حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن افتخار في اللباس وجره خيلاء
قال زيد: وقد كان ابن عمر يحدث أن النبي ﷺ رآه وعليه إزار يتقعقع -يعني جديدًا- قال: «من هذا؟»، قلت: عبد اللَّه. قال: «إن كنت عبد اللَّه فارفع إزارك»
قال: فرفعته، قال: «زد» قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق، ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: «من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة» فقال أبو بكر: إن إزاري يسترخي أحيانا، فقال النبي ﷺ: «لست منهم».
صحيح: رواه عبد الرزاق (١٩٩٨٠) عن معمر، عن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه عدة فوائد وآداب تتعلق بلباس المسلم، سأشرحها لك على النحو التالي:
أولاً. شرح المفردات:
● جر إزاره: الإزار هو ما يُغطي النصف الأسفل من الجسم (كالإزار أو الثوب). وجره يعني سحبه وتطويله حتى يمس الأرض أو يزيد.
● من الخيلاء: الخيلاء هي الكبر والفخر والتعاظم على الآخرين، والتباهي بالملبس وغيره.
● لم ينظر اللَّه إليه: النظر هنا بمعنى الرحمة والقبول، أي أن الله لا يتقبله ولا يرحمه.
● يتقعقع: صفة للثوب الجديد الذي يصدر صوتاً عند المشي بسبب خشونته وجدته.
● زد: أي زِد في رفعه وأعلِه أكثر.
ثانياً. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث على موقفين:
1- الموقف الأول: تحذير عام من جر الثوب خيلاء، وهو وعيد شديد بأن من يفعل ذلك متكبراً، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة نظر رحمة وقبول.
2- الموقف الثالث: قصة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث رآه النبي ﷺ وعليه إزار جديد (يُسمع له صوت)، فسأله: "من هذا؟" فعرف نفسه، فأمره النبي ﷺ برفع إزاره. ولم يكتفِ النبي ﷺ بالرفع الأول، بل أمره أن يزيد في الرفع حتى بلغ نصف الساق. ثم بين النبي ﷺ سبب ذلك التحذير وهو الكبر والخيلاء.
3- الموقف الثالث: intervención الصديق أبي بكر رضي الله عنه، حيث أخبر النبي ﷺ أن ثوبه يرخي أحياناً بدون قصد، فطمأنه النبي ﷺ بأنه ليس من المتكبرين، لأن العقاب مرتب على القصد والنية.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم إسبال الثياب خيلاء: وهذا من كبائر الذنوب، لوعيد الله بعدم النظر إلى فاعله.
2- مشروعية رفع الثوب إلى نصف الساق:这是 السنة في مقدار طول الإزار والثوب، وهو ما بين الكعبين إلى منتصف الساق.
3- الأعمال بالنيات: فرق النبي ﷺ بين من يجر ثوبه عمداً متكبراً، ومن يحدث له ذلك بدون قصد، كما في حالة أبي بكر رضي الله عنه.
4- التواضع في الملبس: من أدب المسلم أن يكون ملبسه متواضعاً غير متكلف، والبعد عن كل ما يشير إلى الكبر والفخر.
5- حرص الصحابة على تطبيق السنة: كما رأينا في حرص ابن عمر على رفع إزاره بعد ذلك، وحرص أبي بكر على بيان حاله خوفاً من الوعيد.
6- التدرج في التعليم: حيث أمر النبي ﷺ ابن عمر بالرفع ثم الزيادة في الرفع، مما يدل على الحكمة في التعليم.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على أن إسبال الثوب لغير الخيلاء (كالإسبال بدون قصد أو لغير الكبر) لا يدخل في الوعيد، لكن الأولى تركه إلا لحاجة.
- نصف الساق هو المستحب، وما بينه وبين الكعبين جائز، لكن لا يجوز تجاوز الكعبين.
- هذا الحديث من الأدلة على اهتمام الإسلام بمكارم الأخلاق والبعد عن مذموم الصفات.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتواضعون ولا يتكبرون، ويتبعون سنة نبيه ﷺ في القول والعمل والهيئة.
والله أعلم.
تخريج الحديث
ورواه أحمد (٦٢٦٣) من وجه آخر عن زيد بن أسلم مختصرًا كما مضى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 70 نهي النبي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد
- 71 نهى رسول الله عن لبستين: اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب...
- 72 نهي عن الصلاة في السراويل ليس عليك شيء غيره
- 73 ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
- 74 ارفع إزارك إلى أنصاف الساقين
- 75 الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار
- 76 ارفع إزارك إلى نصف الساقين
- 77 موضع الإزار ولا حق له في الكعبين
- 78 أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك
- 79 إزرة المسلم إلى نصف الساق وما أسفل من الكعبين فهو...
- 80 الإزار إلى نصف الساق وإلى الكعبين
- 81 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولهم عذاب أليم
- 82 لا ينظر الله إلى مسبل الإزار
- 83 ارفع إزارك فإن كل خلق الله حسن
- 84 إن الله لا يحب المسبلين
- 85 طريقة لبس الإزار
- 86 ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
- 87 ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر
- 88 بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته
- 89 من يجر إزاره بطرًا لا ينظر الله إليه يوم القيامة
- 90 بينما رجل يتبختر في بردين خسف الله به الأرض
- 91 من يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه
- 92 من يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
- 93 من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة
- 94 لست ممن يصنعه خيلاء
- 95 من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
- 96 من جر شيئًا خيلاء لم ينظر الله إليه
- 97 يخرج رجل في حلة يختال فيها فأخذته الأرض
- 98 من اختال في حلة حمراء فخسف به الأرض
- 99 خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
- 100 من وطئه خيلاء وطئه في النار
- 101 من تشبه بقوم فهو منهم
- 102 معنى: من تشبه بقوم فهو منهم
- 103 عدد الفرش في البيت
- 104 أتخذتَ أنماطا؟ قال: أما إنها ستكون
- 105 وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها...
- 106 فراش رسول الله ﷺ الذي ينام عليه أدَم حَشْوُهُ لِيفٌ.
- 107 يصلّي وأنا حياله.
- 108 اتباع الجنائز وعيادة المريض وتشميت العاطس
- 109 عن أبي بردة: نهاني رسول الله عن الميثرة والقسية
- 110 لا تركبوا الخز ولا النمار
- 111 نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
- 112 نهي النبي عن افتراش جلود السباع
- 113 رسول الله ﷺ نهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع
- 114 الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط
- 115 حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب من الفطرة
- 116 قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار
- 117 انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى
- 118 خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب
- 119 أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية
معلومات عن حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
📜 حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








