حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا شكّ في الحَدَثِ

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «يأتي أحدكم الشيطان في صلاته حتَّى ينفخ في مقعدته، فيُخيل إليه أنه قد أحدث ولم يُحدِث، فإذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفَنَّ حتَّى يسمع صوته بأُذنه، أو يجد ريحًا بأنفه».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١/ ١٤٧ رقم ٢٨١): حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا إسماعيل بن صبيح، ثنا أبو أويس، عن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر الحديث.

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «يأتي أحدكم الشيطان في صلاته حتَّى ينفخ في مقعدته، فيُخيل إليه أنه قد أحدث ولم يُحدِث، فإذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفَنَّ حتَّى يسمع صوته بأُذنه، أو يجد ريحًا بأنفه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «يأتي أحدكم الشيطان في صلاته حتَّى ينفخ في مقعدته، فيُخيل إليه أنه قد أحدث ولم يُحدِث، فإذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفَنَّ حتَّى يسمع صوته بأُذنه، أو يجد ريحًا بأنفه».


1. شرح المفردات:


● يأتي أحدكم الشيطان: يقصده الشيطان ويوسوس له.
● ينفخ في مقعدته: يدفع الهواء في دبر المصلي بطريقة خفية لا يشعر بها.
● فيُخيل إليه: يوهمه ويجعله يتوهم.
● أنه قد أحدث: أنه خرج منه ريح (حدث أصغر ينقض الوضوء).
● ولم يُحدِث: ولكن في الحقيقة لم يخرج منه شيء.
● فلا ينصرفَنَّ: فلا يقطع صلاته.
● حتى يسمع صوتًا بأذنه: حتى يسمع صوت خروج الريح بشكل واضح لا شك فيه.
● أو يجد ريحًا بأنفه: أو يشم رائحة الريح بأنفه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أحد وساوس الشيطان التي يوقع بها المصلين، حيث يأتي الشيطان إلى المصلي وينفخ في دبره نفخة خفية لا يشعر بها المصلي، فيوهمه أن تلك النفخة هي خروج ريح منه، مما يجعله يشك في طهارته وينوي قطع صلاته. وفي هذا الموقف، يوجه النبي ﷺ المصلي إلى حكم شرعي مهم، وهو ألا يقطع صلاته أو ينصرف منها لمجرد هذا الوسواس والشك، بل يجب أن يستمر في صلاته حتى يتيقن من الحدث بشكل قاطع، إما بسماع صوت الريح بأذنه، أو شم رائحته بأنفه. فالشك لا يبطل اليقين.


3. الدروس المستفادة والفقه المستنبط:


1- كيد الشيطان وعداوته: يوضح الحديث مدى حرص الشيطان على إفساد عبادة المسلم، وخاصة الصلاة التي هي عماد الدين، فيأتيها من باب الوسوسة في الطهارة.
2- الأصل بقاء الطهارة: الأصل أن الطهارة باقية ولا تنتقض بمجرد الشك والوسواس. فاليقين لا يزول بالشك.
3- التثبت وعدم الاستعجال: نهي المسلم عن الاستعجال في قطع العبادة بسبب وساوس النفس أو الشيطان. وهذا من حكمة الشريعة ورفعها للحرج عن الأمة.
4- ضابط نقض الوضوء بالريح: أن الضابط في نقض الوضوء بخروج الريح هو اليقين أو غلبة الظن القوية الناتجة عن سماع الصوت أو شم الرائحة. أما مجرد التوهم والشك دون دليل حسي فلا تأثير له.
5- علاج الوسواس: الحديث يقدم علاجًا عمليًا للوسواس في العبادات، وهو عدم الالتفات إليه وعدم الاستجابة له، والاستمرار في العبادة بناء على الأصل وهو الطهارة.
6- طمأنينة القلب في العبادة: أن على المسلم أن يعبد الله تعالى بطمأنينة ويقين، ولا يجعل للشيطان سبيلاً إلى قلبه ليزعزع عبادته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وقال عنه المنذري: إسناده حسن. وهو حسن.
- هذا الحكم (عدم الانصراف من الصلاة بالشك) هو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح.
- الفقه المستنبط من هذا الحديث يعم كل شك في الطهارة، سواء في الصلاة أو خارجها. فمن شك هل أحدث أم لا؟ فالأصل أنه على طهارة حتى يتيقن من الحدث.
- من تطبيقات هذا الحديث: لو شك شخص أثناء الصلاة هل صلى ثلاث ركعات أم أربع؟ فإن الأصل هو الأقل (ثلاث) فيبني على اليقين ويأتي بالرابعة، ثم يسجد للسهو. فالقاعدة: "ما زاد على اليقين فهو شك، ولا عبرة بالشك".
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من وساوس الشيطان، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (١/ ١٤٧ رقم ٢٨١): حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا إسماعيل بن صبيح، ثنا أبو أويس، عن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر الحديث.
قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا من طريق ابن عباس، ورُوىَ بمعناه من طريق غيره.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٤٢): رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه، ورجاله رجال الصحيح.
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلَّا أن إسماعيل بن صبيح صدوق كما قال الحافظ في التقريب. وأبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني، قريب مالك وصهره، من رجال مسلم، قال ابن معين: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وهو «صدوق يهم» كما قال الحافظ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

  • 📜 حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب