حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الترهيب من المسألة

عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الرّجلَ منكم ليأتيني فيسألني فأُعطيه فينطلق، وما يحملُ في حضنه إلّا النّار».

صحيح: رواه عبد بن حميد (١١١٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، فذكره.

عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الرّجلَ منكم ليأتيني فيسألني فأُعطيه فينطلق، وما يحملُ في حضنه إلّا النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

الحديث:


عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الرّجلَ منكم ليأتيني فيسألني فأُعطيه فينطلق، وما يحملُ في حضنه إلّا النّار».


1. شرح المفردات:


● الرجل منكم: أي أحد المسلمين.
● ليأتيني: سيأتي إليَّ (إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
● فيسألني: يطلب مني شيئًا من المال أو العطاء.
● فأعطيه: فأمنحه ما سأل.
● فيُنطلق: يذهب وينصرف.
● وما يحمل في حضنه: ما يحمله في صدره أو بين يديه (أي ما يحمله معه من هذا العطاء).
● إلا النار: أي أن هذا المال الذي أخذه سيكون سببًا في دخوله النار وعذابها.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الناس سيأتونه ليسألوه المال أو المساعدة، فيعطيهم مما عند الله من الرزق، ولكنهم لا يشكرون الله ولا يستعملون هذا المال في طاعته، بل يستعملونه في معصيته أو في البطر والفساد، فيكون هذا المال وبالًا عليهم يوم القيامة، ويصير سببًا في عذابهم في النار.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر المال الحرام أو المسؤول بغير حق: ليس كل من طلب وأعطيَ كان محقًا في طلبه، فربما كان سؤاله من غير حاجة حقيقية، أو نيته في الاستفادة منه غير سليمة.
2- وجوب شكر النعمة: العطاء نعمة من الله، يجب شكرها بالاستعمال الحلال والطاعة، وإلا انقلبت النعمة نقمة.
3- النية شرط لقبول العمل والعطاء: إذا لم تكن النية خالصة لله، أو كان القصد من السؤال هو التكاثر أو البطر، فإن العطاء يصير وبالًا على صاحبه.
4- تحذير من التسول بغير حاجة: الحديث يُحذر من أن يسأل الإنسان وهو غير محتاج، أو أن يأخذ المال ليتلفه في المعاصي أو الكبائر.
5- مسؤولية المتسول: ليس كل من أُعطيَ مالًا يكون مبرأً من الذنب، بل عليه أن يتقي الله في كيفية إنفاقه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "التخويف من أخذ المال بغير حق"، وهو من الأحاديث التي تحذر من التهاون في طلب المال وكسبه وإنفاقه.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأخرجه أيضًا الإمام أحمد وغيره.
- يستفاد منه أيضًا أن العطاء من الإمام أو الوالي يجب أن يكون عن حكمة ومعرفة، فلا يعطي كل من سأل دون تمييز بين المحتاج وغيره.
- ينبه إلى أهمية تربية النفس على القناعة وعدم الطمع فيما في أيدي الناس.

أسأل الله تعالى أن يعيننا على شكر نعمه، وأن يوفقنا لإنفاق أموالنا في ما يرضيه، ويبعدنا عن كل ما يؤدي بنا إلى سخطه وعذابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد بن حميد (١١١٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه ابن حبان (٣٣٩٢)، ورواه من هذا الوجه.
وأما ما رُوي عن جابر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «من سأل وهو غني عن المسألة يُحشر يوم القيامة، وهو خموش في وجهه».
رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (٥٤٦٣) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا أبي، قال: وجدتُ في كتاب أبي، عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، فذكره.
ومجالد هو ابن سعيد بن عمير من رجال مسلم إلا أنه ضعيف، وكان البخاريّ حسن الرأي فيه.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان إلّا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة.
قال الأعظمي: لا يحتمل تفرّد محمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ لأنه مختلف فيه، فكذبه عبد الله بن أحمد ابن حنبل، وقال ابن خراش: كان يضع الحديث.
وقال الدارقطني: «أخذ كتاب نمير فحدّث به».
ومشّاه ابن عدي فقال: «لم أرَ له حديثًا منكرًا، وهو على ما وصفه عبدان لا بأس به»، ووثقه صالح جزرة.
والخلاصة أنه إذا توبع فلا بأس به، أما إذا تفرّد فلا يحتمل تفرده.
وأما الهيثميّ فقال في «المجمع» (٣/ ٩٦): «رجاله موثقون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 328 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

  • 📜 حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب