حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصّلاة في النِّعال

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا صلَّى أحدكم فليلبس نعليه، أو ليخلعهما بين رجليه، ولا يؤذي بهما غيره».

صحيح: رواه ابن خزيمة (١٠٠٩) عن يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا عياض بن عبد الله القرشيّ، وغيره، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا صلَّى أحدكم فليلبس نعليه، أو ليخلعهما بين رجليه، ولا يؤذي بهما غيره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● فليلبس نعليه: أي فليجعلهما في رجليه ويصلي فيهما.
● أو ليخلعهما بين رجليه: أي يضعهما على الأرض أمامه أو بجواره بحيث لا يتخطاهما المصلون.
● ولا يؤذي بهما غيره: أي لا يسبب الأذى لأحد من المصلين بوضعهما في غير مكانهما الصحيح.

ثانياً. شرح الحديث:


يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أدب من آداب المسجد والصلاة، يتعلق بحال من يريد الصلاة وهو منتعلٌ لنعليه.
فالخيار الأول: أن يستمر في الصلاة وهو لابسٌ لنعليه، إذا كان ذلك ممكناً ومقبولاً، بشرط أن تكون النعلان طاهرتين من النجاسة. وهذا يدل على جواز الصلاة في النعلين، خلافاً لما قد يظنه بعض الناس.
والخيار الثاني: إذا أراد أن يخلعهما، فلا يرميهما في الممر أو في مكان قد يعيق المارة من المصلين، أو يتسبب في تعثرهم، بل يضعهما بين رجليه (أي أمامه في مكان لا يعتبر ممراً للجميع) أو تحت مكان سجوده، بحيث لا يتخطاهما أحد ولا يؤذي بهما أحداً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مراعاة مشاعر المسلمين وعدم أذيتهم: هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يربينا على خلق رفيع، وهو عدم إيذاء الآخرين بأي فعل، حتى لو كان بسيطاً مثل وضع النعلين. فالمسجد مكان للطهارة والأخلاق.
2- التنظيم والنظافة في المسجد: الأمر بوضع النعلين في مكان مناسب يحافظ على نظافة المسجد وهيئته الجميلة، ويمنع الفوضى في الممرات.
3- التيسير في العبادة: إباحة الصلاة في النعلين تيسير من الله تعالى على عباده، خاصة في الأماكن الباردة أو التي قد يكون أرضها مؤذياً، مما يدل على سماحة الإسلام ويسره.
4- الحكمة من الأمر بالصلاة فيهما: كان هذا الأمر مهماً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت الأرض تراباً أو حصى، فالصلاة في النعلين تقي المصلي من الأذى. وفي زماننا، المعنى العام هو مراعاة النظافة وعدم إدخال الأوساخ إلى مصلى المسجد.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- إذا كان في النعلين نجاسة، فلا يجوز الصلاة فيهما، ويجب غسلهما أولاً.
- هذا الأدب لا يقتصر على النعلين، بل يشمل كل ما قد يكون مع المصلي من أغراض (مثل حقيبة، سجادة صغيرة) أن يضعها في مكان لا يعيق أحداً.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث قواعد أوسع في درء المفاسد وجلب المصالح، ومراعاة حقوق الآخرين في الأماكن العامة.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (١٠٠٩) عن يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا عياض بن عبد الله القرشيّ، وغيره، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وعنه رواه ابن حبان في صحيحه (٢١٨٣)، ورواه أيضًا الحاكم (١/ ٢٥٩) من طريق عبد الله بن وهب به مثله. وقال: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».
ولكن رواه أبو داود (٦٥٥) من طريق محمد بن الوليد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدًا، ليجعلهما بين رجليه، أو ليصلي فيهما».
ورواه ابن حبان في صحيحه (٢١٨٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٦٠) كلاهما من طريق محمد بن الوليد به مثله. وصحّحه الحاكم، . ومحمد بن الوليد هو: الزُّبيدي من رجال الشّيخين.
قال الأعظمي: فزاد فيه «عن أبيه».
وقد ثبت سماع سعيد بن أبي سعيد وأبيه من أبي هريرة، فلعله سمعه أولًا من أبيه، ثمّ سمعه من أبي هريرة فروى الحديث على وجهين، ولا حاجة إلى تخطئة محمد بن الوليد أو عباض بن عبد الله القرشي فكلاهما ثقتان، وما دام أمكن الجمع فلا حاجة إلى ترجيح.
وأمّا ما رواه ابن ماجة (١٤٣٢) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة: «الزم نعليك قدميك، فإن خلعتهما فاجعلهما بين رجليك، ولا تجعلهما عن يمينك، ولا عن يمين صاحبك، ولا وراءك، فتُوذي من خلفك» فهو ضعيف جدًّا فإن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد ضعَّفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي والحاكم وابن عدي وغيرهم، وقال الحافظ: «متروك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 802 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

  • 📜 حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب