: أنا قال: «ما اسمك؟» قال: مرة، قال: «اقعد»، ثم قام آخر فقال: «ما اسمك؟» قال: جمرة، قال: «اقعد»، ثم قام يعيش، فقال: «ما اسمك؟» قال: «يعيش» قال: احلبها.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٧٧) من طريق سعيد بن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن يعيش الغفاري، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يعيش الغفاري: صحابي جليل من قبيلة غفار، واسمه يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري.
● بناقة: أي ناقة من الإبل.
● يحلبها: يستخرج لبنها بالحلب.
● مرة: اسم معناه المرارة أو الشدة.
● جمرة: اسم معناه الجمرة أو الشعلة المحترقة.
● يعيش: اسم معناه الحياة والبقاء.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث يروي الصحابي الجليل يعيش الغفاري قصة حدثت مع النبي ﷺ، حيث طلب النبي من الصحابة أن يحلبوا ناقة، فتقدم رجلان، لكن النبي ﷺ لم يسمح لهما بالحلب بسبب أسمائهما غير المستحبة (مرة وجمرة)، ثم تقدم يعيش، فسأله النبي عن اسمه، فلما قال: "يعيش"، أمره النبي بحلب الناقة.
هذا الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على اختيار الأسماء الحسنة والأفعال المستحبة، وربط بين الاسم والفعل، حيث أن اسم "يعيش" يحمل معنى الحياة والبركة، فكان مناسبًا للمهمة، بينما الأسماء الأخرى تحمل معاني غير محببة.

3. الدروس المستفادة منه:

● أهمية اختيار الأسماء الحسنة: النبي ﷺ كان حريصًا على الأسماء الجميلة ذات المعاني الطيبة، وهذا يدل على تأثر الإنسان باسمه ونفوره من الأسماء القبيحة.
● التفاؤل والتيمن بالكلمات الطيبة: النبي ﷺ كان يتفاءل بالكلمات والأسماء الحسنة، ويتشاءم من القبيح منها، وهذا من هديه ﷺ.
● البركة في الأسماء والأفعال: الاسم الطيب يجلب البركة، كما في قصة يعيش، حيث نال شرف حلب الناقة بسبب اسمه الجميل.
● التأدب مع النبي ﷺ: الصحابة كانوا يحترمون توجيهات النبي ويطيعونها دون اعتراض، كما في أمره للرجلين بالقعود.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- النبي ﷺ كان يغير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة، كما غير اسم "عاصية" إلى "جميلة"، و"حرب" إلى "سلم".
- من هدي النبي ﷺ التفاؤل بالخير، والتسمي بالأسماء المحببة مثل عبدالله، وعبدالرحمن، ومحمد، وأحمد.
- يستحب للمسلم أن يختار لأولاده الأسماء الحسنة، فهي من حقوقهم عليه، كما قال ﷺ: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم».

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفهم في الدين، والعمل بالسنن النبوية. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٧٧) من طريق سعيد بن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن يعيش الغفاري، قال: فذكره.
ورواه ابن وهب في «جامعه» كما في تحفة المودود ص (٩٢) ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٧٢).
ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (٣/ ٢٣٩) من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما (ابن وهب وقتيبة) عن ابن لهيعة به.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة ففيه كلام معروف، لكن ابن وهب وقتيبة بن سعيد من قدماء
أصحابه فروايتهما عنه حسنة ما لم يخالف.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٤٧): «رواه الطبراني وإسناده حسن».
ورواه مالك في الاستئذان (٢٤) عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) أن رسول الله ﷺ قال للقحة تحلب: من يحلب هذه؟ الحديث بمثله إلا أنه قال: «حرب» بدل «جمرة». وإسناده معضل، ووصله ابن عبد البر في التمهيد من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة بالإسناد السابق.
قال ابن عبد البر: «وهذا عندي - والله أعلم - ليس من باب الطيرة لأنه محال أن ينهى عن شيء ويفعله، وإنما هو من باب طلب الفأل الحسن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 596 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

📜 حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يحلب الناقة وما اسمك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية