حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُوي من ترك الوضوء من القُبلة

رُوي عن عائشة أنّ النبيّ ﷺ قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضّأ. قال: قلت: من هي إلّا أنتِ؟ قال: فضحكتْ.

ضعيف: رواه أبو داود (١٧٩)، والترمذي (٨٦)، وابن ماجه (٥٠٢) كلّهم من طريق وكيع، قال: حدّثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرت الحديث.

رُوي عن عائشة أنّ النبيّ ﷺ قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضّأ. قال: قلت: من هي إلّا أنتِ؟ قال: فضحكتْ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا من الأحاديث التي تُبيّن أحكام الوضوء ومسّ النساء، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.

شرح الحديث:


الرواية: عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قالت: قلت: من هي إلا أنت؟ فضحكت".


1. شرح المفردات:


● قَبَّلَ: أي باشر زوجته بالقبلة.
● بَعْضَ نِسَائِهِ: أي إحدى زوجاته.
● لَمْ يَتَوَضَّأ: أي لم ينتقض وضوءه السابق، فصلى به.
● مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ: استفهام على سبيل التأكيد، أي: لا يمكن أن تكون غيرك.
● فَضَحِكَتْ: دليل على فرحها واستئناسها بالسؤال، وإقرارها بأنها هي المقصودة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل إحدى زوجاته (وهي عائشة كما فهمت من سؤالها)، ثم خرج إلى الصلاة مباشرة دون أن يتوضأ، مما يدل على أن القبلة وحدها لا تنقض الوضوء. وعندما سألته عائشة مستفهمةً عمّن قبلها، فهم صلى الله عليه وسلم من سؤالها الغيرة، فضحكت اعترافًا بأنها هي.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● أن القبلة وحدها لا تنقض الوضوء، وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، خلافًا للحنفية الذين يرون أنها تنقض الوضوء إذا كانت بشهوة.
● جواز مداعبة الرجل زوجته بالقبلة من غير جماع، ولا حرج في ذلك.
● الغيرة المحمودة للزوجة، وهي غير الغيرة المذمومة التي تؤدي إلى الشقاق.
● حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته، ومراعاة مشاعرهن.
● جواز الضحك والمزاح المباح في إطار الزوجية، مما يدخل السرور على الأسرة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أدلة أهل السنة على أن لمس المرأة بدون جماع لا ينقض الوضوء، سواء كان باليد أو بالقبلة.
- لو حصل إنزال أو جماع، فإن الوضوء ينتقض بالإجماع.
- الحديث يدل على فقه عائشة رضي الله عنها ودقتها في السؤال عن الأحكام.
- يُستفاد منه أيضًا: جواز سؤال المرأة عن أمور الدين، وعدم الحياء في طلب العلم الشرعي.


الخلاصة:


الحديث يدل على أن القبلة المجردة لا تنقض الوضوء، وأنه يجوز للرجل أن يقبل زوجته ثم يصلي دون أن يتوضأ، ما لم يحصل إنزال أو جماع. وهو من رحمة الله تعالى وتيسيره على العباد، حيث لم يجعل كل لمسة أو قبلة ناقضة للوضوء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٩)، والترمذي (٨٦)، وابن ماجه (٥٠٢) كلّهم من طريق وكيع، قال: حدّثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرت الحديث.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٥٧٦٦)، وأعله الترمذي فقال: «سمعت أبا بكر العطار البصريّ يذكر عن علي بن المديني قال: ضعّف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدًّا، وقال: هو شبه لا شيء».
وقال أيضًا: سمعت محمد بن إسماعيل يُضعِّف هذا الحديث. وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة».
وقال: «وقد رُوي عن إبراهيم التيميّ عن عائشة: أنّ النبي ﷺ قبلها ولم يتوضّأ، وقال: وهذا لا يصح أيضًا، ولا نعرف إبراهيم التّيمي سماعًا من عائشة، وليس بصح عن النّبيّ ﷺ في الباب شيء» انتهى كلامه.
وحديث إبراهيم بن زيد التّيمي عن عائشة، رواه أبو داود (١٧٨)، والبيهقي (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، والنسائي (١٧٠) من طريق الثوريّ، عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة.
قال أبو داود: «وهو مرسل، إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة شيئًا. وقال: مات إبراهيم التيميّ، ولم يبلغ أربعين سنة، وكان يكنى أبا أسماء» انتهى.
وقال البيهقيّ بعد أن نقل كلام أبي داود مختصرًا بأنه مرسل: «أبو روق ليس بقوي، ضعّفه يحيى بن معين وغيره، ثم قال: «وقد روينا سائر ما رُوي في هذا الباب، وبينا ضعفها في «الخلافيات» الحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصّائم، فحمله على الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها، ولو صحَّ إسناده تقلنا به إن شاء الله تعالى, انتهى.
وقال الدارقطني في سننه (٤٨٨): «والصّواب عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: كان يقبّل وهو صائم».
وقد أطال في سننه (من رقم ٤٨٤ إلى ٥١٢) النَّفَسَ في تعليل هذا الحديث من جميع طرقه فراجعه إن شئت.
منها ما رواه من طريق الوليد بن صالح، حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة: أنّ النبيَّ ﷺ كان يُقبل ثم يصلي ولا يتوضّأ. قال: «إن الوليد بن صالح وهم في قوله: عن عبد الكريم، إنّما هو حديث غالب (هو ابن عبيد الله وهو متروك كما قال).
ورواه الثوري، عن عبد الكريم، عن عطاء من قوله، وهو الصّواب» انتهى.
ثم ذكر الترمذيّ مذاهب الفقهاء فقال إثر حديث عائشة: وقد رُوي نحو هذا عن غير واحد من أهل العلم من أصحاب النّبيّ ﷺ والتابعين. وهو قول سفيان الثوريّ وأهل الكوفة. قالوا: ليس في القبلة وضوء.
وقال مالك بن أنس والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق في القبلة وضوء، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبيّ ﷺ والتابعين، وإنّما ترك أصحابنا حديث عائشة في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد». ثم ذكر العلل التي سبق إيرادها.
قال الأعظمي: قول جمهور أهل العلم بأن في القبلة وضوءًا فيه تفصيل، وهو أنّ القبلة قد تكون بشهوة، وقد تكون برحمة، فمن أوجب الوضوء قال: إن كانت ذلك بشهوة، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعليه يحمل قول جماعة من الصحابة منهم عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وابن مسعود وجماعة، والتلف من بعدهم مثل الزهريّ وزيد بن أسلم ومكحول ويحيى الأنصاري وربيعة والأوزاعي وغيرهم. ومن الفقهاء مالك وغيره من أهل المدينة.
والرواية الثانية عند الإمام أحمد لا تنقض الوضوء، ويحمل هذا إن كانت ذلك بدون شهوة، أو كانت ذلك رحمة، وبه قال جماعة من الصحابة: علي، وابن عباس، وجماعة من التابعين ومن بعدهم منهم: عطاء، وطاوس، والحسن، ومسروق، وهو قول الكوفيين أبي حنيفة وغيره.
والرواية الثالثة عند الإمام أحمد أنه ينقض الوضوء بكل حال، وهو مذهب الشّافعي.
ودليل الشافعي عموم قوله تعالى: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [النساء: ٤٣] فجعل مجرد اللّمس ناقضًا للوضوء.
وحمل ابن عباس وغيره بأن المراد باللمس هنا كناية عن الجماع، فلا دليل فيه بنقض الوضوء بمجرد اللّمس الذي قد لا يسلم منه أحد، ولم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين.
ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عندما سئل عن لمس المرأة فذكر فيه ثلاثة مذاهب وقال: «والصحيح في المسألة أحد قولين: إما عدم النّقض مطلقًا، وإما النقض إذا كان بشهوة. وأما وجوب الوضوء من مجرد مسّ المرأة لغير شهوة فهو أضعف الأقوال. ولا يعرف هذا
القول عن أحد من الصحابة ولا روى أحدٌ عن النبيّ ﷺ أنه أمر المسلمين أن يتوضّئوا من ذلك» مختصر من «مجموع الفتاوي» (٢١/ ٤٣٥ - ٤٣٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

  • 📜 حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب