حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في التوقيت في المسح على الخفين
حسن: رواه أحمد (٢٣٩٩٥) والبزار (٢٧٥٧) والطبراني في الكبير (١٨/ ٤٠) وفي الأوسط (١١٦٧) والدارقطني (١/ ١٩٧) كلهم من طريق هشيم، قال: أنبأنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله الحضرمي، عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك الأشجعي، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الأحكام، يتعلق بمسألة فقهية مهمة وهي المسح على الخفين، وهي رخصة من رخص الشريعة الإسلامية التي تُظهر يسر الإسلام وسماحته.
الحديث:
عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، أنَّ النبي ﷺ أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلةً للمقيم.
1. شرح المفردات:
* عوف بن مالك الأشجعي: صحابي جليل، شهد غزوة تبوك مع النبي ﷺ.
* أمر بالمسح: طلب وأذن وجوّز.
* الخفين: ما يُلبس على القدمين من الجلد أو ما في حكمه اليوم، كالجوارب السميكة (الشراب) التي تستر القدم بكاملها وتتحمل المشي.
* في غزوة تبوك: الغزوة التي حدثت في ظروف صعبة من حرّ وشدة، مما يبرز حكمة الرخصة.
* ثلاثة أيام ولياليهن: مدة 72 ساعة كاملة من أول مرة مسح فيهما بعد الحدث الأصغر (الوضوء).
* للمسافر: من خرج من بلده قاصداً سفراً تقصر فيه الصلاة (حوالي 81 كم فأكثر).
* يومًا وليلةً: مدة 24 ساعة من أول مسحة.
* للمقيم: من هو في بلده، أو من انقطع سفره وأقام إقامة غير مطلقة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع للمسلمين، أثناء غزوة تبوك، رخصة المسح على الخفين بدلاً من غسل الرجلين في الوضوء، وبيّن المدة الزمنية التي يجوز فيها هذا المسح. فجعل المدة ثلاثة أيام بلياليهن (72 ساعة) لمن كان في حالة سفر، وجعلها يوماً وليلة (24 ساعة) لمن كان في حالة إقامة.
3. الدروس المستفادة والفقه المستنبط:
1- مشروعية المسح على الخفين: الحديث أصل من أصول هذه المشروعية، وهو ثابت متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع عليه أهل السنة والجماعة.
2- اليُسر ورفع الحرج: من حكمة التشريع الإسلامي التيسير على المكلفين وعدم تكليفهم ما يشق عليهم، خاصة في أوقات المشقة كالسفر والحر الشديد، كما حدث في تبوك.
3- تفريق الأحكام بين المسافر والمقيم: الشريعة راعت أحوال الناس، فالسفر مشقة فزادت في المدة تخفيفاً عليه، بينما المقيم في راحة فالمدة أقل.
4- بداية حساب مدة المسح: تبدأ المدة من أول مرة يمسح فيها على خفيه بعد الحدث (أي بعد أن يتوضأ ويغسل رجليه ثم يلبس الخفين، ثم إذا أحدث بعد ذلك يمسح عليهما). فلو لبس الخفين في حالة طهارة ثم بقي طاهراً لمدة يومين، ثم أحدث، فمدة المسح تبدأ من تلك اللحظة.
5- شروط المسح على الخفين: يستفاد من مجموع الأحاديث شروط للمسح، منها:
* أن يلبس الخفين على طهارة كاملة (بعد غسل الرجلين في الوضوء).
* أن يكون الخفان ساترين لمحل الفرض (القدم والكعبين).
* أن يكونا طاهرين.
* أن يكون المسح في المدة المحددة (يوم للمقيم، ثلاثة للمسافر).
6- كيفية المسح: يبلل المتوضئ يديه بالماء ويمرهما على ظاهر الخف من أطراف الأصابع إلى أعلى الساق، ولا يمسح أسفل القدم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* حكم المسح على الخفين: هو رخصة جائزة، والأفضل والأكمل هو غسل الرجلين، لكن من احتاج إلى المسح لأجل حر أو برد أو مشقة فلا حرج عليه بل هو مأجور.
* المسح على الجوارب (الشراب): جمهور العلماء على جواز المسح على الجوارب السميكة التي تستر القدم وتتحمل المشي، قياساً على الخفين، إذا تحققت شروط المسح.
* نهاية المدة: إذا انتهت مدة المسح (24 ساعة للمقيم أو 72 ساعة للمسافر) فإنه يجب نزع الخفين وغسل الرجلين عند الوضوء، حتى لو لم يُحدث.
* ما يبطل المسح: يبطل المسح بما يبطل الوضوء عموماً، وكذلك بنزع الخفين، وانتهاء المدة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال الطبراني: لا يُروى عن عوف إلَّا بهذا الإسناد؛ تفرد به هشيم.
وقال الهيثمي في «مجمع البحرين» (١/ ٢٥٩): رجاله موثقون.
قال الأعظمي: وهو كما قال غير أنَّهم اختلفوا في داود بن عمرو، وهو الأزدي الدمشقي؛ قال ابن معين: مشهور. وقال الدارمي: ثقة. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وفي التقريب: «صدوق يخطئ».
وقد نقل البيهقي عن الترمذي أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: حديث حسن. «السنن الكبرى» (١/ ٢٧٥ - ٢٧٧).
وهو الصواب؛ فإنَّ داود بن عمرو مع خفة ضبطه لم يُخطئ في هذا الحديث؛ فإنه روى على المشهور.
ونقل الزيلعي في «نصب الراية» (١/ ١٦٨) عن صاحب «التنقيح» قال أحمد: هذا من أجود حديث في المسح على الخفين؛ لأنه في غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها. انتهى
الأحاديث الصحيحة والصريحة تدل على توقيت المسح بثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، - أي له أن يصلي خمس عشرة صلاة فقط -، ويوم وليلة للمقيم، - أي له أن يصلي خمس صلوات فقط - وبه قال الجمهور.
وأما الأحاديث الواردة في عدم التوقيت: فكلّها معلّلة، مثل حديث أبي بن عمارة قال: يا رسول الله! أمسح على الخفين؟ قال: «نعم»، قال: يومًا؟ قال: «يومًا» قال: يومين؟ قال: «يومين»، قال: ثلاثة؟ قال: «ثلاثة، وما شئت». رواه أبو داود (١/ ١١٠) وقال: وقد اختلف في إسناده، وليس بالقوي. ورواه ابن أبي مريم ويحيى بن إسحاق والسليخي، عن يحيى بن أيوب،
وقد اختلف في إسناده. انظر: للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ١٨١ - ١٨٢).
أو مثل حديث أنس أن رسول الله ﷺ قال: «إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه، فليصل فيهما، وليمسح عليهما، ثم لا يخلعهما إن شاء إلَّا من جنابة».
رواه الحاكم في المستدرك (١/ ١٨١) وقال: صحيح على شرط مسلم، وقال أيضًا: رواته عن آخرهم ثقات.
وحمله ابن الجوزي على مدة الثلاث.
ومثله: حديث ميمونة، سألت النبي ﷺ عن المسح فقالت: يا رسول الله! أكل ساعة بمسح الإنسان على الخفين ولا ينزعهما؟ قال: «نعم». رواه أحمد (٢٦٨٢٧) واللفظ له، وأبو يعلى (٦/ رقم ٧٠٥٩) كلاهما من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عمر بن إسحاق بن يسار أخو محمد بن إسحاق، قال: قرأت كتابا لعطاء بن يسار مع عطاء بن يسار قال: سألت ميمونة رسول الله ﷺ ...، فذكر الحديث. ولفظ أبي يعلى: قرأت لعطاء كتابا معه؛ فإذا فيه: حدثتني ميمونة زوج النبي ﷺ أنها قالت: يا رسول الله! أيخلع الرجل خفَّيه كل ساعة؟ قال ﷺ: لا، ولكن يمسحهما ما بدا له».
ورواه أيضًا الدارقطني (١/ ١٩٩) من جهة أحمد بن حنبل، ونقل الهيثمي عن الدارقطني أنه قال: عمر بن إسحاق بن يسار ليس هو بالقوي. وقال: وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: «مجمع الزوائد (١/ ٢٥٨).
قال الأعظمي: وإن صحّ فهو محمول على التوقيت.
ومنها: حديث عقبة بن عامر الجُهَني أنه قدم على عمر بفتح دمشق قال: وعليّ خفان، فقال لي عمر: كم لك يا عقبة لم تتزع خفيك؟ فتذكرت من الجمعة إلى الجمعة، فقلت: منذ ثمانية أيام، قال: أحسنت وأصبت السنة.
رواه الدارقطني (١/ ١٩٩) من طريق حيوة، سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدثني عبد الله بن الحكم، عن علي بن رباح. ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ١٨٠) من وجه آخر عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر. قال: صحيح على شرط مسلم
وقال الدارقطني في العلل: إن عمر بن الحارث ويحيى بن أيوب والليث بن سعد رووه عن يزيد فقالوا: أصبت، ولم يقولوا: السنة. وهو المحفوظ. وقال: ورواه جرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن عقبة. وأسقط من الإسناد عبد الله بن الحكم البلوي. وقال فيه: أصبت السنة كما قال ابن لهيعة. انتهى. انظر: نصب الراية (١/ ١٨٠).
قال الأعظمي: والصحيح الثابت عن عمر بن الخطاب مثل الجمهور؛ ثلاثةَ أيَّامٍ للمسافر ويوم وليلة للمقيم، كما رواه عبد الرزاق (١/ ٢٠٦ رقم ٧٩٧) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب الجُهَني قال: كنا بأذربيجان فكتب إلينا عمر بن الخطاب: أن نمسح على الخفين ثلاثًا إذا
سافرنا، وليلةً إذا أقمنا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 106 شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى
- 107 أقيمت الصلاة والنبي يناجي رجلاً في جانب المسجد
- 108 ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم
- 109 أعتم رسول الله بالعشاء حتى ناداه عمر: نام النساء والصبيان
- 110 النبي ﷺ يصلي ثم ينام حتى ينفخ ثم يصلي بلا...
- 111 النبي ينام حتى ينفخ ثم يصلي ولا يتوضأ
- 112 ينام مستلقيا حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي
- 113 أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من...
- 114 إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ
- 115 إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ
- 116 مس الرجل ذكره بعد الوضوء
- 117 لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا
- 118 لا تخرج من المسجد حتى تسمع صوتًا أو تجد ريحًا
- 119 إذا وجد ذلك أحدكم فلا ينصرفن حتى يسمع صوتًا أو...
- 120 العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة
- 121 لا وضوء إلا من صوت أو ريح
- 122 يا أبا رافع! إنها لم تأمرك إلا بخير
- 123 النبي ﷺ قاء فأفطر، وثوبان صبّ له وضوءه
- 124 الوضوء من كل دم سائل حديث ضعيف
- 125 يغسل ذكره ويتوضأ
- 126 يكفيك بأن تأخذ كفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك
- 127 ذلك المذي وكل فحل يمذي
- 128 قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ
- 129 النبي ﷺ مرَّ بغلام وهو يسلخ شاة
- 130 يغتسل ويصلي الركعتين ولا يحدث وضوءًا بعد الغسل
- 131 لم؟ أأصلي فأتوضأ؟
- 132 لا تذكروا الله إلا على طهارة
- 133 أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما
- 134 مسح على الخفين بعد البول.
- 135 النبي يمسح على الخفين
- 136 مسح النبي ﷺ على الخفين
- 137 مسح النبي ﷺ على الخفين والخمار
- 138 مسح النبي على الخفين يوم الفتح بوضوء واحد.
- 139 المسح على العمامة أمِسَّ الشعرَ الماءَ
- 140 المسح على الخفين في الوضوء
- 141 يُمكنك مسح العصائب والتساخين في الوضوء
- 142 توضأ فمسح على الخفين والخمار
- 143 مسح النبي ﷺ على الموقين والخمار.
- 144 حبّب إليّ الوضوء
- 145 مدة المسح على الخفين للمسافر والمقيم
- 146 لا تنزعوا الخفاف في السفر إلا من جنابة
- 147 المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة
- 148 المسافر يمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن
- 149 المسح على الخفين للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام
- 150 المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
- 151 مسح النبي ﷺ على الجوربين والنعلين.
- 152 مسح العصائب والتساخين عند البرد
- 153 رسول الله يلبس النعال السبتية التي ليس فيها شعر ويتوضأ...
- 154 مسح النبي على ظاهر خفيه
- 155 المسح على الخفين على ظاهرهما
معلومات عن حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
📜 حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








