حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك الوضوء من مسّ الذكر

عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قدمنا على نبي الله، فجاء رجل كأنه بدوي فقال: يا نبي الله! ما ترى في مسّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال: «وهل هو إلَّا مُضْغة منه؟ !»، أو قال: «بَضعة منه».

حسن: رواه أبو داود (١٨٣) والترمذي (٨٥) واللفظ لهما، ورواه أيضًا النسائي (١٦٥) ولفظه: «حتَّى قدمنا على رسول الله ﷺ، فبايعناه وصلينا معه، فلما قضى الصلاة جاء رجل كأنه
بدوي فقال: يا رسول الله! ما ترى في رجل مسّ ذكره في الصلاة؟ قال: «وهل هو إلَّا مُضغة منك؟، أو بَضْعة منك».

عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قدمنا على نبي الله، فجاء رجل كأنه بدوي فقال: يا نبي الله! ما ترى في مسّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال: «وهل هو إلَّا مُضْغة منه؟ !»، أو قال: «بَضعة منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم، عن الصحابي الجليل طلق بن علي -رضي الله عنه-.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي -رضي الله عنه- أنه قال: قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل كأنه بدوي فقال: يا نبي الله! ما ترى في مسّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال: «وهل هو إلا مُضْغة منه؟!»، أو قال: «بَضعة منه».
### ثانياً. شرح المفردات
● قدمنا على نبي الله: أي أتينا إلى مجلسه صلى الله عليه وسلم.
● كأنه بدوي: أي في مظهره أو هيئته يشبه أهل البادية.
● مسّ الرجل ذكره: أي لمس عضوه الذكري بيده.
● مُضْغة منه: المضغة هي القطعة من اللحم، والمقصود جزء من جسده.
● بَضعة منه: البضعة أيضًا تعني القطعة أو الجزء من الشيء، وهي مرادفة للمضغة هنا.
### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يخبر الصحابي طلق بن علي -رضي الله عنه- أنهم كانوا في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله رجل من الحاضرين -في هيئة بدوي- عن حكم لمس الرجل لعضوه الذكري بعد أن يكمل وضوءه، هل هذا المسّ ينقض الوضوء أم لا؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم باستفهام تقريري يفيد النفي والاستبعاد: «وهل هو إلا مضغة منه؟!» أي أن هذا العضو جزء من جسدك، وليس شيئاً غريباً أو نجساً ينقض الوضوء بمجرد لمسه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- عدم انتقاض الوضوء بلمس الذكر: هذا الحديث أصل من أصول الفقه في هذه المسألة، وفيه دليل على أن مس الذكر لا ينقض الوضوء، لأنه جزء من بدن الإنسان. وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح.
2- الاستدلال بالفطرة والبداهة: رد النبي صلى الله عليه وسلم بتقرير أن الذكر جزء من البدن، وهو استدلال واضح وسهل الفهم، مما يبين سماحة الإسلام ويسره.
3- جواز السؤال عن أمور الدين ولو كانت حساسة: لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على السائل سؤاله، بل أجابه بتواضع وحكمة، مما يدل على جواز السؤال عن المسائل الشرعية مهما كانت.
4- التيسير على الأمة ورفع الحرج: الحديث يدل على يسر الشريعة ورفعها للحرج عن المسلمين، فلم توجب الوضوء لمجرد لمس جزء طاهر من البدن.
5- أسلوب النبي التعليمي: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الاستفهام التقريري وهل هو إلا مضغة منه؟!») لتقرير الحكم وتثبيته في ذهن السائل، وهو أسلوب تربوي مؤثر.

خامساً:

فوائد إضافية
- الحديث دليل على أن الأعضاء الطاهرة من البدن إذا لمس بعضها بعضاً لا ينقض ذلك الوضوء.
- فيه رد على من قال بنقض الوضوء بلمس الذكر، كبعض فقهاء الحنفية، حيث إن الحديث صريح في عدم النقض.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم أحكام الطهارة لأنها مفتاح الصلاة، والصلاة عماد الدين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨٣) والترمذي (٨٥) واللفظ لهما، ورواه أيضًا النسائي (١٦٥) ولفظه: «حتَّى قدمنا على رسول الله ﷺ، فبايعناه وصلينا معه، فلما قضى الصلاة جاء رجل كأنه
بدوي فقال: يا رسول الله! ما ترى في رجل مسّ ذكره في الصلاة؟ قال: «وهل هو إلَّا مُضغة منك؟، أو بَضْعة منك». كلهم رووه من حديث ملازم بن عمرو الحنفي، حدَّثنا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق به.
إسناده حسن، ورجاله ثقات غير قيس بن طلق؛ فقد روى الزعفراني عن الشافعي قال: سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره. ذكره البيهقي في سننه (١/ ١٣٥). ولكن عرفه غيره؛ فوثّقه ابن معين والعجلي وابن حبان. وجعله الحافظ في مرتبة «صدوق».
وللحديث إسناد آخر رواه ابن ماجه (٤٨٣): حدَّثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا محمد بن جابر قال: سمعت قيس بن طَلْق الحنفي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله ﷺ سُئل عن مسّ الذكر فقال: «ليس فيه وضوءٌ، وإنما هو منك».
قال الترمذي بعد أن روى الحديث من طريق ملازم بن عمرو: «وهذا الحديث أحسن شيء رُوِي في هذا الباب، وقد روي هذا الحديث أيوب بن عُتبة ومحمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه. وقد تكلم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر وأيوب بن عُتبة. وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر أصحّ وأحسن» انتهى.
قوله (مُضغة) بضم الميم: هو قدر اللقمة من اللحم.
و(بَضعة) بفتح الباء: هو قطعة من اللحم أكبر من المُضغة.
انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ٤٣ - ٥٣) فإني تكلمت في الموضوع بكلام مفصل ولله الحمد، فراجعه إن شئت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

  • 📜 حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مس الرجل ذكره بعد الوضوء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب