من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

عن ثوبان، عن النبيّ ﷺ قال: «من سأل مسألة وهو عنها غني، كانت شينًا في وجهه يوم القيامة».

حسن: رواه أحمد (٢٢٤٢٠)، والبزّار -كشف الأستار (٩٣٢) -، والطبراني في الكبير (١٤٠٧) كلّهم من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ثوبان، عن النبيّ ﷺ قال: «من سأل مسألة وهو عنها غني، كانت شينًا في وجهه يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه: عن الصحابي الجليل ثوبان مولى رسول الله ﷺ، قال: قال النبي ﷺ: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، كَانَتْ شِينًا فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.

الشرح الوافي:

# 1. شرح المفردات:

● سَأَلَ مَسْأَلَةً: طلب من الناس مالاً أو عطيةً أو هبةً، وهو قادر على الكسب والتعب.
● غَنِيٌّ: أي مستغنٍ عنها؛ إما لوجود ما يكفيه من مال، أو لقدرته البدنية على العمل والكسب الذي يغنيه عن السؤال.
● شِينًا: الشين هو العيب والدمغة والقبح. والمعنى: عيباً واضحاً وقبحاً يُعرف به يوم القيامة.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يُحذّر النبي ﷺ في هذا الحديث من خطورة التَّسوّل وطلب المال من الناس دون حاجة ضرورية تبيح ذلك. فمن كان لديه ما يكفيه، أو كان قادراً على العمل واكتساب الرزق بيده، ثم أقدم على سؤال الناس وتكففهم، فإن هذا الفعل الذميم سيكون سبباً في إهانته وإذلاله يوم القيامة، حيث يجعل الله تعالى في وجهه علامةً وعيباً يدل على بخله وكسله وعدم توكله على الله حق التوكل.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● تحريم السؤال مع الغنى: السؤال مع القدرة على الكسب حرام، وهو من كبائر الذنوب؛ لأنه إزراء باليد العاملة، واستخفاف بنعمة القوة، وإيذاء للمجتمع بكثرة الطلب.
● التكريم في العمل: الحديث يرفع من قيمة العمل والكسب الحلال، ويجعلها من الأمور التي ترفع قدر الإنسان في الدنيا والآخرة، وتحفظ ماء وجهه.
● التوكل على الله: الغنى الحقيقي هو غنى النفس، فالمؤمن يتوكل على الله في رزقه، ولا يمد يده لكل أحد، بل يعلم أن الرزق بيد الله تعالى.
● التحذير من العواقب: يربط النبي ﷺ بين العمل في الدنيا وعاقبته في الآخرة تربيطاً واضحاً، فما يُعتبر عاراً في الدنيا سيكون شيناً وعاراً في الآخرة، حيث لا يمكن إخفاءه.
● الحث على الاستغناء: من أعظم مكارم الأخلاق أن يستغني المسلم عن الناس، وتكون يده هي العليا (المعطية) لا السفلى (الآخذة).

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

● الاستثناء: يجوز للإنسان أن يسأل الناس إذا كان مُعْدَماً لا يجد ما يقيم أوده، أو كان عليه دين لا يستطيع سداده، أو لأمر ضروري لا يمكن تلافيه إلا بالسؤال. ولكن الأصل هو المنع.
● الفرق بين السؤال والاستعانة: ليس المقصود منع طلب العلم أو السؤال عن أمور الدين، أو طلب المساعدة في أمر لا يقدر عليه المرء بمفرده. المقصود هو سؤال المال والعطايا بغير حق.
● العلاج النبوي: جاء في أحاديث أخرى الحل العملي لهذه المشكلة، مثل قوله ﷺ: «لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». وهذا حث مباشر على العمل حتى لو كان بسيطاً.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طلب الرزق الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٤٢٠)، والبزّار -كشف الأستار (٩٣٢) -، والطبراني في الكبير (١٤٠٧) كلّهم من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، فذكره.
وأورده المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (١٢٠٩) وقال: «رواة أحمد محتج بهم في الصحيح».
وقوله: «شين» أي أثر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 329 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

📜 حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية