حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوضوء من المذي، والنضح بعدَه

عن سهل بن حُنيف قال: كنتُ ألقَى من المذي شدّة، وكنت أُكثِرُ من الاغتسال، فسألت رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: «إنما يجزيك من ذلك الوضوء» قلت: يا رسول الله! فكيف بما يُصيب ثوبي منه؟ قال: «يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماءٍ، فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه».

حسن: رواه أبو داود (٢١٠) والترمذي (١١٥) وابن ماجه (٥٠٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن عبيد السباق، عن أبيه، عن سهل بن حُنيف، فذكره.

عن سهل بن حُنيف قال: كنتُ ألقَى من المذي شدّة، وكنت أُكثِرُ من الاغتسال، فسألت رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: «إنما يجزيك من ذلك الوضوء» قلت: يا رسول الله! فكيف بما يُصيب ثوبي منه؟ قال: «يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماءٍ، فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نعلم وأن يعلمنا ما ينفعنا.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شرح الحديث:
* عن سهل بن حُنيف قال: الصحابي الجليل سهل بن حنيف رضي الله عنه، أحد الأنصار من أهل بدر.
* كنتُ ألقَى من المذي شدّة: "المذي" هو ماء رقيق لزج يخرج من الذكر عند التفكير في الجماع أو عند ملاعبة الزوجة، دون شهوة أو دفق. وهو يختلف عن البول والمني. وكان سهل رضي الله عنه يعاني من خروجه بكثرة.
* وكنت أُكثِرُ من الاغتسال: بسبب كثرته، كان يظن أن حكمه حكم الجنابة، فيجتهد ويغتسل بعد كل مرة يخرج منه فيه، مما سبب له مشقة وعناء شديدين.
* فسألت رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: «إنما يجزيك من ذلك الوضوء»: فبين له النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي الصحيح لتخفيف المشقة عنه، وهو أن خروج المذي لا يوجب الاغتسال الكامل (غسل الجنابة)، بل يكفيه أن يتوضأ وضوءه للصلاة فقط.
* قلت: يا رسول الله! فكيف بما يُصيب ثوبي منه؟: سأل عن حكم النجاسة إذا وصلت إلى ثوبه، هل يجب غسل الثوب كله؟
* قال: «يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماءٍ، فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه»: بين له النبي صلى الله عليه وسلم التيسير مرة أخرى، فأمره أن يأخذ حفنة من ماء بيده (كفًا) ويرشها على مكان النجاسة في الثوب فقط، دون حاجة إلى غسل الثوب كله أو فركه.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن الحديث الشريف حكمين مهمين:
1. أن خروج المذي لا يوجب الاغتسال، وإنما يوجب الوضوء فقط.
2. أن النجاسة التي تخرج معه (وهي نجاسة خفيفة) يُكفي في تطهيرها الرَّشُّ والنَّضْح بالماء على محل الأثر فقط، دون تعب أو مشقة.
الدروس المستفادة والفقه فيه:
1- التيسير ورفع الحرج: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على العباد ورفع المشقة عنهم. وهذا الحديث نموذج رائع لهذا المقصد، حيث جاء الحكم مخففًا للغاية بعد أن كان سهل رضي الله عنه يتكلف مشقة عظيمة.
2- فضل السؤال والعلم: لو لم يسأل سهل بن حنيف رضي الله عنه لاستمر في المشقة. فيه الحث على سؤال أهل العلم عن أمور الدين وعدم التكلف أو الاجتهاد الشخصي دون علم.
3- تفاوت أحكام الخوارج من السبيلين: يفرق الفقهاء بين ثلاثة أنواع من الخوارج:
* البول: نجس، ويوجب الوضوء، ويجب غسل ما أصاب الثوب أو البدن.
* المني: طاهر على الراجح من قولي العلماء (إذا خرج بلذة وشهوة)، ويوجب الاغتسال، ولا يجب غسل الثوب منه.
* المذي: نجس نجاسة خفيفة، يوجب الوضوء فقط، ويُكفي في تطهير الثوب نضحه بالماء.
4- طهارة المني: يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم "حيث ترى أنه أصابه" أن الأصل أن المذي هو الذي يلوث الثوب، أما المني فطاهر عند جمهور العلماء (مالك والشافعي وأحمد في رواية) ولا يجب غسله، وإنما يغسل من باب النظافة.
5- تطهير النجاسة الخفيفة: للنجاسة أحكام، فبعضها يقتضي الغسل والدلك (كالبول والغائط)، وبعضها يكفي فيها صب الماء أو الرش (كالمذي)، وهذا من رحمة الله تعالى.
الخلاصة:
الحديث دليل على يسر الإسلام وسماحته، وفيه بيان لحكم المذي وأنه لا يوجب إلا الوضوء، وأن تطهير الثوب منه يكون بالرَّش والنضح بالماء على مكانه فقط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٠) والترمذي (١١٥) وابن ماجه (٥٠٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن عبيد السباق، عن أبيه، عن سهل بن حُنيف، فذكره.
وصححه ابن خزيمة (٢٩١) وابن حبان (١١٠٣)، كلاهما من هذا الوجه.
ورجاله ثقات غير ابن إسحاق؛ فهو صدوق، وهو مُدلِّس إلَّا أنه صرح بالسماع.
قال الترمذي: حسن صحيح، ولا نعرفه إلَّا من حديث محمد بن إسحاق في المذي مثل هذا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 126 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

  • 📜 حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب