ذلك المذي وكل فحل يمذي

حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

عن عبد الله بن سعد الأنصاري قال: سألتُ رسولَ الله ﷺ عما يُوجِبُ الغُسْل، وعن الماء يكون بعد الماء، فقال: «ذاك المَذي، وكل فَحْل بَمذي، فتَغْسِلُ من ذلك فرجَك وأُنثَييك، وتَوَضَّأ وضوءَك للصلاة».

حسن: رواه أبو داود (٢١١) قال: حدَّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الله بن وهب، حدَّثنا معاوية - يعني ابن صالح - عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد الأنصاري، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي سألت عنه رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، وهو حديث صحيح.
شرح الحديث:
● عن عبد الله بن سعد الأنصاري قال: سألتُ رسولَ الله ﷺ عما يُوجِبُ الغُسْل، وعن الماء يكون بعد الماء:
- المقصود بـ "الماء يكون بعد الماء": السائل الذي يخرج من الذكر بعد خروج المني أحياناً، وهو ليس منياً. فسأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم هذا السائل: هل يوجب الغسل كالمني أم لا؟
● فقال: «ذاك المَذي»:
● المذي: هو سائل رقيق، لزج، أبيض، يخرج عند تذكر الشهوة أو عند الملاعبة، دون دفقة أو شدة شهوة كالمني. وهو طاهر في الأصل، لكنه ناقض للوضوء، ولا يوجب الغسل.
● «وكل فَحْل بَمذي»:
● فحل: أي كل ذكر.
- المعنى: أن خروج هذا المذي أمر طبيعي وشائع عند الرجال، ولا عيب فيه، حتى لا يظن السائل أن به مشكلة.
● «فَتَغْسِلُ من ذلك فرجَك وأُنثَييك»:
● الفرج: القبل والدبر.
● الأنثيين: الخصيتين.
- الأمر هنا بغسل هذه الأعضاء فقط للتطهير من أثر المذي، وليس غسلاً كاملاً (الغسل من الجنابة).
● «وتَوَضَّأ وضوءَك للصلاة»:
- أي يتوضأ المسلم الوضوء المعتاد الذي يتوضؤه للصلاة.
- وهذا دليل على أن المذي ينقض الوضوء، ويجب على من خرج منه أن يتوضأ قبل الصلاة.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن السائل الذي يخرج بعد خروج المني (أو في غير حال الشهوة القوية) هو المذي، لا المني. ويحكم بأن حكمه مختلف؛ فهو لا يوجب الاغتسال الكامل (غسل الجنابة)، بل يوجب فقط غسل موضع خروجه (القبل والخصيتين) والوضوء للصلاة.
الدروس المستفادة منه:
1- بيان أحكام الطهارة: من رحمة الله تعالى وتيسيره أن جعل لكل حالة حكماً يناسبها. فالمذي أخف من المني، لذا كان حكمه أخف.
2- التيسير ورفع الحرج: قوله صلى الله عليه وسلم: «وكل فَحْل بَمذي» فيه تطييب لنفس السائل وإعلام بأن هذه حالة عامة لا يستحي منها.
3- أهمية السؤال عن العلم: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهم ودنياهم.
4- التفريق بين أنواع الخارج من السبيلين: فهناك المني (يوجب الغسل)، والمذي (ينقض الوضوء ويوجب غسل المحل)، والودي (سائل كثيف يخرج بعد البول، وهو ناقض للوضوء)، والبول (ناقض للوضوء). لكل حكمه.
أي معلومات إضافية مفيدة:
● طريقة الغسل: يغسل المسلم مكان خروج المذي بالماء حتى يزول أثره، ثم يتوضأ وضوءه المعتاد للصلاة.
● حكم الملابس: إذا أصاب المذي الثوب، فيجب غسل موضعه فقط، لأنه نجس عند جمهور العلماء، خلافاً للبول والغائط.
● الفرق بين المذي والمني:
● المني: خارج بلذة وشهوة، له رائحة مميزة، ويخرج دفقاً. يوجب الغسل.
● المذي: خارج عند تذكر الشهوة أو الملاعبة دون دفق أو لذة شديدة. ينقض الوضوء فقط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١١) قال: حدَّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الله بن وهب، حدَّثنا معاوية - يعني ابن صالح - عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد الأنصاري، فذكر الحديث.
إسناده حسن ورجاله ثقات غير حرام بن حكيم؛ فوثقه العجلي والدراقطني، وضعَّفه غيرهما، غير أنه لا ينزل عن درجة «صدوق». وأما الحافظ فجعله في درجة «ثقة».
ثم اعلم أن هذا الحديث جزء من الحديث الذي يرويه عبد الله بن سعد الأنصاري، والجزء الآخر من الحديث أنه سأل رسول الله ﷺ: ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ فقال: «لك ما فوق الإزار» وذكر مؤاكلة الحائض أيضًا.
هكذا يراه أبو داود، فإنه أوَّلًا روي حديث إبراهيم بن موسى كما سبق، ثم روى عن هارون بن محمد بن بكار، ثنا مروان - يعني ابن محمد - ثنا الهيثم بن حميد، ثنا العلاء بن الحارث، عن حرام
ابن حكيم به، وذكر الجزء الثاني من الحديث، ثم قال: «وساق الحديث«أي الحديث الأوَّل.
ونظرًا لكون الحديث يشتمل على أكثر من مسألة فإني فرقته في ثلاثة كتب؛ في الوضوء، وفي الحيض، انظر باب ما جاء في مؤاكلة الحائض، تبعًا للترمذي وابن ماجه. وجزء آخر رواه ابن ماجه (١٣٧٨) في كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في التطوع في البيت. وسيأتي ذكره في الصلاة أيضًا.
وفي الباب عن أُبِي بن كعب رواه الإمام أحمد (٢١١١٠) وابن ماجه (٥٠٧) وفيه مصعب بن شيبة وهو إن كان من رجال مسلم فقد قال فيه النسائي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحمدونه ليس بقويٍّ، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ، وشيخه أبو حبيب يعلى بن مُنْيَة مجهول.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 127 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

📜 حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ذلك المذي وكل فحل يمذي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية