حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الترهيب من المسألة

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٥)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٢: ١٢٣) كلاهما من طريق هشام الدّستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره في حديث طويل يأتي بتمامه في موضعه.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ أَوْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

1. شرح المفردات:


● خَضِرَةٌ: يعني نضرة وحسن منظر، يشبه به النبات الأخضر الناضر الجذاب للنفس.
● حُلْوَةٌ: يعني حلو الطعم، محبب للنفوس.
● نِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ: أي هو خير مال للمسلم إذا استخدمه في طاعة الله.
● ابْنَ السَّبِيلِ: المسافر المنقطع به الذي ليس معه ما يكفيه للرجوع إلى بلده.
● بِغَيْرِ حَقِّهِ: أي بغير وجه شرعي، كالسرقة والغصب والربا والغش.
● يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ: مثل للشخص الذي لا ينتفع بالمال الحرام بل يعيش في شقاء وعدم بركة.
● شَهِيدًا عَلَيْهِ: أي المال نفسه يشهد على صاحبه يوم القيامة بما فعله به.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور النبي ﷺ المال بأنه شيء جميل وحلو، يجذب النفوس، وهو نعمة عظيمة من الله إذا استخدمه المسلم في طاعته، خاصة في إعطاء المحتاجين كالمساكين واليتامى وابن السبيل. ثم يحذر ﷺ من أخذه بغير حق، ويضرب مثلاً بأن آخذه بغير حق كمن يأكل ولا يشبع، فلا بركة فيه ولا نفع، بل سيكون هذا المال نفسه شاهدًا عليه يوم القيامة بما اكتسبه من حرام.

3. الدروس المستفادة منه:


● الاعتراف بنعمة المال: المال نعمة من الله، وجماله وحلاوته تدل على قدرة الله ورزقه للعباد.
● الحث على الإنفاق في وجوه الخير: من أعطى المال للفقراء والمحتاجين، فقد استعمله في أفضل الاستعمالات، وهو من صاحب المال الصالح.
● التحذير من أكل المال الحرام: أخذ المال بغير حق (كالسرقة والربا والغش) من الكبائر، وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة.
● انعدام البركة في المال الحرام: المال الحرام لا بركة فيه، ولا يشعر صاحبه بلذة حقيقية أو شبع منه، بل يزيده طغيانًا وشقاء.
● المال شاهد يوم القيامة: كل مال اكتسبه الإنسان بغير حق سيشهد عليه يوم القيامة، وهذا من أبلغ الزواجر عن التعامل بالحرام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالمعاملات المالية.
- ينبغي للمسلم أن يتعامل مع ماله على أنه أمانة، يسأل عنه يوم القيامة من أين اكتسبه وفيم أنفقه.
- من حقوق المال: أن يؤدى زكاته، وينفق في سبيل الله، ويصرف في الحلال، ويجنب أماكن الحرام.
- الواجب على المسلم أن يتجنب الشبهات في المكاسب، ليكون ماله طيبًا ونقيًا.
نسأل الله أن يرزقنا الحلال الطيب، وأن يجنبنا الحرام وشبهاته، وأن يجعل أموالنا قرة للعين وذخرًا للآخرة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٥)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٢: ١٢٣) كلاهما من طريق هشام الدّستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره في حديث طويل يأتي بتمامه في موضعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

  • 📜 حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب