حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المسح على الخفين والعمامة والناصية

عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: إن رسول الله ﷺ مسح على الخفين، فسأل ابن عمر أباه عن ذلك؟ فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن النبي ﷺ شيئًا فلا تسأل عنه غيره.

صحيح: رواه البخاري في الوضوء (٢٠٢)، عن أصبغ بن الفرج المصري، عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو، حدثني أبو النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، عن سعد بن أبي وقاص .

عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: إن رسول الله ﷺ مسح على الخفين، فسأل ابن عمر أباه عن ذلك؟ فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن النبي ﷺ شيئًا فلا تسأل عنه غيره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يُروى عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة.

نص الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: إن رسول الله ﷺ مسح على الخفين، فسأل ابن عمر أباه عن ذلك؟ فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن النبي ﷺ شيئًا فلا تسأل عنه غيره.


1. شرح المفردات:


● مسح على الخفين: المسح هو إمرار اليد المبلولة على الشيء. والخفان هما ما يُلبس على القدمين من جلد أو نحوه.
● فسأل ابن عمر أباه: أي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سأل والده الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صحة ما رواه سعد.
● فلا تسأل عنه غيره: أي لا تبحث عن راوي آخر أو مصدر آخر لتتأكد من الخبر، فكلامه كافٍ وموثوق.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قد فعل مسحًا على الخفين بدلًا من غسل القدمين في الوضوء، وهي رخصة من رخص الشريعة. فلما سمع عبد الله بن عمر بهذا الخبر، ذهب ليسأل أباه عمر بن الخطاب ليستوثق من صحة هذه الرواية. فأجابه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإجابة عظيمة، وهي: نعم، صحيح ما قاله سعد. ثم زاد عليه بمبدأ مهم في قبول الأخبار، فقال: إذا حدثك سعد عن النبي ﷺ شيئًا، فلا تذهب لتسأل أحدًا غيره عن صحته، فحديثه ثقة وكافٍ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- ثبوت مشروعية المسح على الخفين: الحديث دليل واضح على جواز المسح على الخفين في الوضوء، وهي من رخص الإسلام التي تُسهل على المسلم أمر طهارته، خاصة في السفر أو البرد.
2- مكانة الصحابة وعدالتهم: قول عمر رضي الله عنه لابنه يعكس المكانة العظيمة التي كان يتمتع بها الصحابة رضوان الله عليهم، وخاصة كبارهم مثل سعد بن أبي وقاص، الذي شهد له النبي ﷺ بالخيرية.
3- الثقة في رواية الثقات: يعلمنا عمر رضي الله عنه ألا نُكثر الشكوك والتساؤلات عندما يروي لنا ثقةٌ حديثًا عن النبي ﷺ. فمن عُرِف بالصدق والأمانة في النقل، قُبل خبره من غير تردد.
4- الأدب في طلب العلم: نرى أدب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث لم يشكك في رواية سعد، بل سأل والده للاستيضاح والاستفادة، مما يدل على حرصه على التثبت مع احترامه للرواة.
5- تقديم خبر الواحد العدل: الحديث يؤصل لقاعدة أصولية مهمة، وهي أن خبر الواحد العدل (الشخص الموثوق) مقبول في الشريعة، ويجب العمل به.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو آخرهم وفاة.
- المسح على الخفين مشروط بشروط، منها: أن يلبسها على طهارة، وأن يكون المسح في مدة limitada (يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر).
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشهادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- الفقهاء مجمعون على مشروعية المسح على الخفين، وهو رأي الأئمة الأربعة، مما يدل على أنه سنة متبعة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (٢٠٢)، عن أصبغ بن الفرج المصري، عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو، حدثني أبو النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، عن سعد بن أبي وقاص .. فذكر الحديث ..
وفيه: دليل على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقبل خبر الواحد، وما نُقِل عنه من التوقف إنما كان عند وقوع ريبة له في بعض المواضع.
وفيه: دليل على تفاوت رُتَب العدالة، ودخول الترجيح في ذلك عند التعارض.
وفيه: تعظيمٌ عظيمٌ من عمرَ لسعيدٍ.
وفيه: أن الصحابي القديم الصحية قد يخفى عليه من الأمور الجلية في الشرع ما يطلع عليه غيره؛ لأن ابن عمر أنكر المسح على الخفين مع قديم صحبته وكثرة روايته.
روي مالك في الطهارة (٤٢) عن نافع وعبد الله بن دينار، أنهما أخبراه أن عبد الله بن عمر قدم الكوفة على سعد بن أبي وقاص، وهو أميرها، فرآه عبد الله بن عمر يمسح على الخفين، فأنكر ذلك عليه، فقال له سعد: سَلْ أباك إذا قدمت عليه، فقدم عبد الله، فنسي أن يسأل عمر عن ذلك، حتَّى قدم سعد فقال: أسألت أباك؟ فقال: لا، فسأله عبد الله، فقال عمر: إذا أدخلت رجليك في الخفين وهما طاهرتان فامْسح عليهما.
قال عبد الله: وإن جاء أحدنا من الغائط؟ فقال: نعم وإن جاء أحدكم من الغائط. انظر للمزيد: «فتح الباري» (١/ ٣٠٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

  • 📜 حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مسح النبي ﷺ على الخفين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب