لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا
فأشكل عليه، أَخَرَج منه شيءٌ أم لا؛ فلا يخرجنَّ من المسجد حتَّى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا».

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣٦٢) عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تتعلق بآداب المسجد ونظافته، وفيما يلي شرحه وبيانه:

1. شرح المفردات:

● وَجَدَ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا: أحس بحركة أو قرقرة في أمعائه تشبه التي تسبق خروج الريح (الضراط).
● فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ: صار الأمر مشتبهاً عليه، ولم يتحقق يقيناً هل خرج منه شيء بالفعل أم لا.
● فَلَا يَخْرُجَنَّ: نهي مؤكد بـ "نون التوكيد" الثقيلة، أي فلا يخرج أبداً.
● حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا: حتى يتحقق من خروج الريح بسماع صوته أو شم رائحته.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي صلى الله عليه وسلم المصلي أو الجالس في المسجد إذا أحس بحركة في بطنه يحتمل معها خروج ريح (وهو مما ينقض الوضوء)، ولكن لم يتحقق من خروجه بالفعل، أن لا يغادر المسجد لمجرد هذا الشك. بل يلزم مكانه حتى يتحقق من حقيقة الأمر، إما بسماع الصوت أو شم الرائحة، فإذا تحقق من خروجه فعليه أن يتوضأ، وإن لم يتحقق من شيء فلا يلتفت إلى هذا الوسواس ويستمر في صلاته أو بقائه في المسجد.

3. الدروس المستفادة منه:

● التيسير ورفع الحرج: الشرع يريد التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم، فلا يكلفهم ترك المسجد أو إعادة الصلاة لمجرد الشك والوسواس.
● الأصل بقاء الطهارة: الأصل أن الطهارة باقية حتى يتحقق الإنسان يقيناً من انتقاضها، والشك لا يبطل اليقين.
● محاربة الوسواس: الحديث علاج قوي لداء الوسواس، الذي قد يشغل المصلي عن الخشوع ويصرفه عن العبادة.
● الحفاظ على نظافة المسجد: النهي عن الخروج هنا فيه إشارة إلى أن الخروج المفاجئ قد يكون لأجل قضاء الحاجة، فإذا خرج وهو شاك ثم تبين له أنه قد خرج منه شيء، فقد يكون قد نَجَسَ بدنه أو ثيابه، فمنعاً من عودته إلى المسجد وهو متنجس، أُمِرَ أن يتحقق أولاً داخل المسجد (في مكان لا يؤذي أحداً) قبل الخروج.
● التفريق بين اليقين والشك: التأكيد على قاعدة أصولية مهمة، وهي أن "اليقين لا يزول بالشك".

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في باب "اليقين لا يزول بالشك"، ويطبق في أبواب الطهارة وغيرها.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن من شك في انتقاض وضوئه وهو في الصلاة، فلا يقطع صلاته إلا إذا تحقق من الناقض.
- لو خرج بناء على الشك ثم تبين له أن وضوءه لم ينتقض، فصلاته صحيحة ولكنه خالف السنة بتركه للأفضل وهو البقاء والتحقق.
- هذا الحكم خاص بالشك في خروج الريح، أما إذا تحقق من خروجه فإنه ينتقض وضوؤه必须اً ويجب عليه إعادة الوضوء.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحيض (٣٦٢) عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه الترمذي (٧٤)، وابن ماجه (٥١٥) من طريق شعبة، عن سهيل، به واختصره بقوله: «لا وضوء إلَّا من صوت أو ريح». ومن هذا الوجه رواه ابن خزيمة (٢٧).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 118 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

📜 حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية