حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن افتخار في اللباس وجره خيلاء

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة» قال أبو بكر: يا رسول اللَّه، إن أحد شقي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال النبي ﷺ: «لست ممن يصنعه خيلاء»

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٧٨٤) من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة» قال أبو بكر: يا رسول اللَّه، إن أحد شقي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال النبي ﷺ: «لست ممن يصنعه خيلاء»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحذر فيه من التكبر والخيلاء في الملبس، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● "من جر ثوبه": أي من أطال ثوبه وأسدله على الأرض حتى يجر خلفه.
● "خيلاء": أي تكبرًا وتعاظمًا، ورياءً وبطرًا، ليراه الناس ويتفاخر بهم.
● "لم ينظر الله إليه": أي لا ينظر إليه نظر رحمة وقبول، بل يعرض عنه ويتركه لعذابه.
● "شقي إزاري": جانب ثوبه أو طرفه.
● "يسترخي": ينهبط ويسقط لغير قصد.
● "إلا أن أتعاهد ذلك منه": إلا أن أرفعه وأضبطه باستمرار.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من جر ثوبه على الأرض تكبرًا وخيلاء، فإن الله تعالى لا ينظر إليه يوم القيامة نظر رحمة ورضا، وهذا وعيد شديد يدل على عظم هذه الخطيئة.
ثم يرد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه – وكان من أشد الناس تواضعًا – مخافة أن يكون داخلاً في هذا الوعيد؛ لأنه كان يحدث أن ينزل طرف إزاره دون قصد، فيضطر إلى رفعه وتعهده، فطمأنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس من الذين يفعلون ذلك خيلاء، بل يفعله اضطرارًا وحاجة.

3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم التكبر والخيلاء في الملبس وغيره من الأفعال.
- أن إطالة الثوب والتباهي به من كبائر الذنوب، لما فيه من الوعيد بعدم نظر الله تعالى إلى فاعله.
- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهم، وخوفهم من دخولهم في الوعيد.
- التفريق بين من يفعل ذلك قصد التكبر، ومن يقع منه دون قصد أو لحاجة.
- التواضع في الهيئة والملبس من صفات المؤمنين.
- جواز رفع الثوب للحاجة أو خشية الاتساخ، وليس ذلك من الخيلاء.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- النهي عن جر الثوب يشمل الرجال والنساء، لكن للنساء الرخصة في إطالة الثوب للستر، بشرط ألا يكون ذلك خيلاء.
- النظر هنا (لم ينظر الله إليه) من صفات الأفعال، وتأويله بأنه لا نظر رحمة وقبول، كما هو مذهب أهل السنة.
- ينبغي للمسلم أن يتوسط في ملبسه، فلا يكون متكبرًا ولا متشبهًا بأهل السفه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين في هيئتنا وأخلاقنا، وأن يحفظنا من الكبر والخيلاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٧٨٤) من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه، فذكره.
ورواه مسلم في اللباس (٢٠٨٥) من طريق سالم وغيره من غير ذكر أبي بكر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 94 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

  • 📜 حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لست ممن يصنعه خيلاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب