حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوضوء من مسّ الفرج

عن عروة بن الزبير يقول: دخلتُ على مروان بن الحكم، فتَذاكرنا ما يكون منه الوضوءُ، فقال مروان: ومِنْ مسِّ الذكرِ الوضوءُ، فقال عروة: ما علمتُ هذا، فقال مروانُ بن الحكم: أخْبَرتْني بُسْرةُ بنتُ صفوان أنها سمِعتْ رسولَ الله ﷺ يقول: «إذا مسّ أحدُكم ذكرَه فليتوضَّأ».

صحيح: رواه مالك في الطهارة (٥٨) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه سمع عُروة، فذكر الحديث.

عن عروة بن الزبير يقول: دخلتُ على مروان بن الحكم، فتَذاكرنا ما يكون منه الوضوءُ، فقال مروان: ومِنْ مسِّ الذكرِ الوضوءُ، فقال عروة: ما علمتُ هذا، فقال مروانُ بن الحكم: أخْبَرتْني بُسْرةُ بنتُ صفوان أنها سمِعتْ رسولَ الله ﷺ يقول: «إذا مسّ أحدُكم ذكرَه فليتوضَّأ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم سنة نبيه ﷺ.
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام أحمد في "مسنده"، والإمام الترمذي في "جامعه"، وغيرهم، وهو حديث صحيح بشواهده.
1. شرح المفردات:
● عروة بن الزبير: هو عروة بن الزبير بن العوام، أحد فقهاء المدينة السبعة المعروفين، من كبار التابعين.
● مروان بن الحكم: هو مروان بن الحكم بن أبي العاص، كان من كبار رجال الدولة الأموية وعلماء الصحابة.
● تَذاكرنا: تحدثنا وتدارسنا.
● بُسْرةُ بنتُ صفوان: هي صحابية جليلة، أخت الصحابي الجليل عُقبة بن عامر رضي الله عنهما.
● مَسَّ الذَّكَر: أي لمسه باليد، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يدور معنى الحديث حول أن مروان بن الحكم وعروة بن الزبير كانا يتذاكران أمور الوضوء، فذكر مروان أن من الأمور التي توجب الوضوء مسُّ الذكر (العضو الذكري)، فتعجب عروة من ذلك لأنه لم يكن يعلم بهذا الحكم، فاستدل مروان بقول النبي ﷺ الذي سمعته الصحابية بُسرة بنت صفوان منه مباشرة، وهو أن من مسَّ ذكره بيده وجب عليه أن يتوضأ.
3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
● وجوب الوضوء من مس الذكر: هذا هو الحكم الرئيسي المستفاد من الحديث، وهو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح. وعلَّلوا ذلك بأن مس الذكر من الأمور التي تنتقض بها الطهارة، كخروج الخارج من السبيلين.
● حجية خبر الواحد العدل: الحديث دليل على قبول خبر الراوي الواحد العدل الثقة، فقد قبل عروة بن الزبير – وهو من كبار فقهاء التابعين – قول مروان بن الحكم الذي نقله عن الصحابية بُسرة، ولم يطلب إثباتاً آخر.
● عدالة الصحابة والثقة بروايتهم: الحديث يظهر ثقة عروة بمروان، وثقة مروان بالصحابية بُسرة، مما يدل على قوة سند الحديث وعدالة رواته.
● جواز رواية المرأة والعمل بخبرها: فالحديث من رواية امرأة (بُسرة بنت صفوان) وقد قُبلت روايتها وعُمل بها، مما يدل على مكانة المرأة في الإسلام وجواز أخذ العلم عنها.
● التثبت في العلم وطلب الدليل: موقف عروة بن الزبير – مع كونه فقيهاً – في عدم الجزم بالحكم حتى يسمع الدليل، يعلمنا أدب طالب العلم في عدم الإنكار قبل التثبت، وقبوله للحقيقة عندما يظهر له الدليل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- اختلف العلماء في هذه المسألة، فذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أن مس الذكر لا ينقض الوضوء مطلقاً، وهو قول للشافعي في قول قديم.
- والراجح – والله أعلم – هو قول الجمهور بوجوب الوضوء، لقوة هذا الحديث وصحته، ولأنه الأصل في مس الذكر، وهو قول أكثر أهل العلم.
- يستثنى من ذلك إذا كان المس من وراء حائل (كالثوب) فلا وضوء فيه عند الجمهور.
- المقصود بالمس هنا هو المس باليد مباشرة، دون حائل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطهارة (٥٨) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه سمع عُروة، فذكر الحديث. ومن طريق مالك رواه أبو داود (١٨١) والنسائي (١٦٣). وفي رواية عند النسائي (١/ ١٠١) قال عروة: فلم أزل أُماري مروان حتَّى دعا رجلًا من حرسه، فأرسله إلى بُسْرَة يسألها عما حدّثتْ من ذلك، فأرسلتْ بسرةُ بمثل الذي حدَّثني عنها مروان.
وقد صحّ سماعُ عروة من بسرة في حديث الترمذي (١/ ١٢٦) وابن ماجه (١/ ١٦١)؛ فإنهما رويا من وجه آخر عن هشام بن عروة، قال: أخبرني أبي، عن بُسرة بنت صفوان، أن النبي ﷺ قال: «من مَسَّ ذكره فليتوضأ»، وفي رواية الترمذي: «فلا يُصَلِّ حتَّى يتوضأ». فكأنّ عروة رواه من وجهين: عن مروان عن بسرة، ثم عن بسرة نفسها، ومن الخطأ أن يجعل هذا الخلاف سببًا لضعف الحديث. انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ٤٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

  • 📜 حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب